نشرت صحيفة «نيوزويك» مقالًا لـ«كلاي آر فولر»، من معهد المشاريع الأميركي، عن الصحفي توماس فريدمان وكيفية تلميعه للديكتاتور «محمد بن سلمان» مقابل تمويلات، كما فعل مع غيره، والنهج الذي ينتهجه وغيره من صناع الرأي الأميركيين الذين يمكن شراؤهم.
وأضاف الكاتب، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ السلطويين والديكتاتوريين في جميع أنحاء العالم أصبحوا الآن أكثر قدرة على تقديم قضاياهم للشعب الأميركي عبر نفوذهم المتعمّد وغير المتعمد.
ففي غضون أيام، تحوّل سليل الذقن المتعرج في صحيفة «نيويورك تايمز» توماس فريدمان من التساؤل عن أنماط إنفاق محمد بن سلمان، الملك السعودي البدوي المعروف، إلى تمجيد الحملات التي قادها والقرارات التي اتخذها من أعلى لأسفل في المملكة.
ولا مانع أن يذكر توماس أنّ الربيع العربي كان كارثة للجميع، باستثناء تونس؛ وهي حقيقة تدل على أن معايير الديمقراطية قد تبدّلت أو تغيّرت.
وفي نوفمبر الماضي كتب توماس: «سماع اعتقال الأمراء السعوديين بسبب الفساد كقراءة طرد دونالد ترامب سبعة من أعضاء إدارته فقط من أجل الكذب».
وبعد 16 يومًا كتب: «لم يعبّر أحد من السعوديين الذين تحدثت معهم على مدار ثلاثة أيام سوى عن دعمه لهذه الحملة التي قادها ابن سلمان ضد الفساد»؛ فالمشكلة في نفوذ الاستبداديين وتأثيرهم أنّه لم يعد مقتصرًا على الحسابات الوهمية في «تويتر وفيس بوك»، أو منافذ الدعاية الرثة مثل «آر تي و سبوتنيك»، أو حتى الهبات الضعيفة المقدّمة للجامعات ومراكز الفكر والحملات السياسية؛ فالوضع أكثر مما فعلته حتى «بيونسيه وماريا كاري» المغنيتين اللتين أحيتا حفلًا لحاشية القذافي في حفلة لرأس السنة.
وأسوأ كذلك مما فعله ميسي، الذي تلقى مبلغ 4.2 ملايين دولار، مقابل زيارة الديكتاتور الحالي للجابون «علي بونجو».
حتى إنه أسوأ من حقيقة الرئيس الحالي للولايات المتحدة عابد المال «دونالد ترامب»، المستعد ليُباع مقابل حفنة من المال؛ مثل البذخ الملكي المنفق عليه أثناء زيارته للسعودية، وخدعه «قاتل متسلسل» نصّب نفسه ملكًا، وكذلك الذكاء الذي وصف به من قبل الديكتاتوريين الذين يصورون أنفسهم على أنهم وطنيون.
وتكمن المشكلة في أنّ آراء المؤثرين الذين لم يُنتخبوا في وسائل الإعلام يبدو أنها من أجل الاستحواذ على عطاءات الحكام فقط، الذين نادرا ما يُستدعون. وعلى ما يبدو أنّ أصحاب الوسائل الإعلامية في السوق على استعداد لتمرير أخبار لصالح ديكتاتور معين مقابل مصالح.
ولأنّ مثل هذه الشخصيات موجودة في كل مكان، في قنوات التلفزيون وصفحات الجرائد؛ فإنّها تمثّل أهدافًا فعّالة من حيث التكلفة لحملات التأثير الاستبدادي. والواقع أنّ هذه الحملات جزء من حقائق الحياة. وفي النهاية، الآراء موجودة وعلى ما يرام، لكنها تتغير مع الظروف، ولا يمكن للمرء أن يعرف ما إذا كان يساعد هؤلاء الديكاتوريين فعلًا أم لا.