أثارت كلمة عبدالفتاح السيسي أثناء زيارته أكاديمية الشرطة الجدل؛ لزعمه أنّ الدولة المصرية استعادت هيبتها، والشعب عليه أن يطمئن لما يتمتع به رجال الشرطة من قدرات وإمكانات تمكّنهم من الاضطلاع بمهمة حماية الوطن بكفاءة؛ لكنّ خبراء أكّدوا أنّ مصر ضاعت هيبتها أمام العالم منذ الإطاحة بالنظام المنتخب.
فمن جانبه، يقول المحلل السياسي الدكتور يحيى القزاز، في تصريح لـ«رصد»، إنّه «منذ سيطرة المجلس العسكري بقيادة عبدالفتاح السيسي على مصر في يوليو 2013 تأثرت صورتها سلبيًا؛ عبر حاجتها الملحة للشرعية الدولية، والمعونة الأمنية، وقبل كل شيء عشرات المليارات من الدولارات من دول الخليج الغنية».
وأضاف أنّ «هيبة مصر ضاعت حينما كان البنك المركزي والحكومة في حالة تسوّل؛ إذ استقبال الشيكات الأجنبية، والقروض والمنح التي بموجبها فُرضت سياسة دولية من الحكومات المانحة على مصر بشكل غير مباشر.
وتابع أنّ مصر تحوّلت إلى أضحوكة العالم كله؛ بسبب ما نعانيه من قمع وتفرد بالسلطة، وتآمر على الشعب، وتصريحات رسمية لا تخرج من شخص يقال عنه إنه رئيس لمصر.
خلل اقتصادي
وأكّد الخبير الاقتصادي هاني توفيق أنّ «صورة مصر الاقتصادية سلبية للغاية؛ بسبب القرارت الاقتصادية الهيكلية المدعومة من صندوق النقد الدولي إلى تحقيق خلل في الميزان الاقتصادي؛ على الرغم من التضخم والبطالة».
وأضاف، في تصريح لـ«رصد»، أنّ «مصر الآن تفتقد قاعدة اقتصادية وسياسية وأمنية أكثر استقرارًا وأمانًا في الداخل، بما في ذلك الإصلاحات الهامة لفتح حيز لميدان عام نشط، والاعتماد بشكل أكبر على القطاع الخاص بدلًا من وضع العبء الاقتصادي المصري على الحكومة وحدها».
المخابرات تحاول تحسين الصورة
وكشفت الولايات المتحدة الأميركية عن تدخل جهاز المخابرات العامة المصري على خط تحسين صورة القاهرة في واشنطن، بتعاقده مع شركتي علاقات عامة أميركتين؛ في سابقة هي الأولى لواحد من أقوى أجهزة الدولة المصرية على هذا الصعيد.
وذكرت وزارة العدل الأميركية في موقعها الإلكتروني أنّ قيمة التعاقدات بين المخابرات المصرية وشركتي «ويبر شاونديك» و«كاسيدي أند أسوشيتس» بلغت نحو 1.8 مليار دولار سنويًا.
وقع الوثيقة، المؤرخة بتاريخ 28 يناير 2017 والمنشورة على موقع الوزارة، من الجانب المصري العميد ناصر فهمي، مدير عام جهاز المخابرات، نيابة عن اللواء خالد فوزي الذي وضعه السيسي على رأس الجهاز الأمني الأقوى في مصر نهاية العام 2014، خلفًا للواء محمد فريد التهامي.
وتوضّح بنود التعاقد أنّ الشركتين ستساعدان مصر في «الترويج لشراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية، وتسليط الضوء على التطور الاقتصادي الذي تشهده البلاد، وعرض نشاطات المجتمع المدني والترويج لدور مصر الرائد في إدارة المخاطر الإقليمية».