«سيأتي اليوم الذي تقولون فيه: الله يرحم أيام السيسي، كما قولتموها من قبل على أيام حسني مبارك»، لم تخرج هذه الكلمات من مواطن في الشارع ولا سياسي منشق ولا حتى موالٍ في قمة سعيه إلى رضاء النظام السياسي.
هذه الكلمات قالها الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس الدعوة السلفية في مصر، أثناء المؤتمر الذي عقده حزب النور اليوم الجمعة بقاعة حورس بمدينة المنيا لدعم السيسي.
وعلى غير العادة، بعدما كانت مؤتمرات الحزب تعقد في المساجد ويُتداول فيها كلام الله ورسوله وأعلام الدعوة السلفية؛ خرج ياسر برهامي وأعضاء دعوته وحزب النور من عباءة المسجد إلى بلاط الزهو، والتحذير من «منح أعداء الوطن فرصة التشكيك في شرعية السيسي».
يخوض السيسي الانتخابات، المقرر لها بين 26 و28 مارس الجاري، أمام منافس مغمور أعلن بنفسه أنه يؤيده وتقدّم بأوراقه ليرفع الحرج عن الدولة وصورتها أمام العالم بامتناع أيّ مرشح عن منافسة السيسي، الذي اعتقل المنافسين الحقيقيين وحجبهم عن التقدم بأوراقهم.
بدلًا من الخراب!
في المؤتمر، حذّر ياسر برهامي مواطني مصر عمومًا من الاستجابة إلى دعوات مقاطعة الانتخابات وامتناعهم عن الخروج للتصويت لصالح عبدالفتاح السيسي؛ وبالتالي «يفقدوه الشرعية الدولية أمام العالم».
بل وطالبهم بتحمّل حالة الغلاء؛ لأنّ «الدول التي تعرضت للفوضى والبلطجة يتمنون العيش في حاله فقر وغلاء مقابل الأمن والسلام لشعوبهم»، على حد قوله، مضيفًا أنّ هذه الدول «أصبحت ضعيفة بسبب الفوضى والبلطجة، وانتشر بينهم فكر القاعدة والليبراليون والعلمانيون والشيوعيون والحوثيون؛ فأصبحت بلادهم خرابًا».
دراسات!
وفي نبرة غير معهودة عن حزب سياسي ونائب الدعوة السلفية، قال ياسر برهامي: «لدينا القدرة على إزالة سد النهضة في الوقت الحالي؛ لكنَّ ذلك سيحمل غضب المجتمع الدولي ويفرض عقوبات كبرى على مصر».
وأضاف أنّ حزبه أعدّ دراسات وأبحاثًا عن جزيرتي تيران وصنافير وخلص إلى أنهما سعوديتان، كما أنهم يعكفون على دراسة ملف استيراد الغاز من الكيان الصهيوني؛ وفور توافر المعلومات والدراسة سيعلن الحزب موقفة من ذلك.