قالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس الاثنين إنّها حصلت على رسائل بريد إلكتروني توثّق ممارسة الإمارات ضغوطًا على إدارة الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» لإقالة وزير الخارجية «ريكس تيلرسون»، بسبب موقفه غير الداعم لها في الأزمة الخليجية ضد قطر.
وانتقد «تيلرسون» سابقا الحصار المفروض على قطر، ودعا إلى تخفيفه، في تصريحات تناقضت مع دعم «ترامب» في بداية الأزمة لمواقف دول الحصار، قبل أن يعدل موقفه مؤخرًا تحت ضغوط من وزارتي الدفاع والخارجية.
إقالة «تيلرسون»
وأوضحت الرسائل التي حصلت عليها «بي بي سي» أنّ الملياردير الأميركي «إليوت برويدي»، المرتبط بعلاقات كبرى مع الإمارات والممول الرئيس للحملة الانتخابية للرئيس الأميركي، التقى بـ«ترامب» في أكتوبر 2017 وحثه على إقالة «تيلرسون».
وفي رسالة له قال: «عرضت أن يزور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أميركا قريبًا جدًا، ويفضل عقد اجتماع هادئ في نيويورك أو نيو جيرسي، ووافق الرئيس ترامب على أن هذه فكرة جيدة»، وأضاف أنه نصح الرئيس الأميركي بأن «تيلرسون ضعيف ويجب إقالته في وقت مناسب سياسيًا».
دعم الإمارات والسعودية
كما حثّ «إليوت» ترامب على مواصلة دعم حلفاء أميركا في الإمارات والسعودية، ونصحه أيضًا بالوقوف في صف دول الحصار ضد قطر، التي وصفها بأنها «قناة تلفزيونية لها دولة»، في إشارة إلى فضائية «الجزيرة»، كما اقترح أن يجلس الرئيس الأميركي مع ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد آل نهيان».
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إنّ شركة «سيركينوس»، التي يملكها «برويدي»، حصلت في وقت سابق على عقود تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأمس، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إنّ الإمارات استخدمت المال للتأثير على إدارة «ترامب» وسعت لإقالة «تيلرسون».
اتهام قطر
ووفق الهيئة، اتّهم «إليوت» قطر باختراق رسائله الإلكترونية، وقال المتحدث باسمه: «لدينا سبب للاعتقاد بأن هذا الاختراق رعاه ونفذه عملاء مسجلون وغير مسجلين في قطر يسعون لمعاقبة برويدي بسبب معارضته القوية للإرهاب؛ فبعض رسائل البريد الإلكتروني ربما غُيرت»، دون توضيح.
لكنّ الرد القطري لم يتأخر؛ إذ قال مكتب الاتصال التابع للخارجية القطرية: «تود قطر أن تعلن بشكل قاطع أنها لم تشارك أو ارتكبت أيًا من الاتهامات المزعومة التي قدمها برويدي زورًا، كما أنها لم تشرك أو تدفع أي شخص للقيام بذلك».
وأضاف المكتب: «نحن نعتقد أن الاتهامات التي لا أساس لها من السيد برويدي هي مجرد تكتيكات لتشتيت الانتباه عن الادعاءات الخطيرة ضد نفسه وموكله حكومة الإمارات العربية المتحدة»، وتابع: «تحتفظ حكومة قطر بحقها في اتخاذ أي إجراء قانوني ضروري ضد مزاعم كاذبة من قبل برويدي أو غيره».
رسالة لرجل أعمال لبناني
وقالت «بي بي سي» إنّ التسريبات كشفت رسائل بين «برويدي» و«جورج نادر»، رجل الأعمال اللبناني الأميركي الذي حلق في سماء الدبلوماسية الدولية لثلاثة عقود، وكان مفاوضا لقناة خلفية مع سوريا أثناء إدارة «كلينتون» وأعاد إنتاج نفسه مستشارًا لحاكم الإمارات بحكم الأمر الواقع، وكان في العام الماضي زائرًا متكررًا إلى البيت الأبيض للرئيس «ترامب».
وبعد أن اجتمع «برويدي» مع مستشار الرئيس الأميركي وصهره «جاريد كوشنر»، كتب إلى «جورج» رسالة قال فيها: «كان سلوك جاريد سلبيًا، وبدا أنه لا يريد المشاركة في هذه القضية (الأزمة الخليجية)».