وقّع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء اليوم الثلاثاء عشر اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم، تشمل المجالات الاقتصادية والثقافية والدفاعية، أثناء وصوله العاصمة القطرية الدوحة قادمًا من الكويت، ضمن جولة بدأها في 13 نوفمبر الجاري وتستمر حتى 15 من الشهر ذاته.
وتعد هذه الزيارة الثانية للرئيس التركي منذ بدء الأزمة الخليجية في يونيو الماضي، واستقبله لدى وصوله وقرينته إلى مطار حمد الدولي رئيسُ مجلس الوزراء وزير الدفاع القطري خالد العطية، والسفير التركي لدى الدوحة فكرت أوزر، ومسؤولون آخرون في السفارة.
ومن المقرر أن يعقد أمير قطر تميم بن حمد والرئيس التركي اجتماع الدورة الثالثة للجنة الاستراتيجية العليا بين قطر وتركيا غدًا الأربعاء في الديوان الأميري بالدوحة. كما سيبحثان «سبل تعزيز التعاون الثنائي الاستراتيجي بين البلدين، بالإضافة إلى استعراض مستجدات الأوضاع في المنطقة».
وسبق وقال السفير التركي لدى الدوحة «فكرت أوزر» إنّ الزيارة ستشهد عشر اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم، تشمل المجالات الاقتصادية والثقافية والدفاعية والبنوك والأمن الإلكتروني والأمن الغذائي والزراعي، إضافة إلى اتفاقية لحماية الاستثمارات وأخرى للتوأمة بين ميناء حمد وموانئ تركية، وأخرى في مجالات الإعلام والسياحة والنقل.
وفد أردوغان
يرافق أردوغان في زيارته عقيلته أمينة، ورئيس هيئة الأركان خلوصي أكار، ووزراء الخارجية «مولود جاووش أوغلو» والعدل «عبدالحميد غل» والاقتصاد «نهاد زيبكجي» والطاقة والموارد الطبيعية «براءت ألبيرق» والزراعة والثروة الحيوانية «أحمد أشرف فاقي بابا».
أيضًا، وزراء الثقافة والسياحة «نعمان قورتولموش» والرياضة والشباب «عثمان أشكن باك» والغابات والشؤون المائية «ويسل أر أوغلو» والمواصلات والاتصالات والنقل البحري «أحمد أرسلان».
وفي ديسمبر 2014، وقّعت أمير قطر أثناء زيارته إلى تركيا اتفاقية اللجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين، التي عقدت اجتماعين سابقين في طرابزون بتركيا؛ وتعمل كآلية هامة لتعزيز العلاقات الثنائية في المجالات كافة.
دعم أنقرة
وبادرت تركيا منذ اندلاع الأزمة الخليجية وفرض الحصار على قطر إلى الإسراع في إرسال المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية إلى مواطني قطر والمقيمين فيها؛ خاصة وأن نسبة كبرى من المواد الغذائية تستوردها من السعودية والإمارات عبر المنفذ البري الوحيد مع المملكة. وفي أقلّ من 48 ساعة تمكّنت الدولتان من توفير هذه الاحتياجات عبر جسر جوي من تركيا إلى قطر؛ ووصلت إلى الأسواق والمحلات والمتاجر الكبرى، ما حال دون حدوث أي نقص في هذه المواد في السوق القطرية.
ونقلت صحيفة «الراية القطرية» عن السفير التركي في الدوحة فكرت أوزر قوله إنّه اُتُّفق بين مسؤولي الدولتين، بالإضافة إلى إيران، على تأسيس خط بري بين قطر وتركيا مرورًا بإيران، ووقّع الاتفاق وزراء المواصلات في الدول الثلاث.
وسجّلت الصادرات التركية ارتفاعًا كبيرًا بلغ ثلاثة أمثال مستوياتها الطبيعية؛ لتصل إلى 32.5 مليون دولار منذ بدء الحصار على قطر، وارتفعت في يونيو الماضي بنسبة 51.5% على أساس شهري؛ لتصل إلى 53.5 مليون دولار، واحتلت المواد الغذائية والفواكه والخضراوات والمنتجات الحيوانية والمياه قائمة الصادرات التركية إلى البلاد، وبلغت الاستثمارات القطرية في تركيا بين عامي 2011 و2016 نحو 1.29 مليار دولار.