شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«ميدل إيست موينتور»: إذا تحررت الدول العربية من قادتها «الخونة» سنسترد فلسطين

نشرت صحيفة «ميدل إيست مونيتور»، مقالا للكاتبة أميرة أبوالفتوح، حول قرار ترامب الأخير، محملة السلطة الفلسطينية «الوهمية» والقادة العرب والإسلاميين الذين انبطحوا للعدو الإسرائيلي، مسؤولية إعلانه، مؤكدة أن أن ممثلي السطة استسلموا للكيان بمجرد أن ألقوا أسلحتهم وقرروا الجلوس معهم على طاولة المفاوضات، وفيما يتعلق بالقادة العالم العربي، فإنهم أصبحوا صهاينة أكثر من الهصاينة أنفسهم، واختاروا توجيه أسلحتهم نحو شعوبهمبدلا من العدو الحقيقي.
ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، قالت أبو الفتوح، إن المعاهدات التي تم توقيعها مع الكيان الصهيوني ككامب ديفيد وأسلو وغيرها، سقطت بمجرد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على قرار يعترف فيه بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى تل أبيب، موضحة أن توقيعه ألغى ما وقعه الرؤساء من قبله، ولم يعد هناك معاهدات سلام بعد اليوم، وبذلك نكون عدنا إلى ما قبل حرب 67، «عدم الاعتراف بإسرائيل».
وأشارت الكاتبة المصرية، إلى أن الزعماء العرب هم من أوصلونا لتلك الحالة، معتبرة أنهم يمثلون العدو الإسرائيلي، وهم رعاة المصالحة معها، ومن خلالهم سيكتمل الحلم الصهيوني من النهر إلى النهر، فالآن أصبحت القدس وهي أول قبلة إسلامية ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عاصمة دولتهم بمباركة «العرب غير المؤمنين».
وطالبت الكاتبة جميع الأمم بضرورة الرد المناسب على ترامب، وطالبت العالم العربي والإسلامي خاصة، بالوقوف متحدين ضد قراره، وأن يبعثوا بتلك الرسالة مفادها أن أمة محمد لن تقف صامتة إزاء اغتصاب حقوقها، مضيفة «تلك أمة فيها رجال لديهم من روح النضال والكفاح، ما كان لدى آبائهم الأبطال، وذكراهم لن يتم محوها من قلوبهم وعقولهم، وسيسيرون على خطاهم وسيواصلون همتهم، ولا يمكن إعادة القدس بدون إعادة فلسطين، ولا يمكن استعادة فلسطين من النهر إلى البحر دون نزاع مسلح ضد العدو الصهيوني، وضد كل اتفاقيات السلام المخزية والمسيئة لنا».
وأكدت الكاتبة أن منظمة التحرير الفلسطينية، كانت فرحت من قبل بالسلطة الوهمية، والوفد المرافق والسيارات الفاخرة والسجاد الأحمر والطائرات، وأسقطت مقابل ذلك الشرط المتعلق بقتال العدو الإسرائيلي ومنحته حق الوجود على الأرض، ثم شرع العدو في ابتلاع كل ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وطرد الفلطسنيين منها، والآن يبحثون عن وطل بديل لهم خارج فلطسين، كجزء مما يسمى بصفقة القرن.
وبمجرد أن ألقت منظمة التحرير الفلسطينية أسلحتها، عميت أبصارهم وتعلقت قلوبهم بالمقاعد التي تدعمها الصهيونية، وباعوا الحقوق الفلسطينية إلى الأبد، «أقول الحقوق الفلسطينية وليس القضية الفلسطينية»، ولم يعد لهم الحق في التحدث نيابة عن الفلسطينيين، ولا القادة العرب أيضا النائمون على باب البيت الأبيض، لهم التحدث باسمهم، كلهم باعوا القدس من أجل الحصول على رضا العدو الإسرائيلي.
واستطردت الكاتبة، أن المفاوضات السرية بين منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات وإسرائيل قياد إسحق رابين في 1991، لم تنتج سوى اتفاقيات أوسلو عام 1993، والتي تلتها حلقات مفرغة من مفاوضات بعد مفاوضات، وقدمت فيها المزيد من التنازلات وتسليم المزيد من الأراضي الفلسطينية، في مقابل التوسع الاستيطاني.
وتجدر الإشارة إلى أن الأراضي الفلسطينية صودرت من أجل المزيد من «المستوطنات الإستعمارية» وليس «المستطونات» فقط، وهناك فرق كبير بين المصطلحين، وعلينا تصحيح بعض المفاهيم التي فرضت علينا من خلال ما يسمى بمرحلة السلام.
وعلى مدار السنوات الماضية، تمكن الإسرائيليون من تشتيت الفلسطينيين بل والعالم العربي والإسلامي بأسره، واستمرت في تحقيق أحلامها بمزيد من الأراضي، بما في ذلك تهويد فلسطين التاريخية، وفي الآونة الأخيرة احتلال القدس وتوحيد الشرقية والغربية وجعلها عاصمتها الموحدة، وأخيرا أصبح معترفا بها من قبل أمريكا.
وكانت مسألة القدس خارج نطاق المفاوضات في أوسلو وما تلاها من محادثات، وكان يتم الزعم دائما أنها مؤجلة للجلسة التالية، وأن الاتجاه العام في طريق أن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين.
ووصفت الكاتبة، من دخل تلك المفاوضات باسم الشعب الفلسطيني، بأنهم «سماسرة اتفاقات أوسلو المخزية»، موجهة لهم التساؤول «ماذا ستفعلون الآن بعد أن وضعت أمريكا رؤوسكم في التراب واعترفت بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل؟».
وتابعت الكاتبة، اعتقدت أن محمود عباس سينتفض ثأرا لكرامته التي تعرضت فلإنتقاص كثيرا من قبل إسرائيل، وأنه سينتفض للإنتصار لها أمام نفسه وأمام شعبه، وكانت بمثابة الفرصة لوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل وإلغاء اتفاقات أوسلو وتحمل عواقب ذلك، بما في ذلك حل السلطة الفلسطينية المزيفة والعودة إلى ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية، وهو الميثاق الذي يعتبر إسرائيل عدوا محتلا يجب محاربته، وينص على أن فلسطين يجب أن تتحرر من النهر إلى البحر.
لكن مع سوء الحظ شعرت بخيبة أمل، فبدلا من ذلك، مازال عباس يتحدث عما يسمى السلام، وكيف سيكون مشرقا خلال الفترة المقبلة، ولا يشير إلى أن ما فعلته أمريكا يعد انتهاكا للقانون الدولي والمعاهدات.
وكما أشارت من البداية، فإن السلطة الفلسطينية الحالية ليس منها رجاء ويديها ملوثة بدماء الفلسطينيين، فضلا عن الأموال الغير المشروعة، مضيفة أن وعد السلطة المزيفة أعمى أبصارهم وبصيرتهم فيما انحرفت قلوب العرب والمسلمين عن فلسطين، وأصبحوا «عرب صهاينة، أكثر خطورة من اليهود الصهاينة».
ولكي نكون منصفين، لا بد من الإشارة إلى أن معظم القادة العرب لهم دور في هذا، إذ لا يجرؤ أي رئيس أمريكي على اتخاذ مثل هذا القرار، فمن سبقه كانوا مترددين في تقديمه منذ أن وافق الكونجرس عليه، ولم يتجرأ ترامب على اتخاذ هذا القرار إلا بموافقة وتشجيع الدول العربية، وكانت تقارير تحدثت عن محادثات بين ترامب وابن سلمان قبيل اتخاذ القرار.
ولا أعتقد أن الأمر يمثل مفاجأة، فالأول يبحث عن الشرعية والثاني يريد العرش، وعلى أتم استعداد أن يدفع أي ثمن مقابل ذلك، وقد دفع بالفعل نصف تريليون دولار من أجل المطالبة بموقعه، لذلك فإن القدس مثلت الثمن الرخيص لتلك الدوافع وتآمر الثلاثة ضدها في صفقة القرن، الصفقة المخزية.
وهو نفس الأمر الذي جعلهم يتآمرون ضد ثورات الربيع العربي، وإحباطها، وإن لم يفعلوا ذلك، لم يكن ترامب ليجرؤ على اتخاذ مثل هذا القرار أو إتمام صفقة القرن، كما أن تطبيع العلاقات بالطبع لم يكون موجودا دونهم.
وختمت الكاتبة، بأن جميع العرب هم وكلاء لإسرائيل في بلدانهم، إنهم يقفون ضد إرادة ورغبات شعوبهم في الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة، وأشاروا ببنادقهم إلى شعوبهم بدلا من توجيهها نحو العدو الذي استولى على أراضيهم، لذلك أصبح التخلص من هؤلاء القادة شرطا للتخلص من العدو الإسرائيلي، «فإذا تحررت الدول العربية من قادتهم الغادرين ستتحرر فلسطين».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023