«بعد انتشار مرض في المدينة، يكتشف علماء أنّ المجتمع يعاني من أمراض سببها وسائل التواصل الاجتماعي وانحدار الأخلاق والنميمة والتكالب على المال؛ فالمجتمع هو المتهم الأول والأخير، ويتحمّل مسؤولية كل شيء؛ وفي النهاية يكتشف الجميع أن علاج كل ذلك ينحصر في حب الوطن والجيش والشرطة».
هذا ملخص العرض المسرحي الذي اصطحب إليه عبدالفتاح السيسي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمشاهدته على المسرح الكبير بدار الأوبرا.
واستخدمت أنظمة الحكم العسكري على مدار التاريخ الأعمال الفنية للترويج لنفسها؛ تجلى ذلك في الحقبة الناصرية وقُدّمت كثير من الأعمال الفنية التي تخدم النظام، لكنها امتازت بالجودة؛ ثم انحدرت تدريجيًا لتسقط في فخ الابتذال والسطحية في عصر السادات، وأصبحت تجارية سطحية في زمن مبارك، حتى وصلت إلى الحضيض في عهد السيسي.
تلميع النظام
يتّضح من محتوى «سلم نفسك» أنه يحاول خدمة النظام وتلميع صورة الزعيم ونظامه، وتمجيد الشخصيات العسكرية وإبراز صفاتها النبيلة وتسليط الضوء على ما تتحلى به من شيم التضحية والإخلاص والانضباط.
وقال مشاهدون للعرض إنّه لا يمكن وصفه بالعمل المسرحي؛ فهو عبارة عن مجموعة من الاسكتشات المجمّعة، دون نص واضح المعالم؛ فهو بطولة 27 طالبًا من مركز الإبداع الفني، وبمثابة مشروع التخرج الخاص بهم في مادة الارتجال المسرحي والتمثيل.
واختارت الناقدة الدكتورة عزة أحمد هيكل «سلم نفسك» أفضل مسرحية لعام 2017م، ووصفتها بأنها عمل متكامل وممتع، وقدمت رؤية نقدية للمسرحية.
مخرج النظام
ومؤخرًا، أضاف مخرج العرض أغنية «قالوا ايه»، الخاصة بالصاعقة المصرية، إلى «سلم نفسك».
مخرج العرض «خالد جلال» له باع طويل في التقرب من السلطة والنظام السياسي، وله تاريخ من العلاقات الطيبة بالمشروعات الثقافية لسوزان مبارك، زوجة الرئيس المخلوع حسني مبارك، واستمر في الحفاظ على علاقات وطيدة بالسلطة حتى اليوم؛ فهو المخرج المفضل لدى نظام السيسي، وهو الذي يخرج كل الحفلات التي يحضرها السيسي.
ووصل ابن سلمان إلى القاهرة، أمس الأحد، في أولى جولة خارجية منذ تقلده ولاية العهد العام الماضي، ويستمر في مصر ثلاثة أيام. وتفقّد محور قناة السويس بمدينة الإسماعيلية، والتقى بشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بمقر مشيخة الأزهر، والبابا تواضروس الثاني بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وفي الوقت نفسه، نقلت وكالة «رويترز» اليوم الاثنين عن مسؤول سعودي (لم تسمه) أنّ مصر تعهدت بألف كيلومتر مربع من الأراضي في جنوب سيناء لتكون ضمن مدينة «نيوم» السعودية.