صرح الأمير سلمان بن عبد العزيز ولى العهد السعودي نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع بأن "الاعتدال اليوم مطلب شرعي وضروري لتعزيز وحدة الأمة وقوتها ومواجهة ما تعيشه من اضطراب وتجاهل للأسس والمبادئ ".
وأوضح الأمير سلمان -في محاضرة ألقاها الليلة الماضية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة – أن "الاعتدال منهج عظيم حث عليه الدين الإسلامي الحنيف في قوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) وسلكه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه والتابعون رضوان الله عليهم، فقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله (القصد القصد تبلغوا)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو)، والاعتدال ليس كلمة تقال، أو وصف لموقف أو شعار براق يرفع، وإنما هو منهج شامل والتزام بمبدأ يحقق مصالح عامة تهدف إلى الخير والنماء ".
وقال ولى العهد السعودي: " نحن اليوم أحوج إلى الاعتدال في خضم التحولات والتيارات والمحاولات المتعددة لتغيير المفاهيم، وتشويه الحقائق، والتأثير على الآخرين باستخدام معلومات ظاهرها مغر، وباطنها غير صحيح ولا ينشد المصلحة للناس، ونحن بحاجة أيضا إلى تطبيق الاعتدال الحقيقى منهجا وسلوكا وثقافة والتزاما فى رؤيتنا للأشياء والحكم عليها وعدم تغليب الانفعال والاستعجال ".
وأضاف أن "بلادنا هي منطلق العروبة والإسلام، حيث نزل فيها القرآن بلسان عربي، على نبي عربي، وقام أبناؤها بنشر هذه الرسالة الخالدة بأمر المولى عز وجل في أنحاء العالم بشكل معتدل".
وتساءل عن مصير الدعوات البشرية والانفعالية للعصبيات والقوميات البعيدة عن الإسلام، والتي لا أساس لها؟، وأين هي تلك الإيديولوجيات التي تابعها البعض وأيدها؟، مشيرا إلى أنها لم تبق أو تصمد لأن أساسها غير حقيقي ولا يتصل بالإسلام ومبادئه، بل تناقضه وتصادمه.
ونوه ولى العهد السعودي إلى التزام المملكة العربية السعودية بالاعتدال فى سياستها الخارجية، منذ توحيد البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز، " فصداقتنا معتدلة مع الجميع ونعطى الأولوية لأمتنا العربية والإسلامية، بل وبلادنا معتدلة أيضا فى مواجهة خلافات الآخرين، حيث تترك المجال دائما رحبا للعودة والمصالحة دون انتقام أو انعزال أو متصادمة، وهذا هو الاعتدال الحقيقي".
وتابع: "نحن شرفنا الله بخدمة الحرمين الشريفين، وهى مسئولية عظيمة نتولاها بكل ما نملك من مقدرات، وما لدينا من شعب وقيادة وشرفنا الله عز وجل أن نخدم قضايا الأمتين العربية والإسلامية، فى اعتدال حقيقى يقوم على مبادئ الدين لا على أساس المصالح، وما نملك فى بلادنا من ثروات مادية لا ترقى إلى ما نملكه من
ثروة العقيدة الإسلامية ".
وشدد ولى العهد السعودى على أن "مصلحتنا اليوم هى مصلحتنا بالأمس ؛ لأن أساسنا لم يتغير وإن تغير تفكير بعض الناس أو أسلوبهم فى التعاطى مع أمور حياتهم، واعتدالنا اليوم لا يقل أهمية عن اعتدالنا بالأمس؛ لتزايد التحديات، وكثرة المغريات، وتخبط البعض، وتقليدهم للآخرين من خارج بيئتنا ومجتمعنا وديننا،
واعتدالنا هو أيضا فى الإفادة من العلوم والمخترعات والتطورات الحديثة فى إطار ديننا ومبادئنا وما يخدم مجتمعنا".