قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إنّ قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس في مايو المقبل لا يصح أن يكون مناسبة احتفالية؛ خاصة وأن محادثات السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لا يبدو أنها ستنجح في المستقبل القريب، ويثبت بما لا يدع مجالًا للشك بأنّ أميركا ليست وسيطا نزيها في «السلام».
وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّه كان من المقرر أنّ يستغرق نقل السفارة أكثر من عامين، وفقًا لتصريحات سابقة لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون؛ لكنّ رغبة أميركا و«إسرائيل» في تزامنه مع «عيد الاستقلال» عجّل بهذه الخطوة.
وأعلنت الخارجية الأميركية أمس الأول أنّ سفارتها في تل أبيب ستنقل إلى القدس في مايو المقبل، تزامنًا مع الذكرى السبعين لاستقلال «دولة الاحتلال الإسرائيلي»، وقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ردًا على سؤال عما إذا كانت هذه لحظة عظيمة لـ«إسرائيل»، إنّ القرار سيجعل احتفالنا بالاستقلال أكثر سعادة.
ولا يوجد شك، في تحويل الحكومة الإسرائيلية المناسبة إلى حدثٍ عملاق، بالرغم من أنه في الواقع لا يعني سوى توفير مساحة مكتب صغرى للسفير الأميركي وطاقم موظفيه في مبنى القنصلية بحي أرنونا بالقدس. وفي ظل العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية الحالية، لا يوجد سبب يدعو إلى الاحتفال.
وكاد النقل ليكون احتفالية فعلًا لو هناك مفاوضات ناجحة بين الجانبين الفلسطيني الإسرائيلي، وستكون رمزًا على انتهاء الصراع الأزلي بين الجانبين وبدء حقبة جديدة في الشرق الأوسط. وبالفعل كان ينبغي أن يكون نقل السفارة نهاية ناجحة لجهود الدبلوماسية الدولية، التي كانت تتطلع إلى «إتمام اتفاق سلام دائم يقوم على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دولة إسرائيلية عاصمتها القدس الغربية».
كما إنّ التوصل للاتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين كان سيُختتم باحتفالية نقل السفارة الأميركية إلى القدس الغربية، إلى جانب نقل سفارات الدول الأخرى، وكان الأمر ليمثّل اعترافًا دوليًا جماعيًا بالقدس الغربية عاصمة لـ«إسرائيل».
وبدلًا من ذلك، بدا واضحًا من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ هذه الخطوة تشير إلى رفض الولايات المتحدة المطالبات الفلسطينية بجزء من القدس، إلى جانب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل»، وقال ترامب: «قرارنا بشأن القدس لم يحكم على أي وضع نهائي، بما في ذلك الحدود المحددة للسيادة الإسرائيلية في القدس أو وضع حد للحدود المتنازع عليها»، موضحًا أنّ الوضع النهائي ستقرره المفاوضات بين الأطراف المعنية.
وأكّد ترامب في خطابه الحذر أنّ نقل سفارة بلاده إلى القدس سيستغرق وقتًا طويلًا، وقدّر وزير الخارجية الأميركي الأمر سيستغرق عامين أو أكثر، وعندما تكتمل هذه الخطوة ستكون خدمة عظيمة لمحادثات السلام؛ لكنّ الصحيفة تساءلت: «كيف يمكن للنقل السريع الحالي أن تخدم السلام؟ فلا يوجد في الأفق ما يشير إلى أنه قريب.
وهذه الخطوة الأميركية لنقل السفارة في مايو المقبل «ذات رائحة سيئة»، وعرض رجل الأعمال الأميركي اليهودي «شيلدون أديلسون»، الصديق المقرب والراعي لنتنياهو، المساهمة في دفع جزء من تكاليف بناء السفارة الجديدة في القدس، سيئ لـ«إسرائيل»؛ وأفضل ما يقدمه ترامب لـ«إسرائيل» في عيد استقلالها خطة سلام بين الدولتين «الإسرائيلية والفلسطينية».