أخلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء سبيل الطفل الفلسطيني «فوزي الجنيدي» (16 عامًا) من سجن عوفر؛ بعد دفع كفالة مالية قدرها عشرة آلاف شيكل (2860 دولارًا)، لحين استكمال محاكمته، كما نقلت وكالة الأناضول عن عمه «رشاد».
وأثبتت فحوصات طبية خضع لها «فوزي» وجود كسر في كتفه الأيمن؛ جراء الضرب الذي تعرّض له أثناء اعتقاله، كما ذكرت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فرع فلسطين. وقال عمه إنّ الطفل سيخضع إلى فحوص طبية في مجمع فلسطين الطبي برام الله.
شكوى ضد الاحتلال
من جانبها، قالت فرح بيادسة، محامية حركة الدفاع عن الأطفال إنها تقدّمت بشكوى ضد جيش الاحتلال بالنيابة عن الطفل الذي تعرّض إلى الضرب المبرح أثناء اعتقاله.
واعتقل جيش الاحتلال «فوزي» في السابع من الشهر الجاري من منطقة باب الزاوية (وسط الخليل)، حيث تدور مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوة عسكرية إسرائيلية؛ احتجاجًا على قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل».
وانتشرت على مواقع التواصل ووسائل إعلام عربية ودولية صورة للطفل «فوزي» وقت اعتقاله، وهو معصوب العينين ودامي الوجه وشامخ الرأس ويحيط به 23 جنديًا احتلاليًا؛ ولاقت الصورة صدى كبيرًا محليًا ودوليًا.
ظروف اعتقاله
وقال «فوزي»، في إفادته لمحامية الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إنّ جنود الاحتلال اعتقلوه من شارع وادي التفاح بمدينة الخليل أثناء هروبه من الغاز والمواجهات وهو في طريقه لمنزل عمته.
وأضاف: «عندما كنت أركض اصطدمت بجندي، بدأ بضربي ضربًا مبرحًا، وكان هناك جنود آخرون يختبئون بين البنايات لكي يعتقلوا المتظاهرين، وفورًا هجموا عليّ أيضًا وانهالوا بالضرب المبرح؛ بحيث ألقوني على الأرض، ووجهي كان باتجاهها، وضربوني على رأسي، وظهري وأكثر منطقة كتفي وصدري، ضربوني بواسطة أرجلهم وبنادقهم، واستمروا لعدة دقائق، وبعدها وضعوا لي العصبة على عيوني وكبلوا يديّ بمربط بلاستيكي واحد خلف ظهري، واستمروا بالتنكيل بي وكان يدوسون بأرجلهم على رجليّ وأنا على الأرض».
وتابع: «أخذوني سيرًا على الأقدام إلى حاجز الكونتينر، وكنت خائفًا جدًا ولا أعرف ما يحصل ولم أفهم ما يحصل، مشيت تقريبًا مسافة 30 مترًا حتى وصلنا الحاجز، وأذكر أنّ الدم كان يسيل من وجهي، خاصة من شفّتي؛ نتيجة الضرب، ومن ثم ألقوني على الأرض داخل غرفة وبدؤوا بضربي بواسطة أرجلهم على كل أنحاء جسدي، وأنا صرخت كثيرًا لكي يتوقفوا، لكنهم استمروا لمدة خمس دقائق تقريبًا».
وقال «فوزي» إنّ جنود الاحتلال أخرجوه بعد ذلك من الغرفة وألقوه على الأرض وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين، وفقد فردة حذائه أثناء الاعتقال، وأضاف: «عندما كنت جالسًا على الأرض في الخارج، جاء جندي وضربني على رجلي اليمنى، وعندها وقعت فردة الحذاء التي كنت ألبسها، وبهذا أصبحت حافي القدمين. وبعد التحقيق أعطيت شبشبًا بلاستيكيًا لألبسه، وهو الذي حضرت به إلى جلسة المحكمة».
وأضاف أنّ جنديًا سكب مياهًا باردة جدًا على قدميه، وأكثر من جندي داسوا على قدميه أثناء جلوسه على الأرض، إضافة لركله، وشتمه أحدهم باستمرار.
ونُقل الفتى ومعتقلان آخران إلى شرطة مستوطنة «كريات أربع»، وهناك فُكّت العصبة عن عينيه وتبدل المربط البلاستيكي عن يديه بمربطين وتكبيلهما إلى الأمام، قبل أن يُحقق معه لقرابة نصف ساعة، سُمح له فيها باستشارة محام فقط، وفق ما أفاد به.