قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن الزوال هو مصير المعتدين، وأن كل قوة متسلطة محكوم عليها بالانحطاط.
وأضاف، خلال في كلمة له أمام «مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس» في القاهرة: «هذه الحقيقة قضى الله أن تكون مقرونة بحقيقة أخرى تسبقها، وأعني بها امتلاك القوة التي ترعب العدوان وتكسر أنفه وترغمه على أن يعيد حساباته ويفكر ألف مرة قبل أن يمارس طغيانه واستبداده».
وتابع: «الله يعلم أننا دعاة سلام بامتياز، وأن نبينا الكريم نهانا أن نتمنى لقاء العدو، وأمرنا أن نسأل الله العافية»، موضحا أن السلام الذي ندعو إليه هو السلام المشروط بالعدل والاحترام وانتزاع الحقوق التي لا تقبل البيع ولا المساواة ولا الشراء.
وأفاد: «نريد السلام الذي لا يعرف الخنوع ولا المساس بتراب الأوطان والمقدسات وسلام تصنعه قوة العلم والتعليم والاقتصاد والتسليح الذي يمكن أصحابه من رد الصاع صاعين ومن بتر أي يد تحاول المساس بشعبهم وأرضهم».
واقترح «الطيب» أن يخصص هذا العام ليكون عاما للقدس الشريف، تعريفا به ودعما ماديا ومعنويا للمقدسيين، ونشاطا إعلاميا وثقافيا متواصلات تتعهده مؤسسات رسمية، مثل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمات المجتمع المدني.
وانطلقت أعمال مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، اليوم الأربعاء، في القاهرة وبمشاركة ممثلين عن 86 دولة عربية وإسلامية ودولية وذلك بمركز الأزهر للمؤتمرات بالقاهرة، ولمدة يومين.
ويأتي المؤتمر في إطار سلسلة القرارات التي اتخذها شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، الدكتور أحمد الطيب، للرد على إعلان ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
وتضمنت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمات شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، ورئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، ووزير الشؤون الإسلامية السعودي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ورئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي، والأمين العام لمجلس الكنائس العالمي الدكتور أولاف فيكس تافيت، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى.
وعقب انتهاء الجلسة، ترفع أعمال المؤتمر، لتستأنف في اليوم التالي، الخميس، والذي يتضمن جلستين، يعقبهما إعلان البيان الختامي لمؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس.
ومن جهتها، أعربت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عن امتنانها لكلمة الطيب في المؤتمر، واعتبرتها تعبر عن روح وأصالة الشعب المصري العظيم.
قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، داود شهاب، في بيان صحفي: «تملكنا شعور عميق بالاعتزاز ونحن نستمع لكلمة فضيلة الإمام الأكبر، الذي تحدث بروح عالية كانت كلمته قول الفصل في التدليل على مكانة القدس في عقيدة ووجدان أبناء الأمة العربية والإسلامية».