شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«الجارديان»: النظام السوري يستهدف المستشفيات عمدا للقضاء عليها

قصف الغوطة الشرقية

قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إنّ النظام الطبي في الغوطة الشرقية يقترب من الانهيار بعد أسبوع من الغارات الجوية لنظام الأسد، التي استهدفت 22 مستشفى وعيادة طبية؛ ما يراه أطباء هناك حملة ممنهجة للقضاء على نظام الرعاية الصحية داخل المنطقة المحاصرة.

ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، قال مصدر طبي لـ«الجارديان» إنّ الغوطة حاليًا لا يوجد فيها سوى ثلاث منشآت طبية تعمل بكامل طاقتها وتستقبل ضحايا مصابين ووفيات منذ يوم الخميس، وهو اليوم الخامس لهجوم الطائرات الروسية والسورية على منطقة المعارضة، وقالت منظمة «أطباء بلا حدود» إنّ 13 مستشفى دمرت أو تضررت في الأيام الثلاثة الماضية وحدها.

ومع استمرار ارتفاع عدد الضحايا والقتلى بسبب الغارات، أكّدت المنظمات الدولية التي ترصد الأزمة السورية أنّ هناك أدلة واضحة على أن المستشفيات تٌستهدف عمدًا.

وقالت «سوزانا سيركين»، مديرة السياسة الدولية بمنظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان»، غير حكومية، إننا نشهد معاناة لا توصف، ومتعمّدة ومخطط لها، و«الوضع الحالي نتيجة قاتلة لاستراتيجية واعية من الحصار ومنع المساعدات؛ وفي النهاية تدمير غير قانوني للأهداف المدنية بالقنابل»، وهو تكتيك متبع من الحكومة السورية وحلفائها بدأ في حلب ويتكرر الآن في الغوطة الشرقية؛ لكن بشكل أكثر ضراوة.

وفي محاولة لمعالجة الوضع في الغوطة، من المقرر أن يصوّت مجلس الأمن الدولي اليوم على مشروع قرار يطالب بهدنة مدتها 30 يومًا في سوريا؛ للسماح بتسليم المساعدات الإنسانية والإجلاء الطبي. وقال وزير الخارجية الروسي «سيرجى لافروف» إنّ بلاده مستعدة للتصويت لصالح قرار اليوم بالرغم من أنه أوقف إجراء مماثلًا أمس الخميس.

واقترحت روسيا اليوم تعديلات على القرار الذي صاغته السويد والكويت، قائلة إنّ «هذه الصيغة مجازية، ولا يستطيع مجلس الأمن المكون من 15 عضوًا ببساطة فرض هدنة على سوريا دون التشاور مع الأطراف الفاعلة»، ولم يتضح على الفور ما هي التغييرات التي أدخلت على الاقتراح؛ لكن من المقرر أن يصوت المجلس اليوم.

ويحتاج القرار إلى تسعة أصوات لصالح الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا. واستخدمت روسيا حق النقض «الفيتو» 11 مرة على إجراءات مجلس الأمن المحتملة بشأن سوريا منذ بدء الحرب الأهلية في عام 2011، وسرعان ما فشلت المحاولات السابقة لوقف الأعمال القتالية في سوريا.

استهداف متعمّد

ويقول مركز توثيق الانتهاكات، الذي يجمع بيانات عن الهجمات في سوريا، إنّ القصف المختلف على الغوطة الشرقية يستهدف المستشفيات بشكل خاص. وقالت «منى زين الدين»، مديرة الاتصالات بالمركز: «لاحظنا ووثقنا أن الحكومة السورية استهدفت النقاط الطبية بصواريخ موجهة»، مضيفة أنّ النظام السوري يستخدم كثيرًا من القذائف المرتجلة وغيرها؛ لكن عندما يتعلق الأمر بالمستشفيات والنقاط الطبية فإنه يستخدم صواريخ موجهة، وهناك نقاط ومستشفيات طبية تضرب مرتين وراء بعضهما؛ للتأكد من تدميرها بشكل كامل.

كما يستهدف النظام السوري أيضًا مراكز الإسعاف بشكل متعمّد. وقال «أبو صالح الغيطاني»، سائق سيارة إسعاف، إن الغارات الجوية تستهدفهم بشكل مباشر؛ حتى أثناء إنقاذ الناس بين الأنقاض أو مع نقلهم إلى المستشفيات، ومضيفًا: نُقصف بلا رحمة ويستهدفوننا مباشرة؛ إنهم يراقبوننا ثم ينتظرون حتى نقود السيارات ويقصفوننا.

وأضاف: «لدينا 250 حالة وفاة موثقة و1700 جريح حتى يوم الأربعاء، وسيرتفع عدد القتلى؛ لوجود كثيرين مصابين بجروح خطيرة».

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، وهو مراقب للحرب في سوريا، إنّ ما لا يقل عن 4.3 أشخاص قتلوا وجرح 2111 في الغوطة الشرقية منذ ليلة الأحد. ويوم الخميس، أوقفت روسيا اقتراحًا لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن الدولي، ووصفت التقارير الواسعة النطاق عن وقوع خسائر فى الأرواح المدنية بـ«الذهان الاجتماعي».

وقال طبيب في الغوطة، رفض الكشف عن هويته: «إنهم يستهدفوننا بشكل مباشر، ولم نستبعد ارتكابهم هذه الأعمال الوحشية، لكن المدنيين لم يتوقعوا هذه القسوة؛ إذ يُستهدفون بالبراميل المتفجرة وجميع أنواع الصواريخ، وهناك حاليًا ندرة في الغذاء والمياه، ولا نستطيع التعامل بشكل صحيح أو نتصرف في هذه الأوضاع، فلا كهرباء ولا إمدادات طبية، ولا نعرف ما تحمله لنا الأيام المقبلة».

وقوبلت الحملة الجوية المستمرة بانتقادات شديدة من وكالات الإغاثة، لكنها لم تسفر إلا عن القليل من الزخم الدبلوماسي؛ بالرغم من الادعاءات المتكررة بأنّ الهجمات تشكّل جرائم حرب.

وقال الدكتور «غانم طيارا»، رئيس اتحاد الرعاية الطبية ومنظمات الإغاثة، إنّ «الحرب لديها قواعد، لكن أفعالها تنتهك عددًا لا يحصى من قرارات الأمم المتحدة؛ ففي المعارك العسكرية يفترض أن يُسمح بانتشال الموتى والجرحى، لكن مدنيي الغوطة لا يتمتعون بهذه الميزة؛ فمستشفياتهم ومدارسهم ومنازلهم ومستودعاتهم الغذائية دمّرت، إنهم يموتون ببطء وبطريقة بشعة».

وأضاف أنّ مجلس الأمن يجب أن يتدخل بشكل أكثر حزمًا؛ فالمدينة تعاني من انعدام الكهرباء منذ أربع سنوات، والأطفال يموتون؛ فلا حليب ولا طعام أو ماء، حتى الملاجئ التي يختبئ فيها الأطفال والنساء لا توجد فيها أرضيات أو نوافذ، وكلها أماكن غير آدمية، كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني؛ فتكلفة كيلو السكر تصل في مناطق بالغوطة إلى 56 جنيهًا إسترلينيًا.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023