في مشهد رآه خبراء إعدادًا للحملة العسكرية، يواصل نظام عبدالفتاح السيسي دعم مليشيا قائد محاولة الانقلاب في ليبيا «خليفة حفتر»، الذي التقى بالمبعوث الأممي الخاص إليها «غسان سلامة» ظهر اليوم الأحد على هامش زيارته إلى القاهرة.
وجاء هذا اللقاء بعد شهور من لقاء الفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، بمارتن كوبلر، المبعوث الأممي لليبيا، والوفد المرافق له.
مندوب حرب
من جانبه، قال الخبير السياسي الدكتور عبدالله الأشعل، في تصريح لـ«رصد»، إنّ «السيسي يحاول أن يثير حفيظة أوروبا بإشارته إلى أن ليبيا ستصبح مثل الصومال، وتنتشر فيها الجماعات المسلحة؛ فهو يحاول أن يصدّر هذه الصورة عنها لمحاولة استنفار الغرب ضدها».
وأضاف أنّ «السيسي يحاول أن يجعل مصر موقعًا لإدارة الأزمة الليبية، وهو مستعد للتدخل عسكريًا في ليبيا وإمداد خليفة حفتر بالسلاح والعتاد، والسيسي يثبت أنه خسر كل أوراقه في محيطه العربي ولم يُعد تحركاته قيمة على المستوى الإقليمي أو الدولي».
وقال إنّ السيسي يبحث بهذه الدعوة عن دور إقليمي يبقى مدة أطول على سدة الحكم في مصر؛ بعد أن فشل في كل الأدوار المنوطة به، ورفضت بريطانيا مقترحه بدعم حفتر وكذلك وزيري الدفاع والخارجية الإيطاليين؛ فالسيسي يريد الغرب أن يدعم «حفتر» بالسلاح حتى ينجر الغرب إلى حرب إقليمية يؤدي فيها السيسي دور محطة الإمداد والتموين.
غارات مصرية
وفي 30 أكتوبر الماضي، أسفرت الغارات التي تعرّضت لها مدينة درنة (شمال شرق ليبيا) عن مقتل 18 شخصًا، منهم طفلان، و30 جريحًا؛ ما طرح تساؤلات بشأن هوية الطيران الذي نفّذ الهجمات الليلية.
من جهته، أدان المجلس الرئاسي الغارات على المدينة، متوعدًا بكشف من يقف خلفها واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبته، دون ذكر هوية الطيران أو توجيه اتهامات لأحد بعينه.
تهديد صريح
وقال العميد «محمد رمضان قنيدي»، رئيس الاستخبارات العسكرية في قوات البنيان المرصوص، في تصريح لقناة «التناصح» الليبية الخاصة: «نحن ضباط الجيش الليبي سنقوم بعمليات داخل مصر ردًا على عدوانها على درنة، ولدينا القدرة على ذلك، ونطالب بكف الدول يدها مثل الإمارات والسعودية ومصر عن ليبيا».
وردًا على الاتهامات المصرية له بنهج مسلك الإرهاب بعد تهديداته الأخيرة، قال إنّه وقواته لا يكنان العداء للشعب المصري؛ لكنّ عداءهم مع «نظام السيسي» الذي يحاول إطفاء الربيع العربي، قائلاً: «الربيع العربي مستمر وسيستمر وسينتقل إلى عقر ديارهم».
وخاطب «السيسي» قائلًا: «نحترم شعب مصر، لكن عندما تحدث عملية في الواحات أو في سيناء تقوم بمهاجمة ليبيا، والله المرة الثالثة التفجير سيكون في قصر السيسي».
وقال حماد القسط، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب المصري، إنّ هناك ترتيبات بين القوات المسلحة المصرية والليبية لتوجيه ضربات عسكرية ضد بقايا تنظيم الدولة في ليبيا.