شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كاتب بريطاني: مخطط سعودي أميركي لإحباط كفاح الفلسطينيين

تظاهرات للفلسطينيين ـ أرشيف

أكد الكاتب البريطاني المتخصص في الشؤون الفلسطينية بن وايت، أن الشعب الفلسطيني وحده، هو القادر على إحباط أي مخططات أميركية سعودية، ساعية إلى تقويض كفاحهم الوطني، ومحاولات إسقاط القضية الفلسطينية، وهو ما اتضح من خلال التجارب والأمثلة السابقة، عند محاولات التعدي على حقوقهم الغير قابلة للتنازل، حسبما أوضحت «ميدل إيست آي».

وأضاف الكاتب، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أن «الأولويات حاليا لدى أميركا والسعودية وإسرائيل هي الانتهاء من القضية الفلسطينية بطريقة تضمن صالح إسرائيل على حساب الفلسطينيين، كي يفرغوا لمواجهة النفوذ الإيراني، فالمفتاح إلى الاستقرار الإقليمي على حد مفهومهم هو «القضية الفلسطينية». والتي يجب الانتهاء منها بأسرع وقت ممكن».

وأوضح الكاتب، أنه إذا كانت اتفاقات أوسلو، أنجبت سلطة فلسطينية، بلا سلطة، فإن قرار دونالد ترامب، رسخ لدولة بلا دولة، والشعب الفلسطيني وحده هو من سيتحمل العواقب، وتشير الاحتجاجات الأخيرة، إلى التأثير المحتمل للتعبئة الشعبية وقدرتها على تقويض أي «خطط أميركية وسعودية» من أجل التوصل إلى «صفقة نهائية»، تتخطى حقوق الفلسطينيين الغير قابلة للتصرف فيها أو التنازل عنها.

وعلى مدى سنوات سعت السعودية إلى توثيق علاقاتها مع إسرائيل، ردا على التهديد المتصور أو المحتمل الذي تمثله المصالح الإيرانية، والتراجع النسبي للوجود الأمريكي في الشرق الأوسط، وسارع ولي العهد «محمد بن سلمان» بالدفع على تلك الوتير وكون علاقات أكثر دفئا معها.

مواجهة إيران

في الوقت نفسه يوجد في البيت الأبيض، رئيسا يتشارك مع السعودية وإسرائيل نفس الدرجة من معاداة إيران، والواقع أن قاعدته الانتخابية تضم عددا كبير من الإنجيليين، المؤمنين بفكرة «إسرائيل الكبرى».

وبالتالي فإن ترامب والسعودية وإسرائيل يريدون التركيز على إيران، مضيفا أن «المملكة السعودية تريد إتمام زواجها من إسرائيل، لكن هناك شبحا في العرس، وهو الفلسطينيون».

فكل طرف من الأطراف الثلاثة المشار إليها لا يهمه مصلح الشعب الفلسطيني، وعلى حد تعبير أحد المحللين، من المنطقي لواشنطن والرياض التركيز على السلام الفلسطيني الإسرائيلي، لرغبتهما في إنتاج تحالف سعوديي إسرائيلي يثني إيران.

لكنها بالكاد بداية واعدة، فالمواطنون العرب في منطقة الشرق الأوسط لم ولن ينسوا القضية الفلسطينية، وأي زعيم سيساهم في إندثارها سيدفع الثمن غاليا، والمشكلة بالنسبة للولايات المتحدة والسعودية هي أن ملامح «خطة السلام» التي صاغتها إدارة ترامب، غير مقبولة للفلسطينيين.

ورغم الإحباط الذي أصاب المسؤولين الأمريكيين، كانت التقارير التي سبقت إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، تقترح أن يشكل الفلسطينيون حكما ذاتيا في أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتأجيل قضيتي اللاجئين ومدينة القدس.

وحتى لو بدا ما يقدمه جاريد كوشنر وفريقه مفاجاءا، فإنه من غير المعقول أن أي مخطط يتوصلون إليه سيكون أفضل من الاقتراحات السابقة، إلا أن ما قدموه يعطي للإسرائيلين أكثر مما يعطي الفلسطينيين.

دولة فلسطينية منقوصة

لا جديد تحت الشمس، لا شئ سوى الجهود الرامية إلى توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وقد يصدق الأميركيون والسعوديون للأسف، بعض المبررات، بأن انتقاد مقترحهم من الممكن تحييده من خلال تأطيره بأنه «حق مؤقت»، بيد أن الفلسطينيين وغيرهم سيستعيدون أن اتفاقات أوسلوا أيضا كانت مؤقتة، والتي كان من المفترض أن تنتهي في مايو 1999، أي قبل 18 عاما، إلا أنها مازالت مستمرة.

باختصار.. هل يعني الحكم الذاتي سيادة حقيقية؟ مرة أخرى لا، فقد أعلن إسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي، عام 1995، أن عملية السلام في أوسلو ستؤدي إلى «كيان أقل من دولة»، وسرعان ما جاء نتنياهو في عام 2017، ويريد «دولة فلسطينية منقوصة».

وفي الوقت نفسه، تتحدث تقارير سعودية، عن أن الفلسطينيين يمكن أن يتخذوا من «أبو ديس» إحدى ضواحي القدس الشرقية، عاصمة لهم، وهو صدى لاقتراح أطلقه الإسرائيليون المتفائلون عام 2000، على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، حينما دعوه إلى اتخاذها كعاصمة لفلسطين.

وكذلك كان هناك وقتا، يقال فيه أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، هو مفتاح الاستقرار والازدهار في المنطقة، وقد تمت استعاضة تلك العبارة الضحلة، بأن القضية الفلسطينية لا علاقة لها بالمخاوف الإقليمية الأكثر ضرورة.

لكن في اللحظة الآنية، ومن خلال الأولويات المشتركة لترامب والرياض وتل أبيب ومصر والإمارات، يجد الفلسطينيون أنفسهم في موقف المفسدين المحتملين لخطة التحول الإقليمي، وهناك توقعات بأن المخاطر ستكون أعلى، فيما يتعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس لضغوط هائلة، ومن الصعب التعاطف معه وهو الرجل الذي وضع نفسه في هذا المضيق الأعمى.

الاحتلال المؤقت الدائم

هناك الكثير من الأمثلة التي حذرت على مر السنين من التقليل من قدرة عباس على التمسك بقشة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتواجد في مكتب أبيض جديد، وكان مسؤولا فلسطينيا رفض ذكر إسمه، قال في سبتمبر الماضي «مستعدون لمنح إسرائيل الوقت إذا كانوا مستعدين لمنحنا الأرض».

وأضاف «قلنا لهم – المسؤولين الأمريكيين- إذا نصت الخطة بوضوح على أن الصفقة النهائية ستشمل إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 مع مبادلات طفيفة في الأراضي، فسنقبل المرحلة الأولى منها، أي دولة ذات حدود مؤقتة».

غير أن هذا المسؤول نفسه أشار إلى مخاوف من أن «تجعل إسرائيل الصفقة المؤقتة نهائية». حسنا الأمر يبدو أنه كتقديم فرصة ذهبية لإسرائيل لمواصلة ما تفعله بشكل أفضل، أي احتلال مؤقت لكن بشكل دائم.

وتابع الكاتب، يمكن أن يتحمل عباس الضغط الأمريكي السعودي ويرفض الاقتراح، لكن ماذا بعد؟ هل سيستقيل أو يُجبر على الاستقالة؟ فمن الذي سيخلفه وعلى استعداد لكسر النمط القديم من المفاوضات، والذي سيواجه نفس المعضلات.

ومن المؤكد أن المروجين للتطبيع السعودي مع إسرائيل، يدفعون بالفشل الفلسطيني، ويدفعون أيضا بأن تلك هي الفرصة الوحيدة المتبقية في ظل عدم وجود مسار آخر واضح أمام الفلسطينيين.

وهناك مفسد آخر لخطط أمريكا والسعودية، لكن لن يستطيعوا أن يضغطوا عليه مباشرة أو يستبدلونه، وهو الشعب الفلسطيني الذي يعاني من سياسة الفصل العنصري الإسرائيلي.

فمن قبل، أظهر الفلسطينيون قدرتهم على إحباط أي جهود لتهميشهم، سواء على نطاق واسع كالانتفاضات، أو على نطاق أضيق، كالصراعات المحلية التي تكشفت خلال الصيف الماضي في الأقصى والقدس القديمة.

وأشار الكاتب في نهاية مقاله، إلى أن الفلسطينيين وحدهم من الخليل وسلوان إلى نابلس وغزة، قادرين على تقويض أي مخططات أمريكية سعودية، تسعى لإحباط نضالهم الوطني وإسقاط القضية الفلسطينية، وإذا كان الطريق نحو إسقاط القضية الفلسطينية يمر عبر أبو ديس أو عبر القدس، إلا أنه في النهاية سيصل إلى طريق مسدود، حيث يقف الشعب الفلسطيني.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023