كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، في تقريرها لها اليوم الأربعاء، عن تفاصيل جديدة عن مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني. حيث أشارت إلى أن المحققون سيبدأون في التحقيق مع د. مها عبد الرحمن وهي معملة ريجيني بالقاهرة يناير الجاري.
وذكرت الصحيفة أن الأستاذة المصرية كانت هدفاً مفضلاً لتقارير الصحف الإيطالية، لأنها أحد أطراف القضية ولكونها معلمة ريجيني الخاصة والتي لطالما تقاوم بصورة مستمرة الإدلاء بأي معلومات.
الأنظار تتجه إلى «كمبردج»
وأشارت الصحيفة أن أستاذةٌ بجامعة كمبردج ستواجه هذا الشهر المُحقِّقين الإيطاليين في المملكة المتحدة، وهي الخطوة التي اعتُبِرَت تقدماً مفاجئاً، من الزاوية الدبلوماسية، خاصة بعد إعلان عقد اجتماعٍ مشترك بين وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، ووزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون في ديسمبر2017.
ويقول مراقبون على هذه الخطوة أنها أثارت توترات بين والدي ريجيني و«كمبردج»، وأثارت الشكوك أيضاً في أنَّ الحكومة الإيطالية قد تسعى إلى تركيز اهتمامها على «كمبردج» بدلاً من مصر لأسبابٍ سياسية.
وأكدوا أن دبلوماسيون من كلا البلدين سعوا لتخفيف حدة التوترات التي ظهرت بعد فترةٍ وجيزة من جنازة ريجيني في إيطاليا عام 2016، والتي حضرتها مها عبد الرحمن، وفق قولهم.
استجابة بعد رفض طويل
وقالت الصحيفة إن الشرطة الإيطالية تواصلت مع مها بصورةٍ غير رسمية؛ للتحدُّث بشأن المسألة، لكنَّها رفضت إجراء مقابلة كاملة، ثم امتنعت فيما بعد عن الرد الكامل على الأسئلة التي طُرِحَت عليها بالبريد الإلكتروني، كما تقدم وقدَّم المدعون العامون في إيطاليا طلبين رسميين إلى المملكة المتحدة؛ لتحقيق تعاون قضائي بشأن التحقيق.
وبحسب الصحيفة فإن وزارة الخارجية البريطانية تقلت الطلب الأول في مايو 2016، ونقلته إلى شرطة كمبردج، التي طلبت من المدّعين الإيطاليين مقابلة مها عبد الرحمن، لكنَّها أيضًا رفضت، قبل أن يطلب المسؤولون الإيطاليون التحدُّث مع مها مرةً أخرى في أغسطس 2017، وتوافق.
وذكرت الصحيفة أن مها عبد الرحمن أخذت إجازة تغيُّب عن التعليم بعد مقتل ريجيني.
ونقلت صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية التي اقتبست «محادثة سرية» بين ريجيني وصديقٍ له، رفضت الكشف عن هويته، أنَّ الطالب الإيطالي ومها كانا قد اختلفا حول اقتراحها بأن يكون له معلم إضافي مقيم بالقاهرة، والذي وصفه ريجيني سراً لصديقه بأنَّه ربما يكون ناشطاً سياسياً، ما «قد يُسلِّط عليه الأضواء».
ويقول أصدقاء وزملاء سابقون لريجيني إنَّ أبحاثه لم تُجرَ بناءً على طلب من الجامعة، وأنَّه كان مدفوعاً للبحث في موضوع النقابات، الذي يتسم بحساسية سياسية، دون أي تدخُّلٍ من الجامعة نفسها.
وقتل ريجيني، الذي كان باحثًا في مجال النقابات العمالية المستقلة في مصر، في عام 2016. واختفى في طريقه من شقته في الدقي إلى وسط مدينة القاهرة في 25 يناير، وعثر على جثته في ضواحي القاهرة في 3 فبراير من نفس العام، تحمل علامات التعذيب.
وأدى قتل الباحث إلى تصاعد التوترات بين البلدين، حيث قالت إيطاليا إن الحكومة المصرية لم تتعاون خلال مراحل التحقيق الأولى. غير أن العلاقات شهدت تحسنًا مؤخرًا إذ أعلنت إيطاليا مؤخرا عودة إلى سفيرها إلى القاهرة بعد أكثر من عام من استدعائه.
واتهمت وسائل إعلام إيطالية وزارة الداخلية المصرية بالتورط في قتل ريجيني وتعذيبه، وهو ما تنفي السلطات المصرية صحته.