ما يثار حاليا فى الشارع المصرى هو حقيقة مشروع النهضة والذى كان جزء من برنامج الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى حيث أن هذا المشروع ما هو إلا أضغاث أحلام وليس لكثير من الاحلام وجود.
على أية حال فنحن كمصريين لدينا حالة من التوهان الفكرى حول مشروع النهضة والذى قيل عنه الكثير ولم نجد حتى الآن سوى القليل إن كان لهذا المشروع وجود فى الأساس.
ولكى لا أكون مجافيا للحقيقة سأذكر ما قاله قيادات جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة حول مشروع النهضة بعد نجاح الرئيس محمد مرسى فى إنتخابات رئاسة الجمهورية.
ففى 28 أغسطس 2012م صرح المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين بأن مشروع النهضة مجرد مقترح مبدئي, وفي ذات الوقت صرح الدكتور عصام العريان القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة فى مقابلة تلفزيونية حصرية لقناة ال BBCالبريطانية , بأنه لا يوجد مشروع نهضة لأن المشروع قد بنى على أرقام لا تمت بصلة لواقع الاقتصاد المصرى , وفى 15 سبتمبر 2012م صرح الدكتور ياسر على المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن النهضة ليس مجرد مشروعات اقتصادية بل هو مشروع فكرى متكامل.
أما على صعيد حكومة الدكتور هشام قنديل التى شكلها الرئيس الدكتور محمد مرسى بنفسه فقد صرح الدكتور أحمد زكى عابدين وزير التنمية المحلية فى 25 سبتمبر 2012م بأن مشروع النهضة مجرد فكرة لم تتم صياغتها بعد ولم يوزع على الوزراء أو المحافظين , وفى تصريح آخر للدكتور عبد القوى خليفة وزير المرافق ومياه الشرب والصرف الصحى أن خطة الوزارة هى نفس خطة حكومة الحزب الوطنى المنحل فى عهد الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك.
وبعد كل ذلك فهل كان مشروع النهضة ما هو إلا دعاية إنتخابية لكسب أصوات الناخبين على حساب المصداقية أم أنهم قد باعو الفنكوش للشعب على طريقة الفنان عادل امام فى فيلم واحده بواحده , نتمنى أن يكون ظنى هو الخاطىء لأن المؤشرات فى الشارع المصرى قد بدأت تسير فى إتجاه آخر بعيدا عن الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة وانخفاض مصداقية الرئيس الدكتور محمد مرسى بسبب أنه قد ورط نفسه فى خطة ال100 يوم الغير كافيه لتحقيق ما يطمح به الشعب والتى لم تنفذ الكثير مما وعد به سيادته من ملفات رغم زياراته المكوكية فى تلك الفترة شرقا وغربا فى ضوء ما تشهده البلاد من اضرابا واعتصامات تهدد خطط الاصلاح والتى ستكون بدورها لها أكبر الاثر فى تغيير نتائج الانتخابات البرلمانية القادمة فى ظل عدم وجود مشروع نهضة بالفعل وعد بجذب استثمارات خارجية تقدر بنحو 200 مليار دولار وفوجىء الشعب بقيام الحكومة بالاقتراض من صندوق النقد الدولى 4,8 مليار دولار ليست لتحقيق النهضة بل لسد العجز فى الموازنة العامة للدولة؟!
فعلى سبيل المثال لقد حقق محمد على نهضته كاملة فى 20 عاما بعد أن قضى على فلول المماليك وبنى دولة حديثة فى كافة المجالات الاقتصادية وحققها صلاح الدين الأيوبى فى 13 عاما بعد أن بنى مصر من الداخل وقضى على المذهب الشيعى وقضى على معارضيه من مؤيدى آل زنكى ثم تصدى بعدها للصليبيين فلتقرأوا التاريخ يامن ترغبون فى كتابة تاريخ مصر الثورة وإلا لن يرحمكم التاريخ حينما تروى سيركم , نتمنى المصداقية والمصارحة من الرئيس والحكومة حتى لا نفيق على وهم لم نجنى منه شيىء ويكون الامل فى مصر أفضل قد ولى ولن يعود.
بقلم د/ جلال زناتى
مدرس التاريخ السياسى المساعد بكلية التربية
جامعة الاسكندرية