استبقت روسيا مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، نهاية يناير المقبل، بعدد من الاشتراطات على المعارضة السورية قبولها قبل المشاركة في المؤتمر.
وتتضمن الشروط التي أشارت إليها الخارجية الروسية مؤخرا، بعض البنود التي تعد من مبادئ الثورة السورية، أبرزها رحيل رأس النظام السوري بشار الأسد.
اشتراطات موسكو
وقالت الخارجية الروسية إنها لن تسمح باستخدام ساحة سوتشي من أجل رفع شعارات حول عدم قبول بقاء الأسد في السلطة، وأشارت إلى أن المطالبة برحيله سوف تؤكد رغبة المعارضة في استمرار النزاع المسلح.
وطالبت موسكو المعارضة السورية بتخفيض سقف المطالب بالتخلي عن فكرة رحيل الأسد عن السلطة.
وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، إلكسندر لافرينتييف، إن مؤتمر سوتشي، يضم 1500 شخص، وسينظر في إجراء إصلاحات دستورية وانتخابات في سوريا بإشراف أممي، على أن تشمل الانتخابات مشاركة الأسد فيها وقبوله في الانتقال السياسي.
قائمة المدعوين تثير أزمة
وتثير قائمة المدعوين أزمة بين تركيا وروسيا؛ حيث يتحفظ الوفد التركي على أسماء 23 كرديًا، ضمن لائحة قدمها الوفد الروسي لحضور «سوتشي»، من أصل 1490 اسمًا لشخصيات سورية.
وترفض أنقرة إشراك أي شخصية من حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي (PYD) أو أي شخصية مقربة منه، في حين تصر روسيا على إشراك كل الأطياف السورية بالمؤتمر.
محاولة فرض حل منفرد
قال رئيس دائرة الإعلام في الائتلاف الوطني السوري، أحمد رمضان، إن اشتراطات موسكو، محاولة لفرض حل منفرد في «سوتشي»، على السوريين، ما يمثل تحديا لقوى المعارضة وللعالم أجمع.
ورفض رمضان، في مقابلة مع «العربية»، الشروط الروسية، وقال: «لا يمكن تمرير صفقات تخالف قرارات المجتمع الدولي، ورغبة الشعب السوري».
واعتبر رمضان أن الشروط الروسية هي محاولة لسحب البساط السياسي من جنيف إلى هناك، ومحاولة فرض دستور وانتخابات وفرض نظام سياسي أيضا على السوريين، موضحا أنه حل يوافق التركيبة الروسية وليس له أي صلة لا بالديمقراطية ولا بحق تقرير المستقبل السياسي، ويحطم إرادة سوريا.
ومن جهته، قال عبدالمنعم زين الدين، المنسق العام بين فصائل الثورة السورية، إنه «بإمكان روسيا أن تحشد 1500 شخصية عفنة مؤيدة للمجرم بشار وعصابته، لتأخذ منهم اعترافا بذيلها المجرم»، مردفا: «لكنها لن تستطيع انتزاع هذا الاعتراف من ملايين السوريين الشرفاء أولياء الدم. الذين حشدت ضدهم أساطيلها وجيوشها مع إيران ومليشياتها سنوات طويلة، دون أن تتمكن من قهر إرادتهم».
مخرجات مقررة سلفا
وأعلنت فصائل الجبهة الجنوبية في الجيش السوري الحر، مقاطعة مؤتمر الحوار الوطني في مدينة سوتشي الروسية.
وقالت، في بيان أوردته قناة (سكاي نيوز)، اليوم الأحد، إن «كل جولات المفاوضات من جنيف إلى أستانا أثبتت عدم جدية النظام السوري وتنصله من كل الاستحقاقات الدولية».
وأضاف البيان أن روسيا تحاول الالتفاف على الشرعية الدولية من خلال مؤتمر سوتشي.
واعتبر عباس شريفة، الباحث المتخصص في الفكر الإسلامي وشؤون الجماعات الإسلامية، أن مخرجات مؤتمر سوتشي معدة مسبقا.
وقال «شريفة»: إنه «في سوتشي ستكون المخرجات مقررة سلفا والعمل فيها معد لتشكيل لجنة لصياغة الدستور تتلوها الانتخابات بمشاركة الأسد، لذلك سيتم الاختيار وتوجيه الدعوات وفق الاجندة المعدة سلفا، وأي شخص لا يتناسب مع هذا الطرح والمخرج سيتم استبعاده أو احضارهم بنسبة غير مؤثرة على النتيجة».
ورفض أبوعيسى الشيخ، قائد الجبهة الإسلامية، الاستباقات الروسية للمؤتمر، وقال، عبر «تويتر»، إنه «يصرح مسؤول روسي ألا مكان في سوتشي لمن يطالب برحيل الأسد ونقول: لا مكان في الثورة السورية لمن يتنازل عن هذا المطلب فليعرف كل سوري مكانه».
واعترض الكاتب السياسي غسان ياسين، على ما أسمته الخارجية الروسية بشعارات رحيل الأسد وقال: «ضد سوتشي لأنه يريد الإبقاء على أقبية التعذيب والاغتصاب في فروع مخابرات تنظيم الدولة البراميلية».