يبدو أن نقص الدواء في مصر أصبح أمرا واقعا لا حل له، فبالرغم من الزيادات المتكررة في أسعار الدواء، رغم وعود الحكومة بعدم زيادتها، إلا أن هذا لم ينعكس على التوفير النواقص التي أصبحت تزداد كل يوم.
ففي مطلع العام الجاري قررت الحكومة زيادة أسعار 30 صنفًا دوائيًّا للأمراض المزمنة بنسبة تتراوح بين 10% و50% وقد شمل قرار زيادة الأسعار أدوية السكر والقلب والضغط والمخ والأعصاب والأورام ومشتقات الدم التي تشهد نقصًا حادًّا في السوق المحلية من أجل توفيرها، وأكدت الوزارة أن توفير النواقص سوف يتم خلال أيام قليلة.
250 صنف ليس لهم بديل
ورغم مرور أكثر من شهرين إلا أن وعود الحكومة لم تتحقق حتى الآن، حيث لا يزال العديد من الأصناف الدوائية غير متوفرة بالأسواق، وعلى رأسها أدوية القلب والسكر والأورام.
وأوضح مصدر مطلع بملف الدواء أن أزمة نواقص الأدوية في تزايد رغم التصريحات المستمرة من وزارة الصحة، ممثلة في إدارة الصيدلة، بأنه لا توجد أزمة في توفير الدواء.
وأوضح المصدر، في تصريحات نقلتها صحيفة «الوطن» المقربة من النظام، أن نواقص الدواء بلغت حاليا 250 صنفا خلال شهر ليس لها أي بديل، منها مستحضرات حيوية وأدوية أورام، مطالبا بضرورة اتخاذ وزارة الصحة إجراءات فورية وجذرية لحل المشكلة حفاظا على أرواح المرضى.
النواقص بلغت 1700 صنف
وشملت القائمة حسب تقرير صادر عن المركز المصري للحق في الدواء 1700 صنف دوائى ناقص فى السوق المصرية، ويختلف النقص من أصناف نادرة وأدوية توقفت وأصناف تورد إلى الصيدليات على مراحل عن طريق كوتة محددة لكل صيدلية أو للصيدليات التى تسحب من شركات التوزيع بمبالغ كبيرة.
قوائم النواقص تتزايد من أهم تلك الأصناف الناقصة بالأسواق أدوية الطوارئ وأدوية السرطان التى يصاحب عدم تناولها الوفاة، وتوجد بالفعل حالات وفاة نتيجة نقص مستحضر ليوكوجن فيال، الذى يستخدم لزيادة كرات الدم البيضاء، خصوصا فى مرضى السرطان، وكذلك المستحضرات التي تستخدم لعلاج الجلطات مثل السيدونيز واليورو كايناز، وكذلك أمبولات الإيفيدرين ناقصة فى السوق، والأطباء يستخدمونها فى علاج الأزمات القلبية، هذا بخلاف الأدوية العادية لعلاج القولون العصبي مثل «دوجيماتيل» وقطرات ومراهم العيون، ومن بينها «ماكسيترول»، و«ديكساتوبرين» وعقار «الجنيورين» المعالج للسلس البولي و«أسبرين بروتكت» لعلاج أمراض القلب و«بنيستارد» حقن لمرضى الحمى الروماتيزمية.
ليست أزمة تسعيرة
الدكتور صبري الطويلة، رئيس لجنة الدواء في نقابة الصيادلة أعلن فشل مسئولي وزارة الصحة في ملف الدواء الذي تتزايد قوائم نقصه في السوق المحلية، لتزداد معاناة المواطن وتنتعش السوق السوداء بصورة كبيرة للاتجار في أدوية الأمراض المزمنة الحيوية التي لا يستغني عنها المريض ونقصها يؤدي إلى الوفاة، مثل أدوية القلب والضغط والكُلى والأورام والأوردة والسكر.
وأكد الطويلة أن نواقص الأدوية تقترب من 2000 صنف، بالإضافة إلى تقليل عدد العبوات المسموح ببيعها من الأنسولين ورفض الشركات استلام مرتجعات الأدوية منتهية الصلاحية «الإكسبير» رغم وجود قرار وزاري ملزم لهم بذلك، مؤكدًا أن الأمر لم يختلف كثيرًا عما كان عليه قبل الزيادة، بل ازداد الأمر سوءًا، فالأمر لا يقتصر على زيادة تسعيرة الأدوية، ولكن يجب وضع حلول حقيقية للأزمة التي تهدد صحة المصريين.
نواب السيسي يطالب الجيش بالتدخل
وطالبت عضو لجنة الصحة في مجلس النواب، الدكتورة شادية ثابت، رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، بإنشاء مصنع للمواد الخام للأدوية في مصر، لعدم التأثر بنقص المواد الخام، وتغيير سعر الصرف وتكرار أزمات نقص الدواء.
وأضافت ثابت في مداخلة هاتفية لبرنامج «صباح أون» على فضائية «أون لايف»، اليوم الخميس، أنها تتوقع أن تقوم القوات المسلحة بإنشاء هذا المصنع، لتوفير نقص الدواء وتصنيعه والأدوية التي لا يوجد لها بدائل، يتم استيرادها لحل أزمات المرضى، بحيث يجد المريض المصري الأدوية كافة وعدم معاناته من نقصها.
وأشارت عضو لجنة الصحة في مجلس النواب، إلى أنه عقب موافقة مجلس الوزراء على القانون يتحول للبرلمان ويتم إعلانه رسميًا بعد ذلك.