في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة العربية والإسلامية موجة غضب من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بالمدينة المحتلة عاصمة لـ«إسرائيل»، أوضح خبراء أنّ هناك سيناريوهات متوقع حدوثها الأيام المقبلة.
وخرجت حشود من المتظاهرين في عواصم ومدن عربية وأجنبية لليوم الرابع على التوالي؛ تعبيرًا عن الغضب من قرار ترامب، ورفضًا لمخططات تهويد المدينة، رافعين شعارات من بينها «القدس عاصمة فلسطين الأبدية».
السيناريو الأسود
ورأى حسن الدقي، رئيس حزب الأمة الإماراتي، أنّ هناك سيناريو وصفه بـ«الأسود»؛ فمن المتوقع أن يشكّل القرار ضغطًا على الفلسطينيين والعواصم العربية المؤيدة لاستئناف مسيرة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل بلورة استجابة سريعة لخطة ترامب المنتظر طرحها لحل المعضلة الفلسطينية والمسماة إعلاميًا «صفقة القرن».
وأضاف في تصريح لـ«رصد»: إذا لم يحدث هذا فسيكون البديل نقل السفارة وتحمّل تبعات القرار سياسيًا وأمنيًا، وتحميل الفلسطينيين والعرب مسؤولية ضياع فرصة تسوية حتى لو كانت غير عادلة للفلسطينيين.
وقال إنّ الولايات المتحدة الأميركية قد تضطر إلى تأجيل التصديق على قرار نقل السفارة والإعلان في الوقت نفسه عن اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل؛ على أن تُناقش مسألة وضع الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مفاوضات «صفقة القرن»، التي يبدو أنّ إخراج القدس منها سيكون أمرًا واقعًا في كل الأحوال.
افتتاح السفارة
وهناك احتمال أن يدعو ترامب وزراة الخارجية الأميركية إلى الشروع في بناء مقرها في القدس، على أن ينتهي البناء في موعد أقصاه يونيو القادم (الموعد القادم لعرض قرار نقل السفارة).
وتناولت القناة الثانية الإسرائيلية في الأسابيع الثلاثة الماضية تحقيقات عن وصول مسؤولين أميركيين إلى القدس لمعاينة موقع السفارة المختار في فندق قديمة، واستعرضوا التصميمات المقدمة من مكاتب استشارية أميركية وإسرائيلية.
وزعم تحقيق نشره موقع «المصدر» الإسرائيلي في الثاني من ديسمبر الجاري أنّ التصميمات المقدّمة إلى هيئات التخطيط المحلية المسؤولة تشير إلى أن الخطة الأميركية لبناء السفارة «بُلورت».
وتشمل الخطة رسم غرف محصّنة وطرقًا للهروب، ومداخل ومخارج جديدة ليست حالية في مبنى الفندق، وغرفًا تحت الأرض، وغرفًا آمنة، وتحصينات للموقع، وبناءها، وإضافة مساعدات أمنية خارج الخط الأمامي للمبنى؛ مثل الجدران والكاميرات الإلكترونية ونقاط الحراسة.
العودة للقرار الروتيني
أما السيناريو الرابع فهو تأجيل ترامب قرار نقل السفارة والعودة روتينيًا، في ظل استمرار التظاهرات الشعبية في الشوارع العربية.