قام الجيش المصري، باستنفار قواته على الحدود الغربية، بالتزامن مع اضطرابات في الجنوب الليبي؛ بزعم وجود عودة لافتة لنشاط تنظيم «الدولة الإسلامية» هناك.
ونقل موقع «الخليج الجديد»، عن مسؤول أمني مصري بارز، أن «الاضطراب الأمني في جنوب ليبيا، الذي تفاقم في الأيام الأخيرة، زاد من الضغط على القوات المصرية على خط الحدود الدولية، خصوصا أن هذا الاضطراب تزامن مع عودة لافتة لنشاط تنظيم الدولة الإسلامية في الأراضي الليبية».
وأضاف «كل هذا يؤكد صحة توقعات أمنية بأن عناصر التنظيم تمهد لحركة عبر الحدود، بهدف الانتقال من معاقله الرئيسة في سوريا والعراق إلى الصحراء الجنوبية لليبيا، وبعض البؤر الرخوة في إفريقيا»، حسب «الأناضول».
يأتي ذلك بعد كشف رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمد فريد مشاركة 15 كتيبة برية تضم 5175 مقاتلًا و150 مركبة في تأمين المنطقة الغربية، إضافة إلى أعداد أخرى من القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي، وأجهزة الشرطة.
ولفت المسؤول المصري -الذي رفض الكشف عن هويته- إلى رصد معلومات عن توجيهات من «الدولة الإسلامية» إلى العناصر الأجنبية الراغبة في الانضمام إليه بالتوجه إلى ليبيا في الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن أجهزة جمع المعلومات رصدت مسارات جديدة للتسلل عبر الحدود الغربية لم تكن معروفة من قبل.
وتمتد الحدود الغربية لمصر لأكثر من 1200 كيلومتر يصعب تأمينها في شكل كامل، وشهدت المنطقة الوسطى للحدود في الآونة الأخيرة نشاطا لافتا لتنظيمات مسلحة، فواحة جغبوب قريبة من الوادي الجديد، ومن طريق أسيوط الغربي المؤدي إلى الخارجة، ما يسهل انتقال المقاتلين عبر تلك المنطقة.
ويسعى المسلحون، إلى التسلل من مسارات جديدة من الجهة الجنوبية للحدود الغربية، ومن منافذ لم تكن معروفة من قبل في المنطقة الوسطى من الحدود، لكن كل تلك المسارات تسعى القوات إلى مراقبتها على مدار الساعة لمنع تسلل أي مقاتلين أو متطرفين عبرها.
وأكد المسؤول أن «أطرافا خارجية تمد الجماعات المتطرفة في ليبيا بالسلاح ما يزيد حدة التوتر».
واندلعت في مدينة سبها في جنوب ليبيا، قبل أيام، مواجهات دامية بين قوات عسكرية موالية لحكومة «الوفاق الوطني» في طرابلس، ومسلحين من قبيلة موالية للمشير «خليفة حفتر» قائد الجيش المنشق والمسيطر على شرق ليبيا.
تزامن ذلك مع إعلان «الدولة الإسلامية» بدء «حرب استنزاف» جديدة في ليبيا ضد حكومتي الشرق والغرب.
وأورد التنظيم، في بيان نُشر في العدد الأخير من مجلة «النبأ» الناطقة باسمه، بأن «جنود الدولة الإسلامية عادوا ليضربوا بقوة في مناطق ليبيا، وبدأوا حرب استنزاف جديدة ضد مليشيات حفتر وحكومة الوفاق». وعدد التنظيم هجمات أعلن أن مسلحيه شنوها في شرق ليبيا وغربها خلال الأسابيع الماضية. وقال إن «العمليات لن تتوقف حتى تعود ليبيا إلى حكم الشريعة».
وقصفت مصر قبل ذلك مرتين، على الأقل، مواقع، قالت إنها «معسكرات لمتطرفين في مدينة درنة»، قالت إنهم تورطوا في التخطيط لهجمات استهدفت مسيحيي المنيا وكنيستين في الإسكندرية وطنطا (دلتا النيل/شمال) تعرضتا لتفجير انتحاري، ما أسفر عن مقتل عشرات المسيحيين.
وتعيش ليبيا أوضاعا أمنية متدهورة، وأزمة سياسية تتمثل بوجود 3 حكومات متصارعة، اثنتان منها في العاصمة طرابلس، وهما «الوفاق الوطني» (معترف بها دوليا)، و«الإنقاذ»، إضافة إلى «المؤقتة» بمدينة البيضاء (شرق)، والتي انبثقت عن برلمان طبرق.