في وقت انتشرت فيه التعزيزات العسكرية التركية على الحدود السورية، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين، بـ«وأد» القوة الحدودية التي تريد واشنطن تشكيلها في سوريا، وتضم خصوصا مقاتلين أكراد تعتبرهم أنقرة «إرهابيين»، مشيرا إلى أن «العملية في عفرين قد تبدأ في أية لحظة، ومن بعدها سيأتي دور مناطق أخرى، وستستمر حتى القضاء على آخر إرهابي».
وذكر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، أمس الأحد، أنّه يعمل مع الفصائل السورية الحليفة له لتشكيل قوة حدودية جديدة قوامها 30 ألف فرد، حيث يجري حالياً تدريب طلائع القوة الجديدة التي ستنتشر على حدود المنطقة الخاضعة لسيطرة المليشيات التي تضم فصائل مسلحة في شمال وشرق سورية، وتهيمن عليها ما تسمّى بـ«وحدات حماية الشعب» الكردية.
وأعلنت روسيا وتركيا، اليوم، رفضهما لخطوة التحالف في الشمال السوري، وبينما حذّرت موسكو من أنّ الخطوة قد «تؤدي إلى تقسيم البلاد»، اعتبرت أنقرة أنّها «لعب بالنار».
تصعيد تركي
يأتي ذلك في وقت وصلت فيه تعزيزات عسكرية إلى ولاية هطاي، جنوبي تركيا، مرسلة إلى الوحدات العسكرية، على الحدود مع سورية، وتضم 24 من المركبات المدرعة لنقل الجنود وعربات التشويش العسكرية، وفق ما أوردته وكالة «الأناضول».
ونقلت الوكالة ذاتها عن مصادر عسكرية أن حرس الحدود يقومون بدوريات متواصلة على مدار 24 ساعة، بعربات مدرعة، عند الشريط الحدودي المحاذي لمدينة عفرين، بريف محافظة حلب السورية، كما أقامت القوات التركية تحصينات على بعض النقاط القريبة من الحدود.
وشوهد تصاعد الدخان الكثيف من عدة مواقع في منطقة نسرية التابعة لعفرين، الواقعة مقابل بلدة قريقخان التركية بولاية هطاي.
رفض النظام سوري
وقوبلت القوة العسكرية التي أعلنت التحالف تشكيلها برفض النظام السوري، حيث وجهت دمشق الاثنين انتقادا للتحالف الدولي بقيادة واشنطن محذرة من أن كل مواطن سيشارك فيها سيعد «خائنا».
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية قوله إن «سوريا تعتبر كل مواطن سوري يشارك في هذه الميليشيات برعاية أمريكية خائنا للشعب والوطن وستتعامل معه على هذا الأساس».
وقالت الخارجية السورية وفق المصدر ذاته، إن الإعلان الأمريكي تشكيل «ميليشيا مسلحة» في شمال شرق سوريا «يمثل اعتداء صارخا على سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي». ودعت «المجتمع الدولي إلى إدانة الخطوة الأمريكية».