تستعد تونس، خلال الفترة المقبلة، للتجهيز لانتخابات البلدية، للمرة الأولى منذ ثورة الـ14 من يناير 2011، وقدمت كلٌ من «حركة النهضة» و«نداء تونس»، مرشحين للمنافسة على جميع المجالس البلدية في الانتخابات المزمعة في 6 مايو المقبل.
وأغلق باب الترشح بالانتخابات البلدية للعام 2018، يوم الخميس الماضي، والمزمع عقدها في مايو المقبل، بعد أن تم تأجيلها مرات عدة.
وتعد الانتخابات البلدية الأولى منذ الثورة التونسية، عام 2011، ترشح لها 57 ألف شخص، نصفهم من النساء تقريبا، وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، الجمعة، في مؤتمر صحفي، أن 2173 قائمة قُدمت لشغل 350 بلدية، وجاءت القوائم كما يلي: 177 قائمة للائتلاف، و1099 للأحزاب، و897 قائمة مستقلة.
أسباب إدراج يهودي
وحول الجدل الثائر بإدراج حزب النهضة «إسلامي التوجه»، شخصية يهودية الديانة على قوائمها بانتخابات البلدية، أوضح القيادي البارز بحزب النهضة التونسي، وعضو مجلس شورتها، عبدالحميد الجلاصي، أن السبب الرئيسي لإدراج اسم السيد سيمون سلامة يعود إلى رغبته التي عبر عنها لمناضلي الحركة، وقابلها ترحيب من الهيئات والمؤسسات الحزبية فتحت أبواب قائمتها للشخصيات المستقلة، خاصة أن الاستحقاق المحلي هو استحقاق خدمي.
وقال الجلاصي، في تصريح لـ«رصد»، إن حركة النهضة لم تتردد في التفاعل مع هذه الرغبة؛ لأنها تؤمن بالتشارك والتعاون مع غير المنتمين لها، ولأنها تؤمن بأن العملية الديمقراطية هي عملية إدماجية، وكل إحساس بالتهميش يهدد الاستقرار الاجتماعي بل قد يهدد الاستقلال الوطني.
وأوضح أن الحركة، تفرق بين اليهودية كدين يحميه الإسلام نفسه، كما يحميه الدستور والقوانين، والصهيونية كأيديولوجيا عنصرية استعمارية، لافتا إلى أن «النهضة» تؤمن بأن سد الباب أمام الصهيونية التي تستثمر في التخويف والإحساس بالمظلومية إنما يتم بإدماج المواطنين اليهود في أوطانهم دون استثناء أو استنقاص.
ونفى القيادي بـ«النهضة»، أن يؤثر إدراج شخصية سلامة على فرص ونسب فوز الحركة بالانتخابات، موضحا أن المبادرة التي قامت بها الحركة «تتجاوز الحسابات الانتخابية العابرة ويندرج ضمن رؤية لبناء دولة المواطنة».
وعن الهجوم والجدل الثائر إزاء إدراج سلامة على قوائم انتخابات المنستير، قال الجلاصي، إن رد الفعل جاء من جهة «نخب أزعجتها مبادرة النهضة لأنها كسرت القالب الذهني الذي كانت تستثمر فيه».
وأضاف «أننا رأينا ردود فعل من المنتسبين للدعاة والعلماء؛ بعضهم باجتهاد يحترم، وبعضهم ينصب نفسه متكلما باسم الدين والنصوص وقد سجنها في تاويلات مناهضة لكل ما تنشده البشرية من عمارة و تقدم»، لافتا إلى أنه «لا بد من تحرير ديننا العظيم من العقول الضيقة و الأفهام القاصرة».
هذه أهداف النهضة من الانتخابات
وعن مسار الانتخابات البلدية المرتقبة، وتوقعاته لنتائجها، قال القيادي التونسي، إنه بعد مسار طويل من التردد وأحيانا التهرب تم ضبط موعد إجراء الانتخابات المحلية، لافتا إلى 4 أهداف أرادت الحركة تحقيقها من خوض الانتخابات.
وأوضح أن أول أهداف الحركة تحقق، وهو المضي في إنجاز الانتخابات، معتبرها مكسبا للديمقراطية التونسية الناشئة.
أما الهدف الثاني، فهو «ترفيع نسبة المشاركة وستسعى إلى تحقيقه مع كل المخلصين من خلال خطاب انتخابي تنافسي وهادئ».
وعن هدف الحركة الثالث، وهو الحصول على نتائج جيدة، متوقعا أن تكون نتائج حزب «نداء تونس» و«النهضة» متقاربة.
أما الهدف الرابع، فهو الوصول إلى مجالس منتخبة قادرة على الإنجاز، مشيرا إلى أن الحركة حرصت على حسن اختيار مرشحيها، مؤكدا «سنواصل الحرص على سلامة المناخات الانتخابية حتى نوفر للمجالس المنتخبة التي ستكون متنوعة ومتوازنة بالضرورة الشروط التي تسمح لها بالنجاح».