قال وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» إنّه لا توجد لبلاده أي مشكلة في التفاوض مع «الجيران» في الخليج؛ لكنها غير جاهزة لذلك، مشددًا على أهمية الحوار الإقليمي مع الدول الخليجية لمواجهة التطرف وتنظيم الدولة.
وفي تصريحات صحفية على هامش مؤتمر «الأمن الإقليمي في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة» السبت، أكّد أنّ بلاده قدمت مساعدة في الحرب على الإرهاب بـ«استشارات عسكرية»، و«تنظيم الدولة والتطرف لا يزالان يهددان المنطقة والسلم الدولي؛ وهو ما يحتاج إلى ترتيبات معينة تستند إلى التنسيق بين أطراف المنطقة ككل».
وفيما يخص الملف السوري، قال الوزير الإيراني إنّ بلده تعتبر مقررات محادثات أستانة مخرجًا لخفض التوتر، متهمًا «مجموعات إرهابية» بالتصعيد في سوريا والولايات المتحدة الأميركية بـ«التخريب»؛ داعيًا واشنطن إلى وقف سياساتها، التي رأى أنها ترمي إلى السيطرة على مناطق غنية نفطيًا في سوريا وإلى إثارة البلبلة والإبقاء على حالة النزاع في المنطقة.
المنظومة الصاروخية
وفي السياق، شدد الوزير الإيراني على أن بلده لن تتفاوض بشأن ملف منظومتها الصاروخية، معتبرًا أنّ دولًا تتخوف من صواريخ إيران «عليها أن تسأل نفسها عن الأسلحة التي في حوزة بعض جيرانها»، متسائلًا: «ألا يوجد في السعودية صواريخ يزيد مداها على 2500 كيلومتر، وصواريخ أخرى قابلة لحمل الرؤوس النووية؟».
وانتقد ظريف السياسات السعودية قائلًا إنّ «دولًا فقدت كرامتها وتحاول شراء أمنها عبر صفقات ودفع مبالغ تصل قيمتها إلى 116 مليار دولار، بينما تدفع إيران على أسلحتها مبالغ تتراوح بين 12 و16 مليار دولار فقط».
الاتفاق النووي
وفي ما خصّ الاتفاق النووي، علق ظريف على التصريحات الأميركية التي تضع شروطًا لبقائها في الاتفاق بموافقة إيران على بنود ثانية ترتبط بالصواريخ وحقوق الإنسان ونشاطات الحرس الثوري الاقتصادية، فقال إنها ليست شروطًا جديدة، ولكنها «ليست بمكانها».
وطالب ظريف المجتمع الدولي بأن يدرك أن بلاده ملتزمة بتعهداتها، موضحًا أنّ أميركا تحاول الفرار إلى الأمام؛ عبر وقف تطبيق التعهدات التي تقع على عاتقها في الاتفاق، بوضع شروط جديدة «غير قابلة للتفكير»، وبلاده «تطالب الجانب الأميركي بالالتزام بما عليه».