ظهر عبدالفتاح السيسي اليوم الأحد مرتديًا الزي العسكري أثناء افتتاحه مقر قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب؛ ما أثار الجدل بشأن الرسائل التي يرمي إليها، خاصة وهي المرة الخامسة التي يرتدي فيها هذا الزي، وتتزامن قبل ثلاثة أسابيع من انتخابات الرئاسة.
ومنذ إعلان استقالته من منصبه وزيرًا للدفاع وتخليه عن زيه العسكري يوم 26 مارس 2014، تمهيدًا لتولي السلطة عبر انتخابات مجهزة؛ ظهر السيسي في الرابع من يوليو 2015 بالزي العسكري للمرة الأولى عقب 465 يومًا من تخليه عنه، سعيًا نحو منصب الرئاسة، أثناء تفقده أفراد التأمين التابعة للقوات المسلحة والشرطة المدنية بشمال سيناء.
والمرة الثانية التي ظهر فيها بالزي العسكري في 6 أغسطس 2015، حينما صعد إلى سفينة «المحروسة» بـ«بدلة التشريفة» تمهيدًا لانطلاق حفل افتتاح تفريعة قناة السويس الجديدة؛ بحضور قادة ورؤساء دول.
وفي 5 يناير 2017، ظهر السيسي للمرة الثالثة بالزي العسكري أثناء إطلاق الأسطول الجنوبي بسفاجا، يرافقه الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة.
وفي الثامن من الشهر الجاري، ارتدى السيسي الزي العسكري أثناء تفقده حملة «سيناء 2018» التي بدأها الجيش بزعم القضاء على الإرهاب، وأظهرته الصور يراقب الأوضاع من داخل غرفة العمليات الخاصة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، في بيان (الأحد)، إنّ «افتتاح قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب يأتي في إطار التطوير والتحديث الشامل لقدرات القوات المسلحة، بما يمكنها من مواصلة دورها المقدس في حماية الوطن بأعلى درجات الكفاءة»، مضيفًا أنّ «مركز العمليات الدائم لقيادة شرق القناة يتم من خلاله إدارة خطة المجابهة الشاملة للعملية سيناء 2018».
وأضاف أن «عملية التنمية الشاملة في سيناء بدأت بالفعل منذ عام 2014 ومستمرة حتى عام 2022»، و«تكلفة تنمية وتطوير سيناء ستصل إلى إجمالي 275 مليار جنيه، وهو رقم ضخم يستلزم تكاتف كل المصريين من أجل المساهمة في توفيره»، داعيًا إلى التبرع لصندوق «تحيا مصر».
رسالة للشعب
ورأى مراقبون تكرار ارتداء السيسي الزي العسكري رسالة موجهة للشعب بأنه ما زال المتحكم في مقاليد الأمور داخل القوات المسلحة؛ بالرغم من ابتعاده عنها بشكل رسمي عقب استقالته من منصبه وزيرًا للدفاع.
السيسى لبس البدلة العسكرية مع بداية الدعاية الانتخابية لما يسميها انتخابات .. هو يكرس أنه عسكري وملوش في السياسة …
— abdelmoneim Mahmoud (@moneimpress) February 25, 2018
وأضافوا أنّ «السيسي» يسعى لتأكيد أنّ القوات المسلحة تسانده وتقف خلفه في القرارات كافة ولن تتخلى عنه حال اندلاع موجة من الغضب الشعبي؛ وهو ما يرجح البعض حدوثه بسبب الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها الشعب المصري، وأيضًا يؤكد أن فكرة انقلاب الجيش عليه أو التضحية به بسبب سوء إدارة الدولة مؤخرًا تبدو غير مطروحة على الإطلاق لكونه أحد قيادات الجيش الذي يحكم الدولة في الوقت الحالي.
تحذير للخارج
ورأي خبير سياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيحية، رفض ذكر اسمه، أنّ الآمال التي يراهن عليها البعض في الخارج بقيام القوات المسلحة بخطوة لإصلاح أحوال البلاد المتدهورة عبر الانقلاب على السلطة الحالية وترشيح قائد جديد من بينهم أو تأييد شخصية من خارج الجيش تقوم بالعمل وفقًا لسياسات جديدة بخلاف سياسات النظام الحالي تبدو بعيدة بعض الشيء بالنظر إلى أن السيسي يقف بالزي العسكري وخلفه قيادات الجيش كافة في طاعة تامة تفرضها عليهم الحياة العسكرية.