أكدت صحيفة «ميدل إيست آي»، أن الضربات الجوية الإسرائيلية في سيناء، تأتي أولا في الصالح الإسرائيلي والأميركي، وبعيدة للغاية عن مصلحة مصر، كاشفة في مقال للصحفي الأميركي اليهودي «ريتشارد سيلفرشتاين»، أنه لذلك حرصت مصر وإسرائيل على إبقاء الأمر سرا، موضحا أنا لن تتمكن من تغيير أو إصلاح الفساد والديكتاتورية المتفشية في مصر.
وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أكد الكاتب أيضا، أن ما ذكرته «نيويورك تايمز»، كان معروفا على نطاق واسع، موضحا أن توغل القوات الإسرائيلية داخل الأراضي المصرية ليس مسبوقا، موضحا أن التدخل الأول بدأ في 2012، تحت إشراف المخابرات الحربية ووزارة الدفاع، بعدما خول الرئيس السابق محمد مرسي، لهم، بضرورة استعادة الأمن هناك.
وكانت «نيويورك تايمز»، نشرت تقريرا الأسبوع الماضي، أكدت فيه أن إسرائيل تساعد الحكومة المصرية من أجل هزيمة داعش في شمال سيناء، ومنذ عام 2011، يشن مسلحون يضمون مزيجا من البدو وتنظيم الدولة، هجمات ضد أهاف عسكرية مصرية، مشيرا إلى الآلام الكبيرة التي يعاني منها المصريون والإسرائيليون؛ لإخفاء جهودهم المشتركة، مؤكدا أيضا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية لم تنشر أيا منها لعدم اطلاعها عليها.
وكانت إحدى الضربات الإسرائيلية التي شنت في سيناء في 2013، أسفرت عن مقتل خمسة إسلاميين، ولم تكن أول الهجمات المشتركة بين الجانبين المصري والإسرائيلي، وفي أواخر 2015، بدأت إسرائيل موجة أخرى من الغارات الجوية، ووفقا لمسؤولين أميركيين، فالقوات الإسرائيلية تمكنت من قتل قائمة طويلة من قادة داعش هناك، ورغم أنها تقارير غير دقيقة، إلا أنها تؤكد على التعاون بين الجانبين.
وأكد الكاتب، أنه إذا كان التدخل العسكري الإسرائيلي في سيناء سرا، فهو يدل على أنه شئ سيء لابد إخفائه، خاصة فيما يتعلق بالحكومة المصرية، وشعبها الارافض لأي شكل من التعاون مع اليهود.
ويشار أيضا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تفاخر في العام قبل الماضي 2016، بالحملة التي تشنها إسرائيل للقضاء على إرهابي سيناء.
والواقع أن الهجمات الإسرائيلية بدأت فعليا في 2012، حينما كان محمد مرسي مازال في السلطة، رغم عدم تفضيل الجنرالات الإسرائليين التعامل مع الإسلاميين، وخاصة الرئيس محمد مرسي، بينما يؤيدون لواءات المجلس العسكري، والحقيقة أن إسرائيل رأت وجود الإخوان في السلطة تهديدا لأمنها القومي.
ووفقا لـ«ستيفن كوك» الخبير السياسي في شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، فإن مرسي أسند مهمة الأمن في سيناء إلى المخابرات الحربية ووزارة الدفاع، ومن حينها بدأ الجنرالات في الاتصال بالقادة الإسرائيليين لشن ضرباتهم، مضيفا أنه من غير الواضح ما إذا كانت قوات برية إسرائيلية دخلت أراضي سيناء أم لا.
وفي واحدة من أكبر الهجمات التي شنها إرهابيون في سيناء، في 2011، تمكنوا من عبور الحدود الإسرائيلية بمدرعيتن مصريتيين استولوا عليها من الجيش، ولم ترد الحكومة المصرية حينها عن تقارير تحدثت عن توغل قوات الجيش الإسرائيلي إلى سيناء لمطاردة باقي المسلحين المشاركين في الهجمات، وذكر «أليكس فيشمان»، الكاتب الإسرائيلي، حينها، أن اسرائيل انتهكت بشكل صارخ السيادة المصرية.
وهناك واقعة أخرى، حيث استهدفت الموساد الإسرائيلي أحد قادة حماس داخل سيناء، «وائل أبورضا»، والذي تم سجنه في إسرائيل، وسط تعاون كامل وتام من قبل المخابرات الحربية المصرية، وفي 2012، أفادت تقارير أخرى، أن الجنود الإسرائليون يعبرون الحدود المصرية بشكل دوري، من أجل وقف تدفق اللاجئين الإفارقة المتسللين إلى إسرائيل.
وكان «بينيامين بن اليعازر» السياسي والجنرال الإسرائيلي، والذي اتهمت قواته بقتل 250 أسير مصري في حرب 67، أكد من قبل أن القوات الإسرائيلية توغلت إلى سيناء،
وفيما يلي سرد لبعض القصص المتعلقة بحملة إسرائيل لسيناء والعلاقة المتنامية مع مصر، فأول هجومم لطائرة إسرائيلية دون طيار في سيناء، في 2012، قتل ناشط بدوي وفي 2013 تم قتل أربعة آخرين في غارة مماثلة، وبعد الانقلاب العسكري الذي شجعه الاحتلال، زاد التعاون بين الجانبين بشكل غير مسبوق، وبالنسبة لأميركا، فإن التحالف المصري الإسرائيلي وخاصة الأمني، مفيد إلى حد كبير، خاصة وأن سيطرة المتمردين على شمال سيناء تشكل تهديدا لإسرائيل حليفتها الأساسية التي تعهدت طوال تاريخها بحمايتها.
وعلى جانب آخر، فإن الطبيعة الوحشية والفاسدة للنظام المصري، لن يغيرها الضربات الإسرائيلية، وبدون دعم إسرائيل أو به، فإن السيسي يسير على خطى مبارك، مؤكدة أن مصلحة إسرائيل في عدم وجود حكم ديمقراطي في مصر، ونفس الأمر يتعلق بمصلحة أميركا، وعلى مستوى الصحف ومحرريها، لابد أن يعلموا أن المجتمعات المغلقة مثل مصر وإسرائيل، فإنهم يتمكنون من الوصول لمعلوماتهم من مصادر غير رسمية.