أثار إعلان الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، فشل مفاوضات سد النهضة، موجة من ردود الأفعال الغاضبة، حيث كشف عن أن اجتماع اللجنة الفنية الثلاثية المعنية بسد النهضة على المستوى الوزاري، الذي استضافته القاهرة يومي 11 و12 نوفمبر 2017 بمشاركة وزراء الموارد المائية لمصر والسودان وإثيوبيا لم يتوصل فيه إلى اتفاق بشأن اعتماد التقرير الاستهلالي الخاص بالدراسات، والمقدم من الشركة الاستشارية المنوط بها إنهاء الدراستين الخاصتين بآثار سد النهضة .
ورفضت السودان الموافقة على التقرير الاستهلالي التي ورد بدراسة سد النهضة من إثيوبيا، بينما تمسكت مصر بما ورد به وفق تأكيدات محمد عبد العاطي وزير الري أمس.
موقف غامض للسودان
الدكتور ضياء القوصي، خبير المياه الدولي، حذر من خطورة تصريحات وزير الري، مؤكدا أننا أمام كارثة حقيقية، وأنه توقع موقف أثيوبيا منذ بداية الأمر.
وأضاف القوصي في تصريح خاص لرصد، أن عدم اتفاق الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا على التقرير المبدئي حول سد النهضة مؤشر خطير، وأن الموقف السوداني من الأمر مثير للتساؤلات،
وأوضح القوصي أن «هناك اتفاقيات تجمع السودان مع مصر تجعل موقف الدولتين موقفا موحدًا فيما يخص مياه النيل، ولكن على أرض الواقع فإن السودان تنحاز إلي أثيوبيا على حساب مصر».
وأشار القوصي أنه «يبدوا لي أن التقرير المبدئي محايد جدًا، بدليل أن مصر لم تبدِ اعتراضًا عليه.. ولا أعرف لماذا يفعل السودان ذلك».
وفي إبريل الماضي، صدر التقرير الاستهلالي، عن الاستشاري الفرنسي، ولم تستطع الدول الثلاث التوافق حوله على الرغم من الاجتماعات المتكررة بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، بجانب إعلان مصر موافقتها المبدئية عليه في شهر أكتوبر الماضي.
وقف التفاوض الفني
ومن جانبه استغرب الدكتور عباس شراقي رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، من موقف السودان، مؤكدا أن هذا الموقف يضر السودان مثل ما يضر مصر.
وأضاف أن رفض دولة السودان يزيد من تدهور المفاوضات الفنية القائمة، لافتا إلى أن الجانب المصري قد أصبح يواجه الآن طرفين عوضا عن طرف واحد.
وأوضح عباس في تصريح خاص لرصد أن الفشل الجديد لمفاوضات سد النهضة، ومرور سبع سنوات على الفشل المستمر في المفاوضات، يعني أنه حان الوقت إلى وقف تفاوض اللجان الفنية، وأن يتحول الأمر إلي يد الساسة، حيث أن الموضوع أصبح سياسي فقط، فقد تجاوزت أثيوبيا جميع الاتفاقيات والأعراف الدولية.
قلق برلماني
وطالب النائب هاني مرجان، الحكومة بضرورة البحث عن طرق بديلة وسريعة؛ للحفاظ على حصة مصر من مياه النيل، بعد إعلان وزير الري فشل مفاوضات سد النهضة مع الجانب الإثيوبي، مؤكدا ضرورة عقد البرلمان جلسة طارئة لمناقشة هذه القضية الهامة .
وحذر مرجان، في تصريح نقله موقع مصراوي، من تأثير فشل المفاوضات على حياة المصريين لاسيما، أن ذلك سيؤدي لندرة المياه، الأمر الذي سيتسبب في تعرض الأرض والمحاصيل الزراعية للجفاف، مما يضر بالاقتصاد القومي، قائلا: “إحنا بنعاني ارتفاع الأسعار ومش ناقص إلا الميه كمان نشتريها” .
وأكد أن مصر لن تتنازل عن حقوقها التاريخية في مياه النيل، وهذا ما أكده الرئيس السيسي عندما قال، إننا لسنا ضد نهضة إثيوبيا، ولكن في الوقت ذاته يجب الحفاظ على حقنا في الحياة .
البحث عن بدائل
وأكد الدكتور محمود أبوزيد، وزير الري الأسبق، ضرورة البحث عن بدائل أخرى عقب تعثر مسار المفاوضات وعدم إصدار التقرير الاستهلالي الذى تعده المكاتب الاستشارية الفرنسية بشأن التأثيرات السلبية لبناء سد النهضة الإثيوبي.
وقال أبوزيد فى تصريح نقله موقع الدستور ، إن اتفاق المبادئ الموقع من رؤساء الدول الثلاث يمكن الاستعانة به لحل الخلاف إذا فشلت المفاوضات الفنية نهائيا.