يُحتفى في العشرين من نوفمبر سنويًا باليوم العالمي للطفل، الذي أُطلِق في عام 1954م بعد المعاناة التي يعيشها أطفال سوريا منذ بداية الأزمة؛ بسبب حرمانهم من حقوقهم الأساسية كافة، مثل التعليم والصحة والحماية من العنف.
وفي العشرين من نوفمبر من عام 1959 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل، وفي اليوم نفسه من عام 1989 اعتمدت اتفاقية حقوق الطفل. ومنذ عام 1990، يُعتمَد يوم الطفل العالمي كذكرى سنوية لاعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان والاتفاقية المتعلقَين بحقوق الطفل.
ومنذ الثورة عام 2011 وتشبث الرئيس السوري بشار الأسد بالسلطة وإدخال البلاد في حرب أهلية، تعيش سوريا سنوات من الحرب، التي دمرت مستقبل الأطفال؛ فسرّبت معظمهم من المدارس لدعم أسرهم، ويعيشون ضحايا حرب محرومين من الحقوق الأساسية مثل الحياة والصحة والتعليم.
الأطفال الأكثر تضررًا
وقال تقرير صادر عن الجمعية الدولية لحقوق اللاجئين إنّ الأطفال في سوريا يدفعون الثمن الأكبر للحرب.
وقال المحامي عبدالله رسول دمير، نائب مدير الجمعية، لوكالة الأناضول، إنّ «الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا من الحرب في سوريا؛ لأنهم ربما الأكثر احتياجًا للحماية». وأضاف أنّ «القانون الدولي وضع تعريفًا لحقوق الطفل، ولكن رأينا في السنوات الست الماضية أنّ القوانين الدولية كافة فشلت في الامتحان عندما أصبح الموضوع متعلقًا بأطفالنا في سوريا».
وتأثر 8.5 ملايين طفل سوري بسبب النزاع الدائر في بلادهم، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ونشر في سبتمبر الماضي.
وأّكد عبدالله أنّ «التقرير ذكر أيضًا أنّ أكثر من ستة ملايين من هؤلاء الأطفال موجودون فعليًا في سوريا، و2.5 مليون في دول اللجوء»، موضحًا أنّ «ثمانية من كل عشرة أطفال في سوريا تأثّروا بشكل فعلي بسبب النزاعات المسلحة، وقرابة 700 ألف طفل يعيشون ظروفًا صعبة للغاية في مناطق النزاعات المسلحة، وتسرّب مليونا طفل من المدارس داخل سوريا».
وفي تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان يوم الخميس الماضي، سجّلت «ما لا يقل عن 251 حالة اعتقال لأطفال في عام 2016 على يد قوات النظام السوري، ورصد ما لا يقل عن 1926 حالة تجنيد قسري لأطفال على يد وحدات الحماية الكردية. متفوَّقة بذلك على جميع الأطراف».
واستطلعت «الأناضول» آراء أطفال سوريين؛ فتمنّوا العيش في حياة طبيعية، وأكّد أحدهم أنه ترك الدراسة وانخرط في العمل لمساعدة أسرته، متمنيًا العودة إليها مرة أخرى.