شارك أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدورة الرابعة والخمسين لمؤتمر ميونيخ للأمن، الذي انطلق اليوم الجمعة بألمانيا ويستمر حتى الأحد القادم، ويعد من أهم المؤتمرات المنعقدة سنويًا وتتناول القضايا الأمنية الدولية والإقليمية، ويحضر هذه النسخة 600 شخص؛ بينهم 21 رئيس دولة وحكومة و75 وزير خارجية ودفاع.
وقال «تميم» إنّ بلاده حافظت على سيادتها في مواجهة إجراءات عدوانية من جيران طامعين، ويصروّن على «أن نتخلى عن حرية الصحافة والتعبير»، كما إنّ الأزمة الخليجية «عديمة الجدوى، وافتعلها جيراننا؛ وقطر ظهرت أكثر قوة من الماضي بعد الحصار الفاشل».
وتفرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارًا برّيًا وجويًا وبحريًا على قطر منذ الخامس من يونيو الماضي، بعدما قطعوا علاقاتهم الدبلوماسية معها وطلبوا من مواطنيها مغادرة أراضيهم في غضون 14 يومًا؛ زاعمين أنّ قطر تموّل الإرهاب، على الرغم من نفيها وتأكيدها أنّ الإجراءات المتخذة من دول الحصار تستهدف سيادتها واستقلالها.
دعوة لاتفاقية أمنية
كما دعا إلى اتفاقية أمنية تنهي اضطرابات الشرق الأوسط، وتحقّق أمنًا إقليميًا أوسع للمنطقة، ورأى أنّ المنطقة بحاجة إلى إطار مماثل للاتحاد الأوروبي؛ محذّرًا من أنّ «الشرق الأوسط على الحافة، وعلينا إنقاذه من الهاوية».
واعتبر أنّ الشعوب بدأت تفقد إيمانها بحكوماتها ولا تجد وسيلة للتغيير سلميًا؛ فكثير من الدول فقدت الإيمان بالمحاسبة الدولية، و«آن الأوان لإيجاد أمن إقليمي أوسع للمنطقة».
قضايا الإرهاب
وقال أمير قطر إنّ «ظلام الإرهاب يلقي بظلاله على كل العالم؛ وعلينا أن ننهي الظروف التي وفّرت متطوعين لتنظيم الدولة»، معتبرًا أنّ اتهام الأيديولوجيات المتطرفة بأنها سبب الإرهاب العنيف «تبسيط للأمور».
وأضاف أنّ ألمانيا، التي تنظم مؤتمر الأمن، فاعل أساسي ومكان مناسب جدًا لمناقشة المخاطر التي يواجهها العالم.
وبدوره، أكد الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريس»، أثناء المؤتمر، دعمه للوساطة الكويتية والجهود الأميركية لحل الأزمة الخليجية، مشددًا على ضرورة توحيد الجهود لحل أزمات الشرق الأوسط، معتبرًا أنّ كل الأزمات فيه تزداد سوءًا؛ باستثناء العراق.
وأضاف أنّ أسوأ كابوس يهدد الشرق الأوسط هو نشوب حرب جديدة بين «حزب الله» و«إسرائيل».
