أمرت النيابة العامة مساء يوم الأحد بحبس ثلاثة متهمين لمدة أربعة أيام احتياطيًا، على ذمة التحقيقات معهم في اتهامهم بالاعتداء على المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات.
واعترض مسلحون (بلطجية) سيارة جنينة أثناء توجهه إلى المحكمة الإدارية العليا لحضور جلسة الطعن على قرار إعفائه من منصبه صباح الجمعة، واعتدوا عليه بواسطة «الشوم» و«السنج»؛ ما عرّضه لإصابات بالغة في وجهه وكسر في قدمه.
وأسندت نيابة القاهرة الجديدة، بإشراف المستشار أحمد حنفي المحامي العام الأول للنيابة، إلى المتهمين الثلاثة اتهامات بالضرب والبلطجة والسرقة بالإكراه وحيازة وإحراز أسلحة بيضاء بدون ترخيص، وإتلاف الممتلكات الخاصة متمثلة في تمزيق ملابس «جنينة» وتحطيم نظارته الطبية.
كما أمرت النيابة العامة بإخلاء سبيل حارس العقار الذي يقطن فيه هشام جنينة بضمان محل إقامته بعد أن استمعت لأقواله.
الإفراج عن جنينه
وفي وقت سابق من الأحد، قررت نيابة القاهرة الجديدة صرف المستشار هشام جنينة من النيابة العامة، وطلبت تحريات الأمن الوطني (أمن الدولة) والأمن العام بشأن الواقعة؛ بعدما سمعت إلى أقواله التي أكد فيها أن ضباط قسم التجمع قصّروا في واجبهم تجاه الواقعة، وأنه ظل ينزف قرابة خمس ساعات من دون تضميد جراحه، رغم وجود سيارة إسعاف على مقربة من المكان، ما أثر على حالته الصحية والنفسية.
كما اعتبر أن الواقعة كانت محاولة لخطفه وليس قتله؛ بهدف تخويفه، لافتًا إلى أن قرب موقع الاعتداء عليه من منزله واستنجاده بأسرته هما سببا نجاته.
وهو ما يخالف رواية وزارة الداخلية، التي زعمت في بيان لها أمس السبت أنّ إصابة جنينة بسحجات باليد والقدم ناتجة مشاجرة بسبب حادثة تصادم في منطقة التجمع الأول بالقاهرة الجديدة، وهو ما نفته أسرة المستشار، بيد أن وئاق نشرت على مواقع التواصل الإجتماعي، كشفت عن تقديم المعتدي محمود خلاف الشهير بـ«السيد شرنوخ» في يناير 2016 بلاغًا ضد الرائد فهمي بهجت مدير مكتب مدير أمن الجيزة الأسبق وقت خلافه مع وزارة الداخلية بأنه أصابه بسيارته واعتدى عليه.
واختار رئيس أركان الجيش السابق الفريق سامي عنان المستشار هشام جنينة نائبًا لشؤون حقوق الإنسان وتعزيز الشفافية وتفعيل الدستور ضمن حملته الانتخابية قبل إخفائه قسريًا.
وبالمقابل، تقدّم المستشار ناجي دربالة والمحاميان علي طه وزياد العليمي، عضو مجلس الشعب السابق، بصفتهم وكلاء عن جنينة، ببلاغ إلى النائب العام المستشار نبيل صادق بشأن الواقعة.
وتضمن البلاغ رواية المستشار هشام جنينة، قائلًا فيها: «عربيتين حاصروا عربيتي، خرج منها عدد من الأشخاص حاولوا اختطافي داخل إحدى السيارتين، وعندما قاومت وحاول المارة إنقاذي، اعتدى علي البلطجية بشوم وأسلحة بيضاء وشواكيش كانوا يحملونها معهم بالسيارة».
كما تقدم المحامي علي طه ببلاغ آخر إلى النائب العام ضد مأمور قسم شرطة التجمع الأول (شرق القاهرة) لاحتجازه جنينة ورفض إحالته إلى المستشفى لتلقي العلاج أو السماح بدخول الإسعاف لإنقاذه.
