دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس (الثلاثاء) إلى اجراء انتخابات مبكرة في محاولة لتعزيز وضعه السياسي بعدما أشار إلى أن أي عمل عسكري ضد ايران قد لا يحدث قبل شهور.
وتشير استطلاعات الرأي الى ان حزب ليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو سيفوز في اي انتخابات مبكرة. وقال نتنياهو في بيانأذيع تلفزيونيا إن الانتخابات يمكن أن تجرى في غضون ثلاثة أشهر.
واشار نتنياهو الذي يتولى السلطة منذ 2009 إلى الخلافات بين شركائه في الائتلاف الحاكم بشأن تخفيضات في الميزانية كسبب رئيسي للدعوة لانتخابات مبكرة. والموعد العادي لاجراء الانتخابات العامة هو اكتوبر تشرين الاول 2013.
وقال رئيس الوزراء "في هذا الوقت وفي مواجهة الاضطراب الأمني والاقتصادي حولنا من واجبي كرئيس للوزراء أن أقدم المصلحة الوطنية على كل شيء. لهذا قررت ولمصلحة إسرائيل إجراء انتخابات الآن وبأسرع ما يمكن."
وسيحل البرلمان نفسه في الايام القادمة ويحدد موعد الانتخابات وسيتولى نتنياهو رئاسة الوزراء في حكومة تسيير أعمال لحين تولي حكومة جديدة السلطة.
وفيما بدا أنه نهج مزدوج تجاه الانتخابات القادمة قال نتنياهو إن إسرائيل يجب أن "تضمن ألا تمتلك ايران قنبلة نووية" وتحافظ على "نمو اقتصادي نشط" يحافظ على الوظائف في إسرائيل.
لكن الحملة الانتخابية لن يكون لها بالضرورة تأثير على أي جدول زمني إسرائيلي للقيام بعمل عسكري محتمل يستهدف المواقع النووية الإيرانية.
وكان نتنياهو أشار في خطاب أمام الأمم المتحدة الشهر الماضي إلى أن أي ضربة لإيران يمكن أن تنتظر حتى الربيع أو الصيف المقبلين حيث قال إن طهران قد تكون آنذاك أوشكت على صنع قنبلة نووية.
وتقول إسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع أنها تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط إن إيران تخصب اليورانيوم بهدف صنع سلاح نووي وهو ما تنفيه طهران التي تقول إن هدف البرنامج سلمي.
وتجنب دان ميريدور نائب نتنياهو الرد على سؤال بشأن ما إذا كانت الانتخابات تعني تأجيل أي هجوم إسرائيلي على ايران حتى تظهر النتائج على الأقل.
وقال للقناة الأولى بالتلفزيون الاسرائيلي "المشكلة الإيرانية مشكلة اساسية ليس فقط لإسرائيل وإنما أيضا للولايات المتحدة وأوروبا ودول عربية. يجب مواصلة التعامل معها والانتخابات لن تتعارض مع هذا."
ويرأس نتنياهو حكومة ائتلافية من خمسة احزاب تسيطر على 66 مقعدا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا.
وتشير أحدث استطلاعات للرأي إلى أن ليكود سيحصل على 28 مقعدا مما يجعله في وضع رئيسي يتيح له قيادة حكومة تضم الأحزاب اليمينية والدينية على غرار التحالف الحاكم حاليا.
لكن ايهود باراك وزير دفاع نتنياهو والخبير الاستراتيجي المهم في التصدي لإيران ربما يكون في خطر حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن حزب (الاستقلال) الصغير الذي يتزعمه قد يجد صعوبة في الفوز بأي مقاعد.
ويسمح القانون الإسرائيلي لنتنياهو بإعادة تعيين باراك وزيرا للدفاع حتى لو لم ينتخب لعضوية البرلمان.
لكن العلاقات توترت بينهما في الأسابيع الماضية بعدما أشار نتنياهو إلى أن الولايات المتحدة التي رفضت دعوته لتحديد "خط أحمر" لبرنامج طهران النووي ليس لها حق أخلاقي لمنع إسرائيل من مهاجمة إيران.
ومن غير المرجح أن تحتل قضية محادثات السلام مع الفلسطينيين والتي انهارت في 2010 بسبب التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقضية الدولة الفلسطينية مكانة بارزة في الحملة الانتخابية.
وقالت حنان عشراوي المسؤولة في منظمة التحرير الفلسطينية في الضفة الغربية إن نتنياهو لم يعط أي مؤشر على نيته في تحسين سياسته تجاه الفلسطينيين وإن فوزه بفترة ثانية سيزيد سياسته تشددا على الأرجح.