كشف الروائي علاء الأسواني، في مقال بعنوان «أن يحتجزك عبدالفتاح السيسي» على موقع «دويتشه فيله» الألماني، تفاصيل إيقافه واحتجازه لساعات في مطار القاهرة قبل سفره إلى نيويورك؛ بناءّ على تعليمات تلقاها أمن المطار من ضابط أمن وطني.
وذكر «علاء» أنّ أنشطة أكاديمية استلزمت وجوده في نيويورك قرابة عشرة أسابيع، وفي يوم السفر توجه إلى مطار القاهرة وأنهى إجراءات سفره بطريقة عادية، وبينما ينتظر ختم المغادرة على جواز السفر فوجئ بالموظفة تتصل بالتليفون؛ فظهر ضابط شرطة وأخذ منه الجواز، كاشفًا ما دار بينهما في الحوار التالي:
– تفضل معنا من فضلك!
سألته فأجاب باقتضاب:
– نريدك في كلمتين بسرعة.
ذهبت معه إلى مكتب فيه ضابطان آخران وطلبوا مني الجلوس فجلست، بعد فترة سألتهم من جديد فقالوا:
– أنت مطلوب في الأمن الوطني (الاسم الجديد لأمن الدولة)
مرت نصف ساعة فكتبت على تويتر أنني محتجز في المطار وقلت للضابط
– بأي حق تحتجزونني بهذا الشكل؟ هل أنا ممنوع من السفر أم مطلوب في قضية أم معتقل طبقا لقانون الطوارئ؟
قال لي:
– ضابط أمن الدولة هو الذي طلب إيقافك.
قلت:
– لست مجرما ولا إرهابيا وأرفض احتجازي بهذا الشكل لأنه غير قانوني.
وأضاف: «حاول الضباط تهدئتي وبدا واضحا أن الأمر ليس بيدهم، وإنما بيد ضابط أمن الدولة الذي كان يعطيهم تعليماته بالتليفون. طلبت مقابلة ضابط أمن الدولة أو الانصراف. لم تنجح محاولاتي وظللت محتجزا ما يقرب من ساعة، ثم اتصل ضابط أمن الدولة بالضباط الذين أخبروني أنه يريد إعادة تفتيش حقيبتي. قلت له: هل قرر ضابط أمن الدولة إعادة تفتيش حقيبتي الآن بعد ساعة من احتجازي بدون وجه حق؟».
وتابع: «استغرقوا أربعين دقيقة حتى عثروا على الحقيبة وأصررت على حضور التفتيش وبالطبع لم يجدوا فيها أي شيء ممنوع، وهنا سمح لي الضابط بالسفر وكرر لي أنهم لا علاقة لهم بما حدث وأنهم ينفذون أوامر أمن الدولة. لحقت بالطائرة في الدقائق الأخيرة وعندما وصلت إلى عمان حيث أتوقف ساعة قبل أن أستقل الطائرة إلى نيويورك فتحت تليفوني المحمول فوجدت فيضا مؤثرا من الرسائل التي تضامنت معي من بلاد العالم المختلفة».
وأكد أن هذه كانت تلك لحظة أحس فيها بقيمة «أن تكون كاتبا في حماية قرائك من كل أنحاء العالم، مع كل هذا التعاطف الرائع وجدت رسائل شماتة وشتائم بذيئة من الفاشيين المصريين، في مصر جماعتان فاشيتان لا ثالث لهما: أنصار السيسي وأنصار الإخوان، أنصار السيسي يتم توجيههم عن طريق الإعلام بحيث يعتبرون كل من يعارض السيسي خائنا للوطن من الأفضل إعدامه في ميدان عام».
واستكمل: «أنصار الإخوان أيضا أعلنوا شماتتهم بصراحة في احتجازي وانهالوا بالشتائم المقذعة على شخصي لأنهم يعتبرون كل من شارك في 30 يونيو عدوا للإسلام يشمتون في أي مصيبة تحدث له حتى لو كانت موتا أو مرضا، هذه الحالة الكريهة من المشاعر السوداء وإنكار الحقائق مع الاستعلاء على الخصوم تجعل الإخوان للأسف غير قادرين على رؤية الواقع أو التفاعل معه».