قال العاهل الأردني عبدالله الثاني أثناء لقائه المغلق مع مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، في العاصمة الأردنية عمان، إنّ «القدس الشرقية يجب أن تكون عاصمة فلسطين»، محذرًا من عواقب قرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني.
كما أبدى الملك مخاوفه من قرار ترامب، مشددًا على أن الحل الوحيد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني «حل الدولتين»، معتبرًا «القرار الأميركي بشأن القدس… لا يأتي نتيجة تسوية شاملة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي»، وأضاف أنّ «الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بالنسبة لنا، في الأردن والمنطقة، يعد مصدرًا رئيسًا يهدد الاستقرار».
وقال العاهل الأردني: «عبّرت باستمرار خلال اجتماعاتي في واشنطن العام الماضي عن قلقي العميق من أي قرار أميركي بشأن القدس يأتي خارج إطار تسوية شاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي»، فـ«القدس غالية علينا كمسلمين ومسيحيين كما هي بالنسبة لليهود، وهي مفتاح السلام في المنطقة».
اختلاف الرؤى
بدوره، قال مايك بنس، في نهاية محادثاته مع العاهل الأردني اليوم الأحد، إنهما «اتفقا على الاختلاف» بشأن اعتراف واشنطن بالقدس «عاصمة لإسرائيل».
وهذه الزيارةالثانية لمايك بنس إلى عمان، ضمن جولته التي تشمل ثلاث دول ويختتمها في الاحتلال؛ لكنه لن يزور الأراضي المحتلة الواقعة خارج الخط الأخضر، بعدما تمسكت السلطة الفلسطينية بمقاطعته بسبب مواقفه العلنية المنحازة لدولة الاحتلال.
وفي وقت سابق من الأحد، التقى مايك في القاهرة بعبدالفتاح السيسي، الذي وصف اعتراضه على قرار ترامب بشأن القدس بأنه «خلاف بين أصدقاء».
وبنس هو أبرز مسؤول يتجول في المنطقة منذ إعلان ترامب بشأن القدس الشهر الماضي، الذي قوبل بإدانة من الزعماء العرب وبانتقادات دولية واسعة النطاق.
مخاوف أردنية
وخالف ترامب سياسة أميركية متبعة منذ عقود، وهي أن وضع المدينة المقدسة يجب أن تحدده المفاوضات مع الفلسطينيين الذين يريدون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، في حين يخشى مسؤولون أردنيون من أن يكون تحرك واشنطن حيال القدس قوض فرص استئناف محادثات السلام العربية الإسرائيلية، التي يسعى العاهل الأردني لإحيائها.
كما يساور المسؤولين الأردنيين القلق من أن يؤدي التحرك الأميركي إلى أعمال عنف في الأراضي الفلسطينية، ومن أن تمتد آثارها إلى الأردن، الذي ينحدر كثير من سكانه من نسل اللاجئين الفلسطينيين، الذين نزحت عائلاتهم بعد إعلان قيام إسرائيل عام 1948.