حالة من الاستياء العارم اجتاحت الأوساط السياسية والشعبية بالشارع السكندري في أعقاب إعلان محكمة جنايات القاهرة الحكم ببراءة جميع المتهمين في موقعة الجمل لانتفاء أدلة إدانتهم
تحاورت شبكة "رصد" الإخبارية مع عدد من التيارات السياسية، واستمعت لنبض الشارع لتتعرف علي تأثير مثل ذلك الحكم عليهم .
محاكمات هزلية
فعلى صعيد التيارات السياسية أعلنت جماعة الإخوان المسلمون، وجناحها السياسي حزب الحرية والعدالة بالمحافظة عن النزول في تظاهرات حاشدة في الخامسة من مساء اليوم(الخميس) بساحة القائد إبراهيم من أجل الضغط السياسي لإقالة النائب العام الذين اتهموه بالمسئولية القضائية عن تلك المحاكمات "الهزلية"- بحسب الإخوان- إضافة إلى المطالبة بإعادة محاكمة جميع المتهمين في قتل شهداء الثورة منذ اليوم الأول لها وحتى تولي الرئيس محمد مرسي مقاليد الرئاسة .
اتهامات للإخوان
في الوقت نفسه قابل مصطفي الشيخ – منسق حركة كفاية بالإسكندرية- دعاوى التظاهر التي أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة باستنكار وتعجب شديدين، متهماً إياهم بالخداع وبمحاولة تجمل الحزب الحاكم عن طريق الشكليات، فقال :"كيف للحزب الحاكم أن ينزل في مظاهرات للمطالبة بإقالة النائب العام الذي هو جزء من نظام الرئيس "محمد مرسي" ، مضيفاً أن "مرسي" خرج علينا كثائر ووعد بإعادة محاكمة قتلة الشهداء إبان توليه الحكم، ولكننا نرى الآن حكماً سياسياً يعد امتدادا لسلسلة أحكام البراءة التي حصل عليها قتلة الشهداء".
وأشار "الشيخ" إلى مشاركة الحركة في تظاهرات حاشدة غدا "الجمعة"احتجاجا على تلك الأحكام والمطالبة بدستور يعبر عن كل المصريين، بالإضافة إلى تقييم فترة المائة يومٍ الأولي من فترة ولاية الرئيس .
مطالب بإقالة النائب العام
كما أكد محمود الخطيب – المتحدث الإعلامي لحركة 6 إبريل الإسكندرية- أن الحركة ستخرج في تظاهرات اليوم لرفض تلك الأحكام الغير عادلة – والتي تعد امتدادا لمسلسل براءة قتلة الشهداء في جمعة الغضب، وفي أحداث بورسعيد وفي الحوادث المختلفة التي واكبت فترة الثورة- ، والمطالبة بمحاكمات وأحكام تقتص لدماء الشهداء على غرار ما وعد الرئيس "مرسي" بتحقيقه قبيل توليه رئاسة الجمهورية.
ولم يستبعد "الخطيب" تنظيم الحركة لعدد من الاعتصامات للضغط على متخذي القرار لإقالة النائب العام، والعمل على تطهير السلطة القضائية .
البحث عن أدلة جديدة
بينما صرح رشاد عبد العال – المنسق العام للتيار الليبرالي المصري- أن التيار الليبرالي يلتمس بعض العذر للقضاء الذي يحكم من خلال الأدلة المتاحة أمامه – والتي اتصفت بالضعف في تلك القضية- ، داعياً النيابة العامة للطعن على تلك الأحكام، ومحاولة تقديم أدلة جديدة تساعد في القصاص للشهداء الذين لا يجب أن تذهب دمائهم هدرا .
وعن المطالبات بإقالة النائب العام قال "عبد العال" : " كل رموز نظام مبارك خاصة الذين عينهم بنفسه كان يجب عليهم التقدم باستقالاتهم عقب الثورة، وفي تلك المناسبة نجدد الدعوة للمستشار عبد المجيد محمود بالتقدم باستقالته من منصبه، خاصة وأن إقالته ليست من سلطات رئيس الجمهورية".
ومن المتوقع أن تشهد المحافظة عدداً من التظاهرات الغاضبة التي ستخرج احتجاجا على تلك الأحكام التي صدرت بحق المتهمين في موقعة الجمل، لكونها القضية الأشهر في الثورة والتي يراهن عليها كثير من الشعب المصري والتيارات والأحزاب السياسية كأحد أهم المعارك مع النظام السابق، و وفاءاً لدماء الشهداء التي أهدت للشعب كرامته وحريته .
إحباط في الشارع السكندري
وعلى صعيد الشارع السكندري تحدث إسلام الباز – طالب بكلية السياحة- عن تلك الأحكام فقال : " الأحكام تعد ظالمة وتعيد مشاهد جمعة الغضب وما عرضته الفضائيات عن موقعة الجمل أمام عيناي الآن ، فمشاعر الغضب التي كونتها تلك المشاهد بداخلي تحولت بذلك الحكم الجائر إلي مشاعر للإحباط والخوف مما هو قادم" ، مضيفاً أنه يجب أن يكون هناك خطوات حقيقية لتطهير القضاء الذي أعقب عفو الرئيس عن معتقلي الثورة بعفو مماثل، ولكنه عن مجرمي الثورة هذه المرة.
بينما عبرت سهير محمد –عاملة- عن بالغ آساها لصدور مثل تلك الأحكام قائلةً :"لابد من إعادة تلك المحاكمات، وإصدار أحكام رادعة بحق الجناة كي تنطفئ النار المشتعلة بداخل أهالي الشهداء، وإلا فلتتركوهم يقتصوا لأولادهم بأيديهم".