بعدما واصل نظام عبدالفتاح السيسي محاولات حجب الحقيقة عن المصريين؛ آخرها بموافقة لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجلس النواب على نص المادة السابعة من مشروع قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، التي تنظّم حجب المواقع الإلكترونية التي تبث من داخل الدولة أو خارجها، وأثار الجدل بشأن مدى جدواه في منع المستخدمين من متابعة المواقع المعارضة؛ إلا أنّ هناك طرقًا لفك الحجب
ومرّرت اللجنة، في الاجتماع الذي حضره ممثلون للجهات والأجهزة الحكومية أمس، أبرزها الداخلية والقوات المسلحة، النص كما جاء من الحكومة؛ وينص على أنّ «لسلطة التحقيق المختصة متى قامت أدلة على قيام موقع يبث داخل الدولة أو خارجها، بوضع أي عبارات أو أرقام أو صور أو أفلام أو أية مواد دعائية، أو ما في حكمها مما تعد جريمة من الجرائم المنصوص عليها بالقانون، وتشكل تهديدا للأمن القومي أو تعرض أمن البلاد أو اقتصادها القومي للخطر، أن تأمر بحجب الموقع أو المواقع أو الروابط أو المحتوى محل البث، كما أمكن تحقيق ذلك فنيا، متى قامت».
و اعتادت مصر حجب المواقع المعارضة لسياستها؛ أبرزها «قناة الجزيرة»، قبل ساعات من بث فيلم «عساكر» المرتقب، و«رصد» و«عربي 21» وغيرهم؛ حتى بلغوا نحو مائتي موقع.
ما هو الحجب؟
يقول المهندس مدحت شكري، المتخصص في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إنّ «الحجب هو منع الأشخاص في الدولة من الوصول إلى موقع الكتروني معين، أو مواقع إلكترونية تحتوي علي أسماء معينة، مثل المواقع الإباحية؛ عبر أيّ كلمة يدخل الزائر عليها. ولنفرض مثلًا SEX: يحول النظام Filter الزائر الي زيارة موقع إلكتروني آخر، أو ظهور رسالة معينة للشخص أنّ هذا الموقع محجوب لدى الدولة».
وفي تصريحه لـ«رصد»، ضرب مثلًا لذلك بما فعلته الحكومة المصرية متمثلة في وزارة الاتصالات؛ إذ أوقفت عن طريق شركات الإنترنت مواقع إلكترونية معينة وحوّلت الزوار من الذهاب إليها لموقع آخر توجهه الحكومة المصرية؛ مثل موقع «رصد» الإلكتروني عند الدخول عليه في مصر يُحوّل إلى مزود خدمة أساسي Localhost غير موجود، وبالتالي لا يعمل الموقع مع المستخدم».
نموذج السعودية والإمارات
وتابع أنّ «هناك دولاً كثيرة تفعل مصر؛ مثل السعودية التي تحجب المواقع الإباحية والتكفيرية والجهادية، وحاليًا مواقع فكرية مثل ساسة بوست ونون بوست؛ وتراها خطرًا على القارئ السعودي».
وأضاف أنّ «هذا النظام يطبق في دولة الإمارات، التي تحجب مواقع كثيرة، وكذلك النظام التركي يغلق مواقع إباحية ومتعلقة بالتورنت وانتهاك الحقوق الملكية الفكرية، كما يطبقه النظام السويدي والبلجيكي والأميركي في المواقع المنتهكة للحقوق الملكية الفكرية، كما تفعله الصين في حجب أكبر محرك بحث بالعالم: جوجل».
برامج تخطي الحجب
وأكد المهندس مدحت شكري أن ثمة برامج تفك هذا الحجب، فكرتها في تصفح الموقع الإلكتروني عبر مزوّد أو وسيط آخر؛ إذ تضاف عبر المتصفحات مثل جوجل كروم وسفاري وفيرفوكس وأوبرا، ومنها برامج مفعل عليها نظام vpn الخاص مثل التور والتورتش وأوبرا؛ ومن أشهر برامج فك الحجب: Dotvpn ،zenmate ،holavpn ،privateinternetaccess ،opra، وجميعها متاحة لكل أنظمة الويندوز ابتداءً من xp وحتى ويندوز 10.
وأكّد أنّ هناك فرقًا بين البرامج المجانية والمدفوعة؛ فـ«المجانية تتيح لك زيارة المواقع من دول معينة، بسرعات منخفضة نسبيًا عن النسخة المدفوعة الأجر. مثلًا كل برنامج يتيح لك تصفح الإنترنت من أربع دول، ولكن في النسخة المدفوعة تصل إلى عشر دول، كما يتيح لك نسبة تشفير أعلي ونسبة استقرار بالإنترنت بشكل أكثر من النسخة المجانية، وهناك برامج في النسخة المجانية متاحة لأيام معينة أو تصفح بنسبة عدد MEG Bite معين.