قالت صحيفة «ناشيونال» إنّ الزيارة المرتقبة لنائب الرئيس الأميركي مايك بينس إلى الشرق الأوسط تأتي في وقت متوتر للغاية، خاصة وأنها بعد شهر واحد فقط من إعلان القدس عاصمة لـ«إسرائيل»، متساءلة في مقال للصحفية الأميركية «جويس كرم» عن مدى إمكانية مساهمة الزيارة في إعادة إحياء «السلام».
وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ محللين سياسين وخبراء أمن قومي أميركي رفضوا إجراء الزيارة في هذا التوقيت المشتعل؛ خاصة وأنّ زيارته السابقة رفضت من قادة دينيين ومسؤولين في منطقة الشرق الأوسط. وكانت آخر زيارة لبينس إلى الشرق الأوسط في أعقاب قرار الرئيس الأميركي ترامب بخصوص القدس، ثم أعلن عن زيارة أخرى لماسك بينس نائب الرئيس الأميركي، وأُجّلت مرتين، والآن هي على وشك أن تتم أخيرًا.
يُذكر أن زيارته الأولى شملت الأردن وإسرائيل، وكانت زيارة مرتبكة للغاية بسبب قرار رئيسه بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأبدى العديد من الزعماء الدينيين انزعاجهم بشأنه، ورفضوا مقابلته.
ووصف «إيلان جولدنبرج»، مدير أمن الشرق الأوسط في معهد الأمن الأميركي، زيارة مايك بنس بالفكرة الفظيعة، مضيفا أنه لن نجد أسوأ من هذا المخطط في الوقت الحالي، موضحًا أن توقيتها أيضا سيئ للغاية.
وأضاف أنّ إيفاد بينس إلى منطقة الشرق الأوسط بعد شهر واحد فقط من اعتراف ترامب بالقدس عاصمة «إسرائيل»، وكذلك تخفيض المساعدات الأميركية جزئيًا للاجئين الفلسطينيين من دون خطة سلام هو دعوة لزيادة التوتر.
ووفقًا للخبير الأمني، يجل على بينس لتدارك ذلك، أن يطالب «إسرائيل» علنا ومن داخل الكنيست بأن تضبط نفسها، أو تتبنى خطابا قائما على حل الدولتين، مضيفا أننا في مرحلة صعبة للغاية بخصوص السلام.
ووفقا للصحيفة، لا يتضمن جدول أعمال بينس، أي لقاءات بمسؤولين فلسطينيين، مضيفة أن البيت الأبيض أعلن أن الزيارة ستعالج مشكلات الأقليات الدينية المضطهدة في المنطقة، وهي الهدف الذي كان مخطط له في الزيارة السابقة، في اكتوبر الماضي، إلا أن بابا الكاتدرائية في مصر، وشيخ الأزهر، رفضا مقابلته او الترحيب به، بسبب قرار ترامل بنقل السفارة الأمريكية إلى تل أبيب.
بيد أن «جوناثان شانزر»، النائب الأول لرئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، قال إنّ التوتر مع القادة الفلسطينيين لن يجعل الرحلة غير ذات معنى؛ لأن الحكومات الاقليمية الكبرى سترحب بهذا المشروع، مضيفا أن العلاقات الأميركية مع الخليج والحلفاء التقليديين وصلت إلى أعلى مستوياتها التاريخية، مسلطا الضوء على مشروع احتواء إيران المشترك بينهم.
وقال شانزر إن نائب الرئيس الأميركي يمكنه وضع مسارات للسلام الإقليمي في هذه الرحلة، خاصة بعد وفاة قضية القدس، مضيفًا أنّ هناك حاجة فعلية لإدارة عجلة السلام في المنطقة والعمل على خفض التوترات إلى أقصى درجة ممكنة.
ومن المقرر أن يرافق بينس في رحلته نائبة مستشار الأمن القومي دينا حبيب باول، التي ستغادر الإدارة قريبًا، ومنذ إعلان القدس عاصمة لـ«إسرائيل» أعلنت الحكومات العربية الضغط على إدارة ترامب للتوصل إلى مجموعة متوازنة من الأفكار لاستئناف «السلام».