بعد تسع سنوات من الحكم، أعلن جاكوب زوما، رئيس دولة جنوب إفريقيا، مساء اليوم الأربعاء استقالته؛ استجابة لصانعي القرار في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، ومن المتوقع أن ينتخب البرلمان «سيريل رامافوزا» رئيسًا جديدًا للحزب وللبلاد.

وجاكوب (75 عامًا) هو الرئيس الرابع لجنوب إفريقيا، ومن الدائرة المقربة لقائدها السابق نيلسون مانديلا، الثائر ضد تاريخ طويل من الفصل العنصري؛ وعندما صعد في عام 2009 إلى الحكم حاصرته الانتقادات والملفات المرتبطة بالفساد، وحظي بسمعة سيئة وشبهات بالتورط في اغتصابٍ ورشى والدخول في صفقات مشبوهة وتغطيته الفاسدين؛ لكنّ جاكوب ينفي صحتها جميعًا.

استجابة للحزب الحاكم

وفي كلمة وداع ألقاها (الأربعاء) استغرقت 30 دقيقة، قال «جاكوب» إنّه غير موافق على الطريقة التي أجبره بموجبها الحزب على الاستقالة بعد انتخاب كيريل رامافوزا رئيسًا له في ديسمبر الماضي؛ لكنه أكّد خضوعه لإرادة الحزب وترك المنصب على نحو منصوص عليه في الدستور.

وأضاف أنّ «حزب المؤتمر الوطني الإفريقي يجب ألا ينقسم بسببي؛ لذلك قررت الاستقالة من منصبي رئيسًا للجمهورية فورًا».

وقرر الحزب الحاكم في ختام اجتماع استغرق 13 ساعة يوم الثلاثاء إقالة الرئيس زوما؛ بسبب اتهامه بـ«الفساد»؛ وأعلن اليوم الأربعاء أنه أمهل «زوما» حتى غد الخميس للتنحي عن منصبه أو سحب الثقة منه.

وقالت وحدة النخبة في شرطة جنوب إفريقيا إنّه في صباح اليوم الأربعاء دُهم منزل عائلة «جوبتا» الشهيرة في «جوهانسبرج»، المتهمة بمعظم الفضائح المتورط فيها «زوما»، ضمن تحقيقات في «شبهات بالاتجار بالنفوذ واختلاس الأموال العامة، تحوم حول رجال الأعمال المقربين من رئيس الدولة».

وهذا الأسلوب ليس الأوّل المتّبع مع جاكوب زوما؛ فالرئيس الأسبق لجنوب إفريقيا انتهت ولايته بالأسلوب نفسه، واستجاب «ثابو مبيكي» لطلب الاستقالة في عام 2008.