شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«جلوبال ريسيرش»: «إسرائيل» والسعودية والولايات المتحدة خططوا للحرب في لبنان.. وسيخسرون كثيرا

الجيش اللبناني في معركة فجر الجرود - أرشيفية

يبدو أن لبنان الآن في خضمّ صراعٍ جديدٍ بسبب التوترات بين حزب الله و«إسرائيل» المساوية لتلك التي تسببت في حرب بينهما عام 2006. وفي الوقت نفسه، ترتكز الولايات المتحدة في سوريا ولا زال قرابة ألفي جندي لها هناك بالرغم من هزيمة تنظيم الدولة؛ فلماذا؟ وهل يشير ذلك إلى وجود محاولة أخرى للإطاحة بالرئيس السوري قريبًا؟

يجيب مركز «جلوبال ريسيرش»: على الأرجح نعم، ومع استمرار الأعمال العدائية الأميريكة تجاه إيران قد تكون هناك حرب أخرى وشيكة.

لكن، على مستوى آخر، لدى «إسرائيل» والسعودية والولايات المتحدة هدف واحد الآن: زعزعة استقرار لبنان ومحاولة هزيمة حزب الله قبل الاستعداد لهجوم آخر في سوريا لإزاحة بشار عن السلطة، قبل إعلان حرب شاملة على إيران. لكن، يجب أن يحيّدوا حلفاءها في سوريا أولًا؛ وهي مهمة صعبة للغاية.

وأضاف التحليل، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ «إسرائيل» تعلم أنها لا تستطيع هزيمة حزب الله دون التضحية بسكانها العسكريين والمدنيين؛ ولمنع ذلك تحتاج إلى دعم الجيش الأميركي. ومن المتوقع مواصلة الدولتين دعمهما لتنظيم الدولة وغيره من الجماعات المسلحة لخلق حرب أهلية جديدة في لبنان؛ عبر أنشطة إرهاب كاذبة يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية داخلية بمعنى استراتيجي.

فهل يمكن لحزب الله والجيش اللبناني منع الجماعات المسلحة من دخول أراضيها بعد نجاحهم في هزيمتها على الحدود اللبنانية السورية. وقد ينجح حزب الله في منع وجود ملاذ إرهابي جديد تدعمه الولايات المتحدة في لبنان، وتعد استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري دليلًا على حدوث هذه الأزمة؛ فماذا سيحدث بعد ذلك؟

سعد الحريري وسط سلطات المملكة

الموارد الطبيعية في لبنان ومشروع «إسرائيل» الكبير

وإذا بدأت حرب على لبنان فستسعى «إسرائيل» إلى السيطرة على الموارد الطبيعي للبلد، كما فعلت في فلسطين ومرتفعات الجولان، ولبنان سيكون مكافأة ضخمة لها؛ فهناك 96 تريليون متر مكعب من احتياطات الغاز الطبيعي و856 مليون برميل من النفط.

ومع الفوضى السياسية في لبنان، ستسعى «إسرائيل» أيضًا إلى تنفيذ «الخطة الصهيونية للشرق الأوسط»، الهادفة إلى تفتيت الدول العربية إلى وحدات صغرى. وهدف الغزو الإسرائيلي للبنان في 1982 إلى تنفيذ جزء من هذه الخطة، وسعت إلى إجبار لبنان على الموافقة على توقيع اتفاقية سلام معها، وحاولت كذلك مع سوريا والعراق والأردن والحكومات العربية الأخرى بما فيها فلسطين.

وهي البنود التي نصت عليها خطة «أوديد» بعنوان «استراتيجية إسرائيل في الثمانينيات».

مجندون إسرائيليون في هضبة الجولان

كما تستعد «إسرائيل» لخوض حرب طويلة الأمد مع حزب الله، الحليف الإيراني في المنطقة الجنوبية من لبنان ويقف أمام الأفكار التوسعية الإسرائيلية. وبما أنّ السعودية (أقرب حليف لـ«إسرائيل» في المنطقة) تواصل حربها غير الأخلاقية والمدمرة على اليمن؛ فإنها تثير التوترات مع إيران.

ودعم إدارة ترامب المتواصل للنظام الملكي السعودي لم يشجع الحكومة السعودية إلا على اتخاذ موقف عدواني تجاه خصومها في الشرق الأوسط (أي إيران).

لبنان يستعد لحرب أخرى

في 21 نوفمبر، نشرت صحيفة «رويترز» أنّ الجنرال جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني، طلب من قواته التأهب الأقصى فيما يتعلق بالسلوك العدواني الإسرائيلي على طول الحدود الجنوبية، قائلًا إنه يجب توخي مزيد من اليقظة لمنع الاضطرابات بعد استقالة رئيس الوزراء، متهمًا «إسرائيل» بنوايا عدوانية عبر الحدود الجنوبية.

ونقل حساب الجيش على تويتر عنه قوله: «يجب أن تكون القوات مستعدة» لإحباط أي محاولة لاستغلال الظروف الراهنة لتحريك الفتنة.

وتدرك «إسرائيل» أنّ هزيمة حزب الله والجيش اللبناني ستكون صعبة للغاية؛ ولذلك ستكون الاستعدادات لإشراك حزب الله هذه المرة محاولة لخلق أكبر قدر ممكن من الأضرار وتقليل قدراتها العسكرية، وربما في الوقت المناسب للقوات الأميركية دخول الحرب عبر سوريا وتنسيق الأهداف مع جيش الدفاع الإسرائيلي.

وذكر مسؤولان أميركيان، طلبا ألا يذكر اسمهما، أنّ البنتاجون قد تعلن وجود أكثر من ألفي جندي أميريك في سوريا.

حرب لن يفوز فيها أحد

نشر مجلس العلاقات الخارجية، وهو مؤسسة بحثية مقرها في مدينة نيويورك، مقالًا في 30 يوليو الماضي بعنوان «الصراع المقبل بين إسرائيل وحزب الله» يعترف بأنّ «الحرب القادمة لن تفوز فيها إسرائيل أو حزب الله؛ لأنّ أهداف الحرب الواقعية لإسرائيل لن تتناسب مع الأضرار التي ستعاني منها.

ولا توجد سوى أهداف «إيجابية» محدودة وقابلة للتحقيق ويمكن أن تأمل «إسرائيل» في تحقيقها من حزب الله ولبنان، ولأنّ غرض النزاع المسلح دائماً سياسي؛ فمن الصعب -في سياقات كثيرة- أن يجد هدفًا سياسيًا ذا مغزى وقابلًا للتحقيق بتكلفة معقولة، وهذا سبب غياب قيمة أساسية يمكن العثور عليها في صراع «إسرائيل وحزب الله» العسكري.

واستنتج المقال أنّ هزيمة حزب الله على يد «إسرائيل» مستحيلة؛ بسبب وجود روسيا في المنطقة، وهي دولة لا يمكن طردها، وستساعد على بقاء لبنان وحزب الله على قيد الحياة، وكذلك علاقتها مع إيران. وبعد الحرب، سيكون أفضل افتراض أنّ الحزب سيعيد بناء نفسه كما فعل بعد عام 2006.

لكنّ الحزب لن يحقق شيئًا إيجابيًا في مثل هذا الصراع؛ لمعاناته من أضرار هائلة، والمكسب الوحيد الممكن: «الضرر الذي قد يلحقه بإسرائيل».

الاقتصاد الإسرائيلي أثناء الحرب

قال ديفيد روزنبرغ، الكاتب في صحيفة «هآرتس»، إنّ الحرب المقبلة مع لبنان وحزب الله ستكون لها عواقب مدمرة على الاقتصاد الإسرائيلي، بعدة طرق؛ فلا أحد يختلف على أنّ حزب الله مسلح تسليحًا جيدًا. والأهم من ذلك أنّ صواريخه تحمل رؤسًا حربية قوية للغاية، وتمتلك منها الآلاف، ولن تتحمل القبة الحديدية هذه الكمية مجتمعة إذا أُطلقت.

ولتوفير قبة حديدية تستطيع التحمل فالبنية التحتية والاقتصاد ستتحمل الكلفة غالبًا، وأيضًا لأن «إسرائيل» بلد صغير لا توجد فيه مناطق نائية؛ يعني أنّ مرافق الطاقة الكهربائية والمياه تتركز في مناطق صغرى، وتُولد أكثر من ربع الطاقة الكهربائية في موقعين فقط. ويُنتج الغاز الطبيعي في حقل واحد في البحر ويُسلم عبر خط أنابيب واحد، وتدمير أحدهما أو بعض منهما لن يكون شيئًا جيدًا للاقتصاد الإسرائيلي.

وتوقع روزنبرغ أنّ اقتصاد «إسرائيل» سيتقلص في غضون مدة قصيرة. وفي أسوأ السيناريوهات، لن تكون «إسرائيل» بعد الحرب وجهة آمنة للمستثمرين والشركات العالمية.

على سبيل المثال: أثناء الصراع بين «إسرائيل» وغزة عام 2014، واجهت حالة من الشك الاقتصادي، ونشرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» مقالًا بعنوان «الحرب تضعف الناس والاقتصاد»، وأكّد الخبراء فيه أنّ الاقتصاد على وشك النفاد بسبب الحرب.

ويعاني الاقتصاد الإسرائيلي مباشرة من انخفاض الإنتاجية في كل مرة تطلق فيها صفارات الإنذار الصاروخية، وتقدر التكاليف الاقتصادية للحرب بأكثر من 2.9 مليار دولار، وغطّت الحرب بالفعل 1.2% من الناتج المحلي الإجمالي. وإذا ساد الهدوء بعد التوصّل إلى وقف لإطلاق النار؛ فالاقتصاد الإسرائيلي مرن بما يكفي لتحمل تكاليفها.

ويقول التاريخ إنّ الاقتصاد الإسرائيلي ارتفع بنسبة 6% قبل حرب لبنان 2006، ثم تباطأ إلى 2.9% قبل الصراع الحالي. وسيتضرر قطاع السياحة بشكل خاص.

حرب أخرى.. مأساة أخرى

وتريد «إسرائيل» والسعودية وأميركا القضاء نهائيًا على التحالف بين إيران وسوريا وحزب الله؛ ولتحقيق هذا الهدف سيتعين على لبنان أن يصبح ليبيا أخرى؛ مما يسبب مزيدًا من الفوضى، والمستفيدان الوحيدان في هذه الحرب «إسرائيل» والولايات المتحدة إذا انتصرتا بالطبع.

وستصبح الولايات المتحدة مرة أخرى المهيمنة في الشرق الأوسط ولها السيطرة المطلقة على الموارد الطبيعية، بما في ذلك النفط والغاز والمياه، وستغزو «إسرائيل» أراضي من أجل مشروع «إسرائيل الكبرى»، وستبقى السعودية دولة ذات نفوذ سياسي أكبر على جيرانها.

وإذا قررت السعودية بحماقة الذهاب إلى الحرب مع إيران فسينهار بيت سعود حتمًا؛ لأنّ إيران أقوى عسكريًا بكثير.

وفي النهاية، ستأتي خطة «إسرائيل» لقيادة حرب أكثر عدوانية ضد جيرانها لتحقيق هدف توسعي بتكلفة كبرى على المواطنين الإسرائيليين وضياع اقتصادهم؛ ومع تهديدات الصواريخ القادمة من جنوب لبنان سيصبح الوضع أسوأ بكثير.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023