بعد المأزق الذي وقعت فيه نتيجة استغلال المقدسات الإسلامية لتصفية حساباتها السياسية مع خصومها، لم تجد المملكة العربية السعودية والدول المشاركة معها بالحصار بدًا من شن هجوم جديد على دولة قطر متهمة إياها بالوقوف وراء دعاوى تدويل الحرمين الشريفين.
ولم تلتفت دول الحصار إلى النفي المستمر من الجانب القطري القيام بأي إجراء بشأن تدويل الحج، غير أنها حذرت أكثر من مرة بعدم تسييس الحج والعمرة من قبل المملكة العربية السعودية، وبالنقيد طالبت إيران في أكثر من مناسبة بهذا المطلب كان آخرها عقب كارثة الحج في مشعر «منى» عام 2015، حيث تسبب تدافع الحجاج في سقوط مئات القتلى والجرحى كان معظمهم من الإيرانيين.
وظهرت دعوات على مواقع التواصل تنادي بتداول الحرمين تحت هاشتاج «#نطالب_بتدويل_الحرمين» منتقدين تعامل السعودية مع الحج والعمرة واستخدمهم لأغراض سياسية.
من باع المسجد الاقصى
سيبيع الحرمين !
— MH💙 (@MH971997) February 5, 2018
#نطالب_بتدويل_الحرمين وإعلان مكه والمدينه دوله مستقلة تهتم بشأن المسلمين بهيئة منتخبه من الدول الاسلامية
— منصورعبدالله الكعبي (@MansoorKaabi) February 5, 2018
#نطالب_بتدويل_الحرمين بهيئة من الدول الإسلامية
— المتصوع (@KhalefMansoor) February 5, 2018
وبالمقابل تداول نشطاء سعوديون، مقطع فيديو سابق لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، حول مطالب تدويل الحرمين، قال فيها: «المملكة العربية السعودية تعتبر أن أي طلب لتدويل الأماكن المقدسة يعتبر بمثابة عمل عدواني ونعتبره بمثابة إعلان حرب على المملكة».
ولم يقف الرد على نشطاء الساحات الإجتماعية؛ بل وصل إلى اتهام مسؤولين بدول الحصار لقطر اغنها وراء تلك الدعوات، حيث ادعى سعود القحطاني، مستشار الديوان الملكي السعودي وأحد مخططي السياسة الإعلامية في الهجوم على الدوحة، أنّ الإعلام القطري يروج بشدة لقضية «تدويل الحرمين»، معتبرا هذا السعي بمثابة إعلان للحرب، وفق زعمه.
خلايا عزمي وإعلام الظل للسلطة القطرية الغاشمة تروج بشدة لما تسميه بتدويل الحرمين!
نصيحتي الشخصية كمواطن خليجي لخيال المآته: تراها إشارة من الكبار ومايحتاج جيش يتحرك ولا طيارات تحلق. ٢٠٠ جيب ماتوقف إلا بالوجبه ويعلقونك مع رجولك. ماهو نافعك عزمي ولا غيره.
https://t.co/oTww3grPS2— سعود القحطاني (@saudq1978) February 5, 2018
وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على «تويتر»: «خطة المرتبك نحو تدويل الحرمين ستفشل كما فشلت سابقا، تعودنا منه السقوط والسقطات، وعرفنا عنه التآمر والأذى، وسيبقى معزولاً منبوذاً ولن تجلب هرولته له الأمان».
خطة المرتبك نحو تدويل الحرمين ستفشل كما فشلت سابقا، تعودنا منه السقوط والسقطات، وعرفنا عنه التآمر والأذى، وسيبقى معزولا منبوذا ولن تجلب هرولته له الأمان.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) February 5, 2018
بدوره، غرد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة على حسابه «كلامكم عن تدويل الحرمين الشريفين لا يفتح لكم باب للنقاش، بل يكشف النوايا السيئة و الافلاس السياسي و السقوط الاخلاقي الذي تعيشونه يوم بعد يوم».
كلامكم عن تدويل الحرمين الشريفين لا يفتح لكم باب للنقاش ، بل يكشف النوايا السيئة و الافلاس السياسي و السقوط الاخلاقي الذي تعيشونه يوم بعد يوم . #إلا_الحرمين_الشريفين
— خالد بن أحمد (@khalidalkhalifa) February 5, 2018
صناعة الـ«فوبيا»
في هذا الصدد، يقول الكاتب والمفكر السياسي المصري وائل قنديل «إنهم(دول الحصار)، يريدون صناعة «فوبيا» يحبسون شعوبهم داخل مراجلها التي تغلي بالخوف والقلق والرعب من شبح سقوط الدولة».
ويضيف: إنهم يستحدثون «فوبيا الحج والمقدّسات» لابتزاز مشاعر الشعوب العربية والإسلامية، من خلال ترويج عدوٍّ لا وجود له إلا في خيالهم المعتل، يهدّد الكعبة، ومسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، فلتحتشد الأمة خلف القيادة الحكيمة التي إن سقطت سيسقط الإسلام، وإن اهتزّت عروشها، سوف تهتز العقيدة، وينهار الإيمان.
ويستطرد «لم تطلب قطر أكثر من ألا يتم تسييس موسم الحج، وألا تتحوّل عبادة الله إلى عقوبة يفرضها خلق الله على خلق الله، ولم تتطرّق، من قريب أو بعيد، لوصاية السعودية على المشاعر المقدّسة، فقط أرادت معاملةً محترمةً لمواطنيها الراغبين في أداء الفريضة، فوجدت نفسها، فجأة، متهمة بمعاداة الحرمين الشريفين».