انه أسلوب للتفكير ,, قد يكون مختلف بعض الشيء ,, لكنه في الأعم مفيد إذا حاولت ألا تقع في براثن التحيز لفكره دون الأخرى ومن ثم تكتشف خطأها بعد حين
ربما ,, تمنحك توازن في طريقة تفكيرك واستقبالك للآراء وإصدارك لأطروحاتك ,,,
حينما أهملناها ,, انتشر سوء الظن ,,, واحتد التعصب ,,, وتوقف التجديد ,,, و بترت الأفكار في مهدها
انها مأساة لمن يتشبث بقوه لفكره وينحاز لها مطلقا ومن ثم يثبت خطأها
منذ نشأة الحياة على الأرض ,, والإنسان في سعى دءوب إلى اكتشاف العالم من حوله ,, أحيانا يصيب وأحيانا كثيرة يخطئ
يتناول البيئة المحيطة به بكل ما تصدره له من عقبات بكثير من محاولات التفسير والاستكشاف,, عله يقف على حقيقة تلك العلاقات ,,, وافرد لذلك ملايين السنين ,, هي مدة تواجده على الأرض منذ أن هبط ادم وحواء على الأرض
حاول مرارا أن يتجنب الخطأ في استكشافه ,, لكن بالقطع وقع فيه مرات عديدة ,, في نهاية الأمر سيصدر لنا قاعدة أو قانون أو تفسير لظاهرة ما ,,,
بالفعل ومع كل عصر وفى كل زمان ومع أي تجمع إنساني ,, كانت هنالك قوانين وقواعد وأعراف ,, اتفق على صحتها الجميع وانحازوا لها على نحو مطلق ,, وأقصوا كل من خالفها ,,
لم يؤمنوا بحقيقة التغيير ,, ولم يؤمنوا بفرضية الرؤية من الجانب الآخر ,, هم فقط رسموا ملامحا عامه يستوجب على الجميع السير وفق حدودها وفى الخروج عنها انتهاك يستوجب العقاب
وبكل أسف ,, دوما تكون النخبة هي القائل بإعدام (( ربما )) ,, فهم من يمتلكون الحقيقة ويوجهون الناس إلى الصحيح الذي لا يعتريه الخطأ ,,, هم فقط من يحللون ويفسرون ,, وعلى الجميع الانقياد التام
إذن لا حديث عن,,,, ربما ,,,, إذا أردت القيادة
ولذا فمنذ قديم الزمن والناس تنقسم ما بين تأييد مطلق في ترجيح تام للقول بـ (( نعم )) أو معارضه مطلقه في ترجيح تام للقول بـ (( لا )) ,,
نحن نبحث عن تلك المسافة الرحبة بين هذين الشقين ,, ألا وهى (( ربما ))
كثيرا من القواعد أو القوانين أو النظريات التي ناصرها الإنسان في أزمنه قد ولت ,, أعيد اكتشاف حقيقتها من جديد وثبت بالدليل القاطع الذي لا يحدوه شك في كونها تفسير خاطئ
وكثير أيضا من بعض النظريات والأقوال والقواعد والقوانين التي نبذها بنو البشر بل وحاربوها وداوموا على انتقاد مؤيديها ,, باتت حقيقة واقعه لا ينكرها ألا جاهل
إذن ما الذي يدفع شخص ما للانحياز إلى فكره ما بينما يهجر بشكل مطلق نقيضها
أو ليس من الأرجح وفى ظل قدرات بنو البشر المحدودة في فهم واقعهم ومستقبلهم وبيئتهم أن ننتهج أسلوب (( ربما ))
فحينما حاول عباس ابن فرناس الطيران محلقا بجناحين ,, نعت بالجنون
في نفس وقتنا هذا يكاد الطيران يقوم بشكل أساسي وبنسبه تفوق باقي وسائل النقل في تدعيم أواصر التقارب بين الشعوب بل ودعم الاقتصاد ,, وأخيرا بات سلاحا عسكريا
إذن فكان من الأحرى ,, أن يقال لابن فرناس ,, ربما تكون على حق
حينما أقدمت الكنيسة الرومانية في وقت من الأوقات على تدعيم حقيقة وجود حافة للأرض من خلال القول بسطحية الأرض وليس كرويتها ,, شاع هذا الاعتقاد بين الأمم وبات من يقول بغير هذا إما مجنونا أو كافرا وقد يتهم بالهرطقة ومن ثم يحكم عليه بالحرق
أو لم يكن من الممكن أن يستمعوا إلى من يقول ,, ربما لا تكون مسطحه
نحن وفى ظل ثورات الربيع العربي كثر الحديث عن المؤامرات والصفقات والأحداث والتخوين والتأويل ومحللي الأحداث والخبراء الاستراتيجيين ,,, صدقوا في بعض التفسيرات وجانبهم الصواب في كثير منها
الم يكن منطقيا أن يقولوا هم أو أن نصيغ نحن فهمنا لحديثهم على انه احد روافد (( ربما )) حتى لا ننحاز بشكل يشبه القطيع نحو الاستماتة في تأييد مطلق أو رفض بات لفكره ما .
هل تعلم أن أي حوار للأديان لن تكون له نتائج ؟؟؟ ,,لسبب بسيط
أن كلا الطرفين لا يحملان في أجندتهما أسلوب (( ربما )) ,, فكيف تحاورني وأنت من الأساس منحاز لفكرك أو منهجك أو اعتقادك بشكل يجعلك في أقصى نقطه تبعد عن أقصى تواجد للنقطة التي أقف عندها
(( ربما )) ليست مجرد 4 حروف تنطق ببلاغه عندما يريد احدهم استنكار أمر ما على سبيل إنهاء الجدال ,, أو مقاطعة الحديث ,, أو السخرية
بل هي نمط تفكيري يجعل من صاحبه يتسم بالاتزان بين التأييد والرفض ,, ,,
قد يراها البعض سلبيه ,, إذا ما قدر له نعتك بهذا
وقد يراها البعض ضعف ,,, إذا ما اشتد تأييده لموقف ما
لكنى أراها من منطلق ما ورد إلينا من أخبار عن رفقة سيدنا موسى عليه السلام لنبي الله (( الخضر ))
وكيف لنبي موحى إليه أن يسئ تقدير الأمور إذا ما وجه طاقة فكره في اتجاه واحد بناء على فكر أحادى الرؤية ,, جعله في النهاية ينحاز إلى تفسير المواقف من منظور ضيق ,, وهو الأمر الذي ثبت خطأه بعد ذلك
فما بالك بمن ليس نبيا ,, هل يستطيع احدنا تقدير البعد الحقيقي لأي ظاهره أو فعل بشكل يجعله يتشبث برأيه إلى درجة إقصاء الآخر لاختلافه معه في الرأي ,,
وإذا استطاع فعل هذا ,, فعلى أي حقيقة يقف ,,, وعلى أي دليل يستند ,, وما نملكه نحن البشر لا يمثل جناح بعوضه عند الله
(( وما أوتيتم من العلم ألا قليلا ))
وتبقى (( ربما )) معزولة في معاجم اللغة لم نرتق بعد إلى التحلي بسموها الفكري
ربما في حديثي هذا أكون مخطئ ,, وربما أكون مصيب ,,,
وربما تكون الصورة المرفقة ,, فوتوشوب جيد ,, أو تصوير فوتغرافى جيد !!!!