حالة من الغموض تحيط بموقف الفريق أحمد شفيق، بشأن ترشحه بانتخابات الرئاسة، ففي خطوة جديدة وصفها خبراء بأنها تأتي في سياق انسحابه من منافسة عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، أصدر بيانا أثار الجدل حوله.
وقال شفيق، إنه يسعى بكل جدية إلى وحدة الصف ودعم واستقرار الأوضاع في مصر مع كل الأطراف، بعد ساعات قليلة من إحالة بلاغات تتهمه بالإضرار بمصلحة مصر إلى نيابة أمن الدولة العليا.
وأضاف شفيق، مساء أمس الإثنين، في بيان أصدره عبر حسابه الشخصي بموقع «تويتر»، أنه «يشعر بالارتياح الكامل لصدق النوايا والمساعي التي لمسها منذ عودته من الإمارات إلى مصر».
وتابع: «مراعيا جهود الدولة والقوات المسلحة والشرطة لمكافحة الإرهاب الذي يتربص بالوطن، مما يتطلب وحدة الصف ومواجهته بكل عزم، فضلا عن سلامة الجبهة الداخلية وصمودها تجاه كل المخاطر».
وأنهى «شفيق» بيانه بالإعراب عن تفاؤله بأن هذه الجهود ستؤتي ثمارها في الفترة المقبلة.
إحالة شفيق إلي نيابة أمن الدولة
ويأتي بيان شفيق، بعد ساعات من إحالته لنيابة أمن الدولة العليا طوارئ، بعد البلاغ المقدم ضده، والذي يتهمه بإثارة الرأي العام من الخارج وبث بيانات تحريضية على قنوات معادية والوقيعة بين الشعبين المصري والإماراتي.
وتقدم بالبلاغ المحامي محمد حامد سالم، وحمل رقم 13934 لسنة 2017، عرائض النائب العام، وقال إنه بتاريخ 29 نوفمبر الماضي ألقى الفريق أحمد محمد شفيق، بيانًا يُعلن فيه ترشحه لرئاسة الجمهورية، وهذا حقه الدستوري والقانوني من وجهة نظره، إلا أن المبلغ فوجئ ببث البيان على قناة الجزيرة المعادية، وهو رجل عسكري سابق يعلم خطورة بث بيانه على قنوات معادية وتخلى عمدًا عن حرصه العسكري والسياسي.
وأوضح البلاغ أنه لم يقف الأمر عند حد إعلان نية شفيق الترشح للرئاسة، بل قال كلمات وعبارات تحريضية ضد القيادة السياسية الحالية في مرحلة حرجة تمر بها البلاد التي تواجه الإرهاب وتحديات عديدة تستهدف الشعب المصري والدولة المصرية برمتها لإسقاطها والنيل منها.
محاميته شفيق: ليس مرشحًا
قالت محامية رئيس الوزراء المصري الأسبق أحمد شفيق، دينا عدلي حسين، إن موكلها ليس مرشحا بانتخابات الرئاسة في مصر.
وأكدت محامية المرشح الرئاسي الأسبق، أن شفيق «أصبح غير مرشح للرئاسة»، موضحة أن هذا القرار محل دراسة منه شخصيا بعدما عاد إلى مصر، ولم يعد أمرا محسوما أن يدخل شفيق سباق الترشح في انتخابات رئاسة الجمهورية.
ولفتت في حديث لمواقع إعلام مصرية إلى أن شفيق سيعود إلى منزله قريبا؛ حيث سيترك الفندق الذي يقيم فيه حاليا.
بكري: لن يترشح
وفي السياق ذاته، أكد الصحفي مصطفى بكري، المقرب من الأجهزة الأمنية، أن الفريق أحمد شفيق لن يرشح نفسه بالانتخابات الرئاسية المقبلة قولا واحد، ملمحا إلى أن إعلان شفيق السابق بالترشح للرئاسة الذي أذاعه من «أبوظبي» كان غرضه الرجوع إلى مصر، وبمجرد عودته إلى البلاد تراجع عن موقفه وأعلن أنه يدرس الأمر.
وأضاف بكري، في تصريحات لقناة «دريم»، يوم الإثنين، أن قرار شفيق بعدم الترشح نابع من قناعة شخصية دون ضغط من أحد، مؤكدا أن عبدالفتاح السيسي لا يضغط على أي شخص، حسب قوله.
سيناريو متوقع
ومن جانبه، قال الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل، إن تعامل النظام مع الفريق أحمد شفيق يكشف مدى خوف النظام منه، وإنه لن يسمح له بخوض الانتخابات الرئاسية.
وتوقع أبوخليل، في تصريح خاص لـ«رصد»، أن لا يصمد شفيق كثيرا أمام الضغوط، وأن يتراجع، مؤكدا أنه تحت الإقامة الجبرية، وأن ما يحدث حاليا تمهيد لتنازله.
وأوضح أبوخليل أن الظهور المتكرر للفريق شفيق، لرفع الحرج عن النظام، ورسالة للخارج أن شفيق غير محتجز، ولكن الحقيقة واضحة للجميع، وأن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من الضغوط ضده لتراجعه، خاصة بعد اعتقال أنصاره، وإحالته لنيابة أمن الدولة العليا، حتى تكون الورقة القضائية أحد أسلحة الضغط عليه.
هل يكفي ظهور شفيق لنفي احتجازه
وأضاف عزوز، في مقال له، أنه من المؤكد أن السيسي استشعر الحرج، من كثافة الدعاية التي تقول إن المرشح الرئاسي المحتمل تم اختطافه من الإمارات إلى مصر، وأنه ليس حرا تماما في القاهرة، وهو حرج من الدوائر الغربية، وهي تراه ينكل بكل مرشح محتمل.