تواصل وزارة التموين تأكيدها على سلامة الدواجن المجمدة، والمنتشرة في الأسواق، في الوقت الذي وصل سعر هذه الدجاجة إلى 17 جنيها في المنافذ الرسمية؛ حيث سيارات تابعة للقوات المسلحة، وأخرى للداخلية، تبيع دواجن مجمدة بهذا السعر، وباعة جائلون يقفون على اﻷرصفة ويبيعون الـ4 دجاجات بـ50 جنيهًا.
وأثارت تلك الأسعار الشوك في نفوس المصريين خاصة في ظل ارتفاع أسعار الدواجن في الفترة اﻷخيرة، والتي كسرت حاجز الـ25 جنيهًا للكيلوجرام من الدواجن الحية.
بيع الدواجن بهذه اﻷسعار، أثار شكوك المواطنين خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة؛ حيث رجح كثيرون أنها فراخ فاسدة استوردتها الحكومة، وتريد التخلص منها.
قرب انتهاء صلاحيتها
وكشف الدكتور إبراهيم العشماوي، مساعد أول وزير التموين ورئيس جهاز تنمية التجارة، أسباب انخفاض أسعار الدواجن المجمدة هذه الفترة، قائلا إنه كلما اقترب موعد انتهاء صلاحية المنتج، كلما انخفض سعره، موضحًا أن مصر بها فجوة في إنتاج الدواجن.
وأضاف العشماوي، خلال لقائه ببرنامج «8 الصبح»، المذاع عبر فضائية «dmc»، اليوم الثلاثاء، أن إنتاجنا المحلي من الدواجن غير كافٍ، ولكنه يغطي نحو 90% من احتياجاتنا، ونستورد الباقي، وأن «ثقافة المصريين الاستهلاكية، تعتمد على تخزين أي حاجة، مش شرط أكل لا ده كمان كراكيب».
كما أوضح «أن الدجاج المجمد الذي يُباع بسعر 17 جنيًها آمن، إذا كان المواطن يستهلكها استهلاكًا آنيًا، ولا يخزنها».
ظهور إصابات بالتسمم
وظهرت حالات إصابة بالتسمم بسبب الدواجن المجمدة؛ حيث أُصيب 8 أفراد من أسرة واحدة بالتسمم بمحافظة سوهاج، بعد تناولهم فراخ مجمدة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة لتتولى التحقيق.
تلقى اللواء عمر عبدالعال، مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مستشفى سوهاج العام، بوصول كلٍ من «عزة محمد طلب محمد، 40 سنة، ربة منزل، وهند خليفة محمد علي، 23 سنة، ربة منزل، وعلاء خليفة محمد علي، 18 سنة طالب، وآية خليفة محمد علي، 20 سنة طالبة، وناهد خليفة محمد علي 15 سنة، طالبة، والطفلة بسنت خليفة محمد علي، 7 سنوات، والطفل حمزة عمرو رأفت 3 سنوات، والطفل بلال عمرو رأفت 6 شهور»، ويقيمون بمنطقة الشهيد دائرة القسم مصابين بحالة إعياء وقيء مستمر.
وبالانتقال والفحص وعمل التحريات وسؤالهم، قرروا حدوث إصابتهم عقب تناولهم وجبة طعام منزلي «فراخ مجمدة»، قاموا بشرائها من سوبر ماركت، والكائن بذات الناحية، وتبين أن هذة الدواجن فاسدة.
فراخ نافقة
طبيب يدعى أسامة مندور يعمل بمستشفى قصر العيني نشر فيديو حول فيروس غامض انتشر بالمزارع يقتل الدواجن ثم يتم بيعها بعد تغليفها للمواطنين بأسعار زهيدة مقدما بلاغا للنائب العام على الهواء من خطورة تلك الدواجن على الصحة العامة.
وطالب الطبيب أسامة مندور المواطنين بعدم شراء دواجن إلا المذبوحة أثناء شرائها ومن منافذ موثوق فيها وعدم الشراء من باعة الشوارع.
في سياق متصل، أبرز برنامج العاشرة مساءً تحذير قطاع تجار الدواجن من بيع الفراخ «النافقة» بسبب الأمراض للمواطنين بأسعار زهيدة.
وصور البرنامج لقاءات مع مربي الدواجن الذين حذروا من انتشار تلك الدواجن في الأسواق.
سوء تخزين
أحد الأسباب الأخرى التي أثارت المخاوف من الفراخ المجمدة هي سوء التخزين؛ حيث قال عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرف التجارية، إن الدواجن المباعة بالشوارع ولا توضع في ثلاجات تكون ذات خطورة صحية على المواطنين.
وقال مقدم البرامج محمد الغيطي: «لما تجيلي فراخ برازيلية منخفضة السعر أنا معرفش أكلت إيه وشربت إيه وليه أجيب من بره مانا ممكن أعمل مشروع تربية فراخ بلدي ما الفراخ البيضاء هيا اللي وديتنا في ستين داهية وإحنا ممكن نتهزم بالأكل والشرب».
وقال نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، ثروت الزيني، إن تداول الفراخ بتلك الأسعار المنخفضة في الشوارع: «بهذا الشكل محصلش قبل كدة لا تداول حضاري ولا تداول صحي».
خطيرة على الصحة
ومن جانبه، حذر الدكتور صبري أشرف، وكيل وزارة الصحة السابق، من خطورة هذه الدواجن التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء.
وأضاف صبري، في تصريح خاص لـ«رصد»، أن استيراد مصر هذه الكمية من الدواجن، جاء بعد أزمة البرازيل في تصدير اللحوم والدواجن المجمدة مع دول أوربا وآسيا، بعد أن اكتشفت حكومات هذه الدول فساد بعض اللحوم والدواجن، وأن هذا الأمر يثير المخاوف من الدواجن التي استوردتها مصر.
وأوضح صبري، أن اقتراب انتهاء صلاحية هذه الدواجن مؤشر خطير، موضحا أن المصريين يعتمدون على التخزين في شراء اللحوم والدواجن، وأنه من المؤكد أن هناك الكثير من الأسر قامت بشراء كميات كبيرة من هذه الدواجن وتخزينها.
وأشار إلى أن هناك مخاوف أيضا من سوء التخزين؛ حيث وصل الأمر إلى أن هذه الدواجن أصبحت تباع على الأرصفة دون وجود رقيب، وأن هذا الأمر يؤكد أنها فسدت، فاستيراد كميات كبيرة من هذه الدواجن وعدم تخزينها، واقتراب موعد انتهاء صلاحيتها، كلها عوامل تثير المخاوف من هذه الدواجن.