معركة جديدة اندلعت بين القوى المقاطعة للانتخابات، فيما بينهم، بعد إقصاء القوى المدنية، حركتي الثوريين الاشتراكيين و6 إبريل، بالإضافة إلى حزب مصر القوية، من مؤتمر مقاطعة الانتخابات الرئاسية.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي معركة بين هذه القوى؛ حيث تبادل الأطراف الاتهامات، ووصف نشطاء من الحركات الثورية هذه الأحزاب بالانقلابية، في حين اتهمت الأحزاب هذه الحركات بالانتماء للإخوان.
رفض القوى المدنية
ومن جانبه، قال جورج إسحاق، عضو «الحركة المدنية الديمقراطية»، إنهم ليسوا إقصائيين وأن الأحزاب لم تقصِ أحدا، ولكن هذه الحركات لم تكن ضمن المؤسسين من البداية.
وطالب إسحاق، في تصريح خاص لـ«رصد»، بعدم الالتفات لمثل هذه الأمور، فالمعركة واضحة للجميع، وعلى كل طرف أن ينحاز لقناعاته، وعلى الجميع التوجه صوب المعركة الحقيقية.
وقال إسحق: إن «هذا النظام منزوع السياسة، ولم نر هذا العبث السياسي من قبل في تاريخ مصر».
وأضاف «لم تستمع الهيئة الوطنية للانتخابات لأي من الخروقات التي شهدها المرشحون، وكنا نعول على هذه اللجنة (الهيئة)».
وقال خالد داود، رئيس حزب الدستور، عضو الحركة المدنية الديمقراطية، إنهم لم يستبعدوا أحدًا، لكن الأحزاب والحركات المشار إليها، لم تكن جزءًا من هذه الحركة منذ تأسيسها، وبناءً عليه لم يتم دعوتهم إلى حضور هذا المؤتمر.
ورفض داود، في تصريحات صحفية، الاتهامات التي وجهت إليهم بأنهم إقصائيون ومحتكرون للوطنية والديمقراطية، لافتا إلى أنهم تعاونوا سابقا مع كل القوى السياسية، في كثير من المواقف.
وتابع رئيس حزب الدستور: «أدعو كل المنتقدين لتوجيه سهامهم في اتجاه آخر؛ لأن هذا الاتجاه خاطئ، واختلافنا معكم في التوجهات أو المواقف في كثير من القضايا ليس سببا فيما تسمونه إقصاء».
هجوم القوى الثورية
ومن جانبه، قال الناشط السياسي محمد صلاح، إننا بعد أن تراجعنا عن دورنا في «وصم الداعمين للانقلاب وإقصاء الذين باركوا الدم ورحبوا به.. وعدم تحميلهم جزء من مسؤولية دعم النظام الحالي ووصوله لما وصل إليه من تجبر»، أصبحوا هم من يريدون أن يقصوا النشطاء الذين اتخذوا مواقف محترمة برفض الانقلاب وأيديهم لم تتلوث بدماء.
وأضاف صلاح، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن أي جبهة معارضة لا تتضمن 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين وحزب مصر القوية لا تمثلني، مختتما تدوينته قائلا: «قالك رضينا بالهم.. والهم مش راضي بينا».
وسخر أحمد ماهر، مؤسس حركة 6 إبريل، من موقف الحركة المدنية الديمقراطية، عبر حسابه على موقع «فيسبوك»، قائلا: «على فكرة 6 إبريل دول إخوان، إخوان إيه يا عم، إيه الهطل ده؟ علشان عصروا على نفسهم لمونة وانتخبوا مرسي، طب موقفهم إيه من الدولة المدنية؟ اسأل الأول يعني إيه مدنية بالنسبالهم».
ووصف شريف الروبي، متحدث حركة 6 إبريل الحركة المدنية الديمقراطية بـ«جبهة عواجيز الزفة البلدي».
ونشر الدكتور سيف عبدالفتاح، على صفحته الشخصية بـ«فيسبوك»: «كيف أصف هذه النخبة بالمحنطة، وأطلق عليها النخبة المنحطة أيا كان وصفها الآخر، انحطاطها ينبع من أنهم يكرهون الإخوان أكثر مما يحبون الوطن».
وعلى جانب آخر، دافعت إسراء عبدالفتاح عن الجهات المستبعدة، قائلة: «إقصاء مصر القوية و 6 إبريل، والاشتراكيين الثوريين، أو معارضين شرفاء، بحجة أنهم كانوا في حملة عنان، عبث وصبيانية غير مبررة، وعلى رأي المثل عد غنمك يا جحا واحدة نايمة وواحدة قايمة».
مواقف التيار المدني
ومن جانبه، رصد محمد المهندس، القيادي بحزب مصر القوية، موقف بعض القوى العلمانية في مصر من باقي التيارات، وتيارهم الإقصائي.
وقال المهندس، في تدوينة له على «فيسبوك»: «شفت من شوية حوار على صفحة صديق فيسبوكي كان بيدافع فيه عن أعضاء حزب مصر القوية، وإنه شايفهم ناس كويسين وإنه معندوش مشكلة معاهم ولا مع مواقفهم بشكل مجمل، وإنه عاوزهم يحسموا مساحات التردد عندهم عشان يبقوا أكثر وضوحا».
وأضاف المهندس، في تدوينته، «لحد هنا مفيش مشكلة طبعا.. الظريف هنا إن واحد من أصدقائه الداموقراطيين علق بكلمة أبيحة في الأول (مش مشكلة برضه)، وقاله إنه شايفنا أعضاء في حزب إسلامي (والتوصيف ده مش نقطتنا هنا)، وإن كل الإسلاميين فاشيين، وقال كلام معناه هو لازم يكون فيه إسلاميين في البلد دي.. مش هنخلص بقى!».
وأضاف أن «حوار الرفيق الداموقراطي ده بالنسبة لي معبر جدا عن تيار إقصائي حقيقي وينفع -بمقياسه- نقول عليه ببساطة كده فاشي، وفي نفس الوقت بيتهم غيره بالفاشية لأنهم مش على هواه أو مختلفين مع أفكاره، وعنده الجرأة كمان إنه يصنف مين ديمقراطي ومين فاشي، ومين ينفع يعيش ومين لأ؟! وده طبعا قمة الإعجاز الديمقراطي!».
وأضاف «قبلها بكم ساعة برضه لقيت صديق فيسبوكي تاني عنده مشاكل مع أبوالفتوح (حقه طبعا لأني أنا شخصيا بختلف معاه في مواقف متنوعة)، لكن لما جه يضرب مثل بمشاكله دي كانت إن أبوالفتوح استضاف أبوالعلا ماضي (بعد خروجه من السجن) في إفطار الحزب واعتبره بطل!».
وتابع: «الغريب إن الصديق ده كان مشغول جدا في إفطار الحزب ذاته إنه يركز كلمته في الإفطار في الهجوم على أبوالعلا ماضي رغم إن م. أبوالعلا كان مسجون زيه قبلها وإن خلافه (أو خلافنا) السياسي معاه كان متعلق بفترة الإخوان مش بالفترة الحالية، والأوضح طبعا إن م. أبو العلا مكنش في الحكومة اللي ارتكبت مذابح بحق مصريين زي حازم الببلاوي وزياد بهاء الدين وأحمد البرعي وجودة عبدالخالق والبرادعي اللي بينتموا لتياره الديمقراطي اللي عاوزنا نشوفهم مثال الديمقراطية والثورية الأمل والقدوة!».
واختتم المهندس تدوينته قائلا: «حبيت أبدأ هنا بأمثلة بسيطة، لكنها تقريبا بتعبر عن واقع النسبة الأكبر (مش الكل طبعا) من التيار العلماني (اللي بيسمي نفسه دون سبب موضوعي بالمدني).. أمثلة من دوايرنا البسيطة مش من دواير الرموز الكبيرة عشان أوضح إن المشكلة عميقة للأسف، وإن الرغبة في الإقصاء مش أمر عرضي عند غالبية التيار ده اللي أنا شخصيا نفسي إنه يطور نفسه ويرسخ وجوده، ويراجع أخطاءه قبل ما يدي غيره دروس في أمور يفتقدها بشكل كبير».