"القمامة" … كلمة قد تصغر عدد أحرفها, ولكن معانيها تفجر أكبر مشكلة تواجهها الشوارع المصرية على مدى فترات طويلة وحتى الآن, وعندما وعد الرئيس محمد مرسي برفع هم القمامة عن كاهل المواطنين جاءت بارقة الأمل بالنسبة للشعب لتحقيق حلمه في العيش داخل بيئة نظيفة وصحية ..ولكن عندما تمشي الآن في شوارع المحروسة تجد أن هذا الحلم قد تبعثر وسط تلال القمامة التي أصبحت سمة أساسية لمناطق عديدة خاصة منطقة "المرج".. …
بالنظر لمنطقة "المرج " تجد أن القمامة قد غيرت ملامح الشوارع والطرقات, حتى أن المدارس و البيوت و كباري المشاة لم تخل من هذه التلال المعتاد رؤيتها…كانت لشبكة "رصد" الإخبارية تلك الجولة لمنطقة المرج للتعرف على أسباب المشكلة.
عمال النظافة"بلطجية"
تقول أم زينب-إحدى سكان المنطقة- عن محاولتها المستمرة للتصدى لمشكلة تفاقم القمامة في بيتها "اتفقنا مع أحد عمال النظافة أن يأتي ثلاث مرات في الأسبوع لجمع الزبالة مقابل مبلغ 8جنيهات من الشقة الواحدة, ولكن اكتشفنا أن جامعي الزبالة من المنطقة ما هم إلا بلطجية ..إذ يمتنعون معظم الوقت عن جمع القمامة، ولكنهم يتحصلون على الأموال المتفق عليها بالإكراه..الأمر الذي يضطرني إلى تجميعها أمام منزلي وحرقها"
البيوت ملجأ القمامة
أما محاولات سامي محمد للتخلص من القمامة فإنها تختلف نهائيًا عما سبق، فيقول" منذ انتقالي للعيش بمنطقة المرج لم أر عمال نظافة, ولا صندوق قمامة واحدا بالقرب من المنطقة..فلجأنا أول الأمر إلى إلقائها بأحد البيوت المهجورة القريبة منا, ولكن صاحب البيت علم بالأمر وحدث مشكلة كبيرة, فاضطررنا إلى معاودة إلقائها أمام احد البيوت لتقوم المشاجرات بين الجيران مرة أخرى ..ثم نضطر أخيرًا لحرقها لتعود الكرة من جديد".
صحة الأطفال في خطر
بينما ترى أم هدى- إحدى سكان المرج- أن لا حل لمشكلة القمامة سوى تدخل مسئولى الحي ووضع صناديق قمامة أمام كل شارع, ومن ثم تقوم شركة النظافة بتجميعها يوميًا .. وتضيف" ألوم من يري أن المواطن هو المتسبب في هذه المشكلة بسوء تصرفه, فالمواطن هو أول المتضررين من وجود القمامة في الشوارع من خطر على صحة اطفاله بالإضافة للرائحة الكريهة التي تنبعث منها ".. وتتساءل"متى ينتهي هذا العناء ونعيش في بلد نظيف؟"
تنافس شركات النظافة وعربات "الكارو"
وعلى الجانب الآخر، يرى عواد أحمد- رئيس حي المرج- أن أزمة القمامة ترجع إلى المشكلة بين شركات النظافة الجديدة, وشركة مصر سيرفيس القديمة، التي انتهى عقدها منذ 15/7/2012وترغب في تجديد عقدها، فشركة مصر سيرفيس تجمع القمامة من المواطنين ثم تقوم بإلقائها في الشوارع مرة أخرى لإحباط جهد الشركة الأخرى.
ويضيف"عواد" أن السبب الأساسي في تفاقم القمامة بالحي هم أصحاب عربات الكارو الذين يجمعونها من المنازل ويتحصلون على المبالغ من السكان, ثم يرمونها بالشوارع للتخلص منها، ففي الفترة الأخيرة قبضنا على 3عربات كارو وتم تغريم أصحابها 1500جنيه بعد الإبلاغ عنهم برمي القمامة أمام أحد المنازل .
ويتابع:" قمنا الشهر الماضي بحملة نظافة موسعة والتشجير أمام الأقسام والمدارس, ونحن الآن بصدد حملة أخرى خلال نهاية الأسبوع لدعم حملة(وطن نظيف)".
سلوك المواطن
ويقول مختار أبو الفتوح-مدير العلاقات العامة بالهيئة العامة للنظافة والتجميل بالجيزة- إن تراكم القمامة في الشوارع بهذه الصورة هي نتاج لسلوك المواطن المصري الذي لا يتغير,فنحن نحتاج لسنوات لتغيير السلوك وليس لـ 100يوم فقط، مشيرًا إلى قيامهم بحملات نظافة موسعة تتماشى مع خطة الـ100يوم بمساعدة وزارة البيئة بالمعدات والأشجار, وجماعات المجتمع المدني من جهة أخرى في عمليات الطلاء والتجديد والنظافة".
دفن القمامة ضياع لثروة هائلة
ويضيف أبو الفتوح " هناك 16شركة وطنية تجمع القمامة من الأحياء السكنية, ولكنها تجمع القمامة في منطقة كبيرة لتقوم بدفنها للتخلص منها، وذلك لعدم وجود شركات استثمارية لإعادة تدوير المخلفات, الأمر الذي يضيع علينا ثروة هائلة في هذا المجال".