من جديد عاد الحديث عن المصالحة بين جماعة الإخوان المسلمين، ونظام السيسي، بعد التقرير الذي كشفته وكالة بلومبرج عن وجود اتصالات بين الجانبين.
جماعة الإخوان المسلمين سارعت بإصدار بيان نفت فيه وجود أي اتصالات مع النظام الحالي، مؤكدة على تمسكها بشرعية الدكتور محمد مرسي، وأي اتصالات مع النظام يجب أن تتم من خلالة، في حين نفى النظام أيضا وجود أي اتصالات مع الجماعة.
وأثار الحديث عن المصالحة بين جماعة الإخوان المسلمين ونظام السيسي التساؤلات حول إمكانية حدوث ذلك بالفعل، وما عواقب ذلك.
أسباب صعوبة المصالحة
العديد من الأسباب تجعل من حدوث مصالحة بين جماعة الإخوان المسلمين ونظام السيسي أمر شبه مستحيل، وفيما يالي أبرز أسباب صعوبة المصالحة
الإخوان تتمسك بشرعية مرسي
نفت جماعة الإخوان المسلمين بمصر، أمس الأربعاء، إجراء «اتصالات أو مفاوضات» مع عبدالفتاح السيسي مؤخراً، وشدَّدت على تمسُّكها بـ«شرعية» الدكتور محمد مرسي، ردا على ما نشرته وكالة «بلومبيرج» الأميركية، والتي ادعت فيه وجود مفاوضات أو اتصالات أو صفقات بين الجماعة ونظام السيسي، يتم بموجبها إطلاق سراح قيادات الإخوان من السجون مقابل ابتعاد الجماعة عن ممارسة السياسة.
وأكدت الجماعة في بيان لها، الأربعاء، أن تلك الأخبار «عارية عن الصحة تماماً، ولا أصل لها»، واعتبرتها «مصالحات وهمية، ومحاولة لإلهاء الشعب».
وجددت الجماعة موقفها الرافض للتصالح مع نظام السيسي بقولها: «أبناء الجماعة ومنتسبوها في الداخل والخارج، بمن فيهم مَن داخل السجون، على قلب رجل واحد، وأية محاولات للوقيعة محكوم عليها بالفشل ولن تجدي نفعاً»، مشيرة إلى أنها لا تمانع في «البحث الجاد مع كل المُخلصين عن كل ما ينقذ مصر من عثرتها التي تسبب فيها النظام».
واستدركت بالقول: «إنَّ المعنيَّ بأي اتصالات أو مفاوضات من أي نوع هو محمد مرسي، وليست الجماعة وقياداتها»، مشددة على تمسكها بشرعية مرسي، من منطلق انحيازها للمبادئ الديمقراطية.
تمسك الإخوان بالقصاص
وحول القصاص العادل لدماء الشهداء ذكرت أنّ مطالب «القصاص العادل لدماء الشهداء والجرحى وحقوق المعتقلين والمختطفين والمهجَّرين، حقوق أصيلة لن تتنازل عنها أبداً».
واختتمت البيان بقولها إن «جماعة الإخوان لا تسعى لوقف عجلة التاريخ، وهي دائمًا تعمل على أن تسير الشعوب مسارها الصحيح المحقق لقيم العدالة والحرية وحقها في استرداد وصيانة كامل حقوقها».
وأوضح مجدي حمدان القيادي السابق بجبهة الإنقاذ، أن هذا الأمر في ظل نظام السيسي وقيادات الجماعة الحالية امر مستحيل.
وأوضح حمدان في تصريح خاص لرصد،أن هذا لعدة اسباب اولها ان الجماعة تتمسك بعدة اوامر منها محاسبة المتورطين في الدماء التى سالت في النهضة ورابعة ومنها الاصرار على عودتهم مرة اخري لسدة الحكم وهو الامر الذي اصبح من المعجزات نظرا لحالة الشيطنة المستمرة على مدار السنوات الماضية والصاق كل مايحاك ضد الوطن لجماعة الاخوان متناسين او متجاهلين ان النظام ضالع في جزء منها بسياساتة.
رفض وجود منافس
يرفض النظام الحالي وجود أي منافس له، حيث أن انتهاكات النظام لا تقتصر على جماعة الإخوان المسلمين، بل طالت كل القوى المدنية والثورية، مما يظهر أن النظام لن يقبل بعودة الأخوان أو أي فصيل أخر.
وقال مجدي حمدان أن الامر الاهم في فرضية المصالحة، ان الفكرة التى بني عليها الرئيس الراحل محمد أنور السادات رؤيتة لعودة جماعة الاخوان كان محاربة الكيانات الشيوعية فكان يريد ان تكون الجماعة ضد منافسية وهو الأمر الغير متوفر الان فالسيسي قضي على اى تكوينات حزبية وسياسية ولاوجود لاى منافس له.
شرعية النظام
أحد أهم أسباب صعوبة المصالحة، أن شرعية نظام السيسي يستمدها من حربه على الإخوان، في هذا الإطار، قال عمرو الشوبكى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إنه من المستحيل عقد مصالحة فى هذه الفترة بين عبد الفتاح السيسي وأركان حكمه وجماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف الشوبكى، خلال مقاله الذى نُشر بـ«المصرى اليوم» تحت عنوان «حديث الصفقة»، قائلاً «أن شرعية السيسى قامت على استبعاد الإخوان وإيقاف مشروع تمكينهم من الدولة بما يعنى استحالة قيامه بأى مصالحة معهم، كما أن الحديث عن مصالحة مع الإخوان فى الظروف الحالية سيعنى فى الحقيقة صفقة معهم وليس مصالحة لأن الصفقة هى التى تدار فى الظلام دون أى مراجعة لأخطاء الماضى وخاصة الصيغة التنظيمية التى قامت عليها جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها جماعة دينية تعمل فى السياسة، وليست حزبا سياسيا مدنيا حتى لو كان له مرجعية حضارية إسلامية».
مبرر للانتهاكات
واستبعد القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، أشرف عبد الغفار، فتح باب المصالحة مع جماعة الإخوان، قائلا: «لم ولن يفتح السيسي باب المصالحة يوما ما؛ لأن النظام قائم على اتهاماته للإخوان»، مشيرا إلى أن “فتح باب المصالحة يعد تراجعا عن الركيزة الأساسيه التي شرعن بها ما وصفة بالانقلاب».
وأضاف عبدالغفار في تصريح صحفي أن «السيسي ونظامه ظلوا ينفخون في نار الكراهية والعداء للإخوان بشكل خاص، وللإسلاميين بشكل عام، ولذلك فهذه استراتيجيته التي يرتبط وجوده بها، وفزاعته التي لا يملك غيرها».
وأكد أن «نظام السيسي ارتكب جميع الانتهاكات تحت مزاعم مكافحة الإرهاب، فجوّع الشعب وقضى على الحريات ودمر الاقتصاد، واستخدم الجيش لقتال الشعب في سيناء لصالح إسرائيل، وباع ما كان يدعي أن الإخوان باعوه»، مشيرا إلى أن “مصر لن تقوم لها قائمة إلا بإبعاد السيسي وضغمته، ويعي الشعب حقيقة مزاعمهم».