يبدو أن قضية محاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج السابق سيرجي سكريبال في مدينة سالزبري، بجنوب غرب بريطانيا، مرشحة للمزيد من التصعيد، إذ قالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، اليوم الإثنين، إنه «إذا ثبت أن موسكو وراء عملية التسميم، فإن بريطانيا ستعتبر ذلك استخداما غير قانوني للقوة من جانب روسيا».
وأمام مجلس العموم البريطاني، كشفت رئيسة الوزراء البريطانية أن المادة التي استخدمت في الاعتداء على سكريبال صنعت في روسيا، قبل أن تمهل موسكو، حتى نهاية الثلاثاء، لتفسر لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية قضية تسميم الجاسوس الروسي وتفاصيل تطويرها لبرنامج غاز الأعصاب نوفيتشوك.
وأضافت: «توصلنا لقناعة بأن تسمم (العميل الروسي السابق) سيرغي سكريبتال وابنته حدث بواسطة مادّة سامة تؤثر بشكل فعال على الجهاز العصبي جرى تطويرها من قبل روسيا»، مشيرة إلى أنه «من المرجح جدا» أن تكون موسكو وراء تسميم العميل المزدوج.
وكانت بريطانيا استدعت السفير الروسي على خلفية الاعتداء على العميل السابق، البالغ من العمر 66 عاما، والذي باع معلومات سرية إلى بريطانيا قبل أن ينتقل إليها عام 2010 في إطار صفقة تبادل جواسيس.
حملة استفزازية
وفي أول رد روسي رسمي، وصفت وزارة الخارجية الروسية تصريحاتها ماي بـ «العرض المسرحي في البرلمان البريطاني»، وبـ «الحملة الاستفزازية».
ومساء الاثنين، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريحات صحفية، إن كلمة ماي تمثل «مهزلة في البرلمان البريطاني»، مضيفة: «الاستنتاج واضح، هذه حملة إعلامية سياسية جديدة مبنية على استفزاز».
وأشارت زاخاروفا إلى أنه «يجب على المملكة المتحدة، قبل تأليف حكايات جديدة، أن تتحدث عن نتائج التحقيقات في قضايا ليتفينينكو وبيريزوفسكي وبيريبيليتشني والكثير من الآخرين، الذين توفوا في ظروف غامضة على الأراضي البريطانية».
لعبة بالغة الخطورة
وكانت السفارة الروسية في لندن اتهمت في وقت سابق من اليوم، الحكومة البريطانية بممارسة «لعبة بالغة الخطورة» في طريقتها بالتحقيق.
وقال المتحدث باسم السفارة، في بيان، إن «سياسة الحكومة البريطانية الحالية تجاه روسيا تعتبر لعبة خطرة للغاية مع الرأي العام البريطاني»، مضيفا «هذا يوجه التحقيق ضمن مسار سياسي عديم الجدوى، وينطوي على عواقب خطيرة طويلة الأجل على علاقاتنا الثنائية»، وفق وكالة «فرانس برس».
واعتبرت السفارة أن التحقيق في الحادث حول سكريبال وابنته (33 عاما) «تعوزه الشفافية»، مؤكدة أنها منذ الاعتداء طلبت من وزارة الخارجية البريطانية معلومات عن سكريبال وابنته والتحقيقات الجارية، وأشارت إلى أن «المسؤولين البريطانيين لم يقدموا أي معلومات إضافية، ولم يبعدوا أنفسهم عن الحملة الإعلامية».
وتابعت: «نود أن نؤكد مجددا غضبنا من الحملة الإعلامية المعادية لروسيا وسط غض نظر الحكومة (البريطانية)، ما يؤثر على التحقيقات، كما أن لها تداعيات نفسية على المقيمين الروس».
وأوضحت أن «مواطنينا أو البريطانيين من أصول روسية قلقون إزاء مستقبلهم في هذا البلد»، مشيرا إلى أن «صحفيين من روسيا مقيمين في بريطانيا تلقوا تهديدات»، دون مزيد من التفاصيل.
وقبل حديث ماي، حث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين لندن على توضيح موقفها من تسمم الجاسوس الروسي المزدوج في بريطانيا، قبل أي مباحثات حول الموضوع مع موسكو، بحسب ما نقلت وكالات أنباء روسية.
وقال بوتين ردًا على سؤال لصحفي يعمل في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) «رتبوا الأمور لديكم ثم نتناقش في ذلك معكم»، بحسب وكالة إنترفاكس.