مع إعلان القوات المسلحة المصرية في التاسع من فبراير الجاري بدء «العملية الشاملة 2018» بزعم استهداف الجماعات المسلحة ومخازن أسلحتها في شمال سيناء، وللمرة الأولى منذ هجومها عليها في 2014؛ قرّرت السير على نهج النظام السوري واستهداف المدنيين بـ«قنابل عنقودية».
وبتحليل منظمة العفو الدولية «أمنستي» مقطع فيديو نشره المتحدّث العسكري للقوات المسلحة على صفحته في «تويتر»، قالت إنّه أظهر أفرادًا من الجيش المصري يحمّلون مقاتلات لقنابل عنقودية؛ وطالبت بـ«الوقف الفوري لذلك».
#المتحدث_العسكرى : بيان رقم (2) بشأن العملية الشاملة للقوات المسلحة سيناء 2018 . pic.twitter.com/VuZDkJoq93
— المتحدث العسكري (@EgyArmySpox) February 9, 2018
وفي هذا الصدد، يقول الخبير العسكري والأمني العقيد ركن خليل الطائي، مستشار مركز الأمة للدراسات والتطوير، إنّ «الهدف من قصف القنابل العنقودية تخريب مستقبل سيناء، وضمان صعوبة العيش فيها؛ خاصة وأنّ هذه القنابل مصمّمة لتنشطر في الهواء وتقذف ما تحويه من ذُخيرات، وتغطي مساحات شاسعة تبلغ ثلاثة كيلومترات للقنبلة الواحدة؛ ما يعني أنّ التأثير يشمل المنطقة المراد استهدافها وغيرها».
وأضاف، في تصريحه لـ«رصد»، أنّ «الخطر الناجم عن القنابل العنقودية لا يفرّق بين مسلحين مدنيين؛ لأنّ بقايا كبرى منها تبقى على الأرض جاهزة للانفجار، وتشكّل خطرًا مثل الألغام الأرضية؛ وبالتالي هناك تهديد مميت لأيّ شخص في المكان ولمدة طويلة بعد انتهاء النزاع».
وتابع: هذه القنابل تقتل الناس الذين يحاولون إعادة بناء حياتهم بعد انتهاء النزاع؛ وسيتمنعون من استخدام أراضيهم أو من الوصول إلى المدارس والمستشفيات، ويمكن أن تبقى تهديدًا لعقود من الزمن.
حياة متوقفة
ومنذ انطلاق الحملة العسكرية توقفت مدارس سيناء وجامعاتها ومعاهدها، وأُعلنت الطوارئ في مستشفياتها، وهرب العمال وهُجّر المواطنون، وقُتل مدنيون. وقال الخبير العسكري اللواء عادل سليمان إنّ «الحياة في شمال سيناء توقفت تمامًا، ولا نرى سوى بيانات إعلامية عن قصف ومعارك، بينما لا نعرف شيئًا عما يحدث؛ وأتوقع أنّ القوات المسلحة تقصف بشكل عشوائي، خاصة وأن أفراد ولاية سيناء باتت لديهم خبرة في تضاريس سيناء، إضافة إلى قدرتهم على الفر والكر والاختباء في هذا الوقت».
وأضاف، في حديثه لـ«رصد»، أنّ «الجيش الآن يقصف محيط المناطق السكانية، والسكان الآن مختبئون داخل منازلهم، لا يستطيع أحد التحرك أو التجول؛ والتأكيد على أنّ هذه المنطقة ليست للحياة، بل للحرب؛ ومن ثم إجبار المواطنين على الخروج منها والهجرة إلى القاهرة أو السويس أو الإسماعيلية؛ والمهم هو تفريغها من أيّ مصري».
ويرى أنّ «القوات المسلحة تقصف شرق شمال سيناء عشوائيًا، وكل السيارات المقصوفة في الغالب لأشخاص مدنيين وليسوا لتنظيمات مسلحة».