تترقب العاصمة السعودية، الرياض، اجتماعًا موسعًا يضم أطيافًا من المعارضة السورية، بين 22 و 24، للاستعداد والجاهزية للمشاركة في جنيف 8، والذي تم تأجيله إلى ديسمبر المقبل.
وتترقب الأوساط السياسية والشعب السوري الذي يعلق آماله على المعارضة، للتوصل إلى حلا للأزمة التي يعيشها منذ 6 سنوات، آملا أن يكون «الرياض 2» و«جنيف8»، مختلفا عن سابقيه مما فشلوا في التوصل إلى مخرجات تضع حدا للمأساة السورية
من يحضر المؤتمر
واستلمت الفصائل دعوات المؤتمر، وأبرز مكوناته «الائتلاف»، «هيئة التنسيق» وممثلي فصائل أو معارضين مستقلين، إضافة إلى أعضاء من منصتي القاهرة وموسكو.
وأوضح عضو «منصة موسكو» للمعارضة السورية، السياسي الآشوري نمرود سليمان تقسيم الأطياف المعارضة وفقا للآتي: من الائتلاف 22، من الفصائل المسلحة 21، ومن هيئة التنسيق 14، ومن المستقلين 70، ومن القاهرة 10، ومن موسكو 7، المجموع 144 شخصا.
ماذا تريد المعارضة من «الرياض 2»
تتجهز المعارضة من خلال مؤتمر «الرياض 2»، لحضور مؤتمر جنيف المرتقب، حيث تبحث عن آليات جديدة للتفاوض، وفي الوقت ذاته تسعى لعمل مراجعة شاملة لعمل الهيئة العليا للمفاوضات خلال الفترة السابقة.
وترى المعارضة أن «الرياض 2» سوف يعزز موقفها إذا ما استطاعت الخروج بمعطيات تستطيع من خلالها التفاوض بموقف قوي وراية موحدة لفصائل المعارضة.
وصرح رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، رياض سيف،أن رحيل الأسد لن يكون ضمن المفاوضات التي تشهدها الفصائل، مشددا على أن هناك اتفاق مع معظم الجهات على أن الأسد لن يكون جزءا من المرحلة المقبلة.
وأكد سيف على أن الهدف الاساسي للمؤتمر «تشكيل رؤية واضحة للمعارضة»، متابعا أن «إرادة السوريين والدعم الدولي المتوفر سيعزز فرص الاتفاق حول رؤية واحدة».
ولفت رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إلى أنه «لن يكون بوسع مجموعة صغيرة، تحدي إرادة الأغلبية والقضاء على حلم السوريين بالحرية».
ومن جهته أكد مستشار «الهيئة العليا» للمفاوضات، الدكتور يحيى العريضي أن الهدف من المؤتمر، «الخروج بوفد موحد مستند إلى أسس تلتزم بقضية الشعب السوري وفق القرارات الدولية» مشددا على أنه «لا بد من تشكيل الوفد يضم مجموعة سوريين معارضين، يعملون وفق الشرعية الدولية بخصوص سوريا، وتؤخذ بعين الاعتبار مطالب الشعب السوري الأساسية»، وفق تصريحات صحفية.
عراقيل اصطفاف الفصائل
وعلى الرغم من تأكيد العريضي، على ارتفاع فرص نجاح المؤتمر باعتباره المحاولة الثانية لتوحيد الصف، خلال الأشهر القليلة الماضية، وانتهاءه قبل جنيف بأيام بسيطة، إلا أن تخوفات صاحبت دعوات المؤتمر للفصائل من عراقيل تقف أمام أهدافه.
مفاوضات شكلية
وأبدى عدد من السياسيين المشاركين في المفاوضات المرتقبة قلقهم من أن تضع فصائل أجندتها ومصالحها الشخصية أمام المصلحة العامة، خاصة وأن 4 سنوات من الفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة لم تسفر عن شيء، والنظام يستغل التناحر بينهم ويوسع من سيطرته في سوريا.
وقال رئيس الائتلاف الوطني «إن كان استمرار الحال بهذا الشكل، فلا جدوى من أي مفاوضات أو أي مؤتمر».
وأوضح، «نحن نشارك لكي يكون صف المعارضة متحداً، وليس من أجل إنتاج معارضة مصنعة، أو غير ملتزمة بمصالح الشعب السوري»، مؤكدا أنه «إن كان الجو وطنياً في الرياض، ويبحث عن حلول، ويريد أن يحقق إنجازاً عبر الحل السياسي، وانتقال السلطة، فلا أعتقد أن سورياً صادقاً مع نفسه وشعبه، يرفض العمل بهذا الاتجاه».
واستدرك: «ولكن إن كانت مصالح الدول وحالة الاستقطاب الراهنة ستغلب على المصالح العامة للشعب (السوري)، هنا يكون الاختلاف والافتراق».
ومن جهته شكك الإعلام السوري بسام جعارة في نوايا الذاهبون إلى المؤتمر «المعارضون الذاهبون الى مؤتمر الرياض يعرفون اجندة المؤتمر واهدافه .. من يذهب الى المحرقة سيحترق!».
وتوقع جعارة أن «نتائج الرياض نسخة عربية عن سوتشي الروسية».
منصة موسكو
من أبرز ما يوجه اصطفاف المعارضة، هو وجود ما تعرف بـ «منصة موسكو»، وهي مقربة إلى النظام، ولذا تسعى إلى تشتيت الجهود، وإبعاد ما اتفق عليه الفصائل حول رحيل الأسد.
وتتهم الفصائل «منصة موسكو» بأنها تنفذ أجندات روسيا والنظام، ولا تعبأ بما يريده السوريون حقا.
وقال عضو منصة القاهرة، فراس الخالدي، إن «أبز العراقيل التي تواجه المؤتمر تباعد الرؤى بين منصتي موسكو والرياض»، مشيرا إلى أنه « في حال وجد حس النوايا مع بعض الضغوط على منصة موسكو، وإعادة صياغة لموقف موحد يحقق مطالب الشعب، عبر برنامج واضح، سيكون هناك وفد يذهب إلى جنيف برؤية موحدة».