في تأكيد للتقارير المتداولة عن وجود تقارب عربي صهيوني، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ التعاون مع الدول العربية يتم في سرية تامة، واصفًا العلاقات بأنها «وطيدة ومتينة».
وأضاف، في خطاب بمناسبة الذكرى الـ44 لوفاة مؤسس دولة الاحتلال الإسرائيلي دافيد بن غوريون، أنّ «تعاوننا المثمر مع دول عربية بشكل عام أمر سري؛ لكنني واثق من أنّ العلاقات معها ستستمر بالنضوج، وسيسمح لنا ذلك بتوسيع دائرة السلام».
وشدّد على أنّ «السلام بين إسرائيل والدول العربية سيحصل في النهاية؛ لأنّ هناك كثيرًا من الأمور تحدث طيلة الوقت خلف الواجهة»، على حد قوله.
وسبق أن جدد «نتنياهو» على متنانة العلاقات مع الدول العربية في خطابه أمام الهيئة العامة للكنيست.
أول لقاء علني
وفي سبتمبر الماضي، التقى عبدالفتاح السيسي ببنيامين نتنياهو للمرة الأولى بشكل علني في نيويورك، وقال بيان الرئاسة إنه «في إطار مساعي استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي»، غير أنه جاء فارغًا من مضمونه، ولم يتطرق إلى أي إدانات لما تنتهكه دولة الاحتلال.
ولم يكن هذا اللقاء الأوّل الذي جمع السيسي بنتنياهو، بل سبقته لقاءات اتّسمت بالسرية، ولكن صحيفة هارتس العبرية سربت منهم اللقاء السري الذي جمعهما بملك الأردن عبدالله الثاني في فبراير العام الماضي بمدينة العقبة الأردنية وبرعاية وزير الخارجية الأميركي آنذاك جون كيري.
وذكرت الصحيفة أنّ اللقاء جاء لمناقشة المبادرة التي قدمها جون كيري وتتمحور في الاعتراف العربي بدولة الكيان الصهيوني، في مقابل استئناف مفاوضات السلام ومناقشة مسألة حل الدولتين.
وثيقة مسربة
وفي 16 من نوفمبر الجاري، سُرّبت رسالة عنوانها «عاجل جدًا وسري للغاية» بعث بها وزير الخارجية السعودي عادل الجيبر إلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تحدّث فيها عن «مشروع إقامة العلاقات بين المملكة وإسرائيل».
وأشار نص الوثيقة المسربة إلى توجه المملكة نحو عقد اتفاق شراكة مع «إسرائيل» تحت رعاية أميركية، يقودها جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره.
وكشفت الوثيقة انطلاق مساع أميركية لتوقيع معاهدة صلح بين السعودية و«إسرائيل» ومعلومات عن تبادل زيارات بين الرياض وتل أبيب.
يقال انها وثيقة بين الجبير و محمد ،، pic.twitter.com/bPaEQAbk6h
— Heisenberg (@snowdenq8) November 15, 2017
تقارب نحو التطبيع
يأتي هذا في وقت كثرت فيه التسريبات عن تقارب بين المملكة العربية السعودية والاحتلال الإسرائيلي؛ خاصة بعد تأكيد مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى لوكالة «فرانس برس» أن الأمير السعودي الذي زار تل أبيب قبل شهور عدة هو ولي العهد محمد بن سلمان، ضمن الخطوات الأخيرة المتسارعة للملكة والإمارات نحو التطبيع مع الاحتلال.
بيد أنّ الزيارة لم تمثّل التنسيق الأول والوحيد بين الرياض وتل أبيب في مجالات اقتصادية وعسكرية وسياسية؛ إذ أسس محمد بن سلمان جماعة ضغط سعودية في الولايات المتحدة اسمها «سابراك» في عام 2015، برئاسة صحفي مقرب منه يدعى سلمان الأنصاري، الذي نشر على الفور مقالة في صحيفة «ذا هيل» الأميركية قال فيها إن وجود إيران كعدو مشترك يحتّم على «إسرائيل» والسعودية أن تعجّلا بتطبيع العلاقات وتأسيس رابطة متينة وقوية بينهما، مؤكدًا استعداد ولي العهد شخصيًا لإقامة علاقات دائمة مع «إسرائيل».