شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بسبب الحصار السعودي.. أطباء يمنيون: الجميع سيموتون دفعة واحدة الأسبوع المقبل!

طفل يمني أصيب بسبب نقص الدواء ومنع السعودية دخوله

يواجه مئات المرضى اليمنيين والمسنيين خطر الموت، ما لم ترفع المملكة العربية السعودية الحصار المفروض عليهم وتسمح للإمدادات الطبية بالعبور، كما قالت  «شبكة الجزيرة». ووفق ما ترجمت «شبكة رصد»، يقول الأطباء في صنعاء إنّ الصيدليات تعاني من نقص حاد في الأدوية، خاصة لأمراض «السرطان والسكري والفشل الكلوي»، ولن تستطيع توفيرها بحلول الأسبوع المقبل.

وقال الطبيب عبدالرحمن الأنسي، من مستشفى المتوكل في صنعاء: «نعاني من نقص شديد في الإمدادات الطبية، ولن يكون لدينا في وقت قريب مسكنات أو أنسولين وأدوية أخرى»، مضيفًا أنّ صبيًا يُدعى «عليًا» يبلغ من العمر عامين توفي الشهر الماضي بسرطان الدم الليمفاوي؛ نتيجة نقص الأدوية الخاصة بالسرطان.

وأضاف أنه إذا لم تُخفّف المملكة السعودية القيود المفروضة، وتسمح بالإمدادات الغذائية والطبية؛ فقد ينتهي المطاف بوفاة جميع مرضى السرطان، حتى الذين يعانون من السكري سيموتون، وربما يموت الجميع دفعة واحدة في الأسبوع المقبل وحده.

وشدّدت السعودية الحصار الجوي والبري والبحري ضد اليمن يوم الأحد، بعد أن أطلق الحوثيون -المسيطرون على العاصمة ومناطق واسعة من البلاد- صاروخًا باليستيًا تجاه العاصمة الرياض؛ مبررين الهجوم بأنّه ردّ على الغارات الجوية التي تقودها السعودية وقتلت الآلاف ودمّرت أجزاء كبرى في شمال اليمن.

بينما دافعت السعودية عن الحصار وقالت إنه بهدف منع تهريب الأسلحة إلى اليمن من منافستها الإقليمية إيران، وترفض طهران ادّعاءات تسليح الحوثيين، ووصفتها بأنها «خبيثة وغير مسؤولة ومدمرة واستفزازية».

عواقب وخيمة

وقالت منظمات الإغاثة في اليمن إنها تشعر بانزعاج كبير لقرار السعودية، محذّرة من أن الملايين على حافة الجوع والموت، وقالت إنّ المخزون الحالي من اللقاحات في اليمن سيستمر شهرًا واحدًا فقط؛ وإذا لم يُجدّد فمن المتوقع تفشٍّ في الأمراض المعدية، مثل شلل الأطفال والحصبة، لا سيما بين الأطفال دون سن الخامسة، الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية.

كما حذّرت المنظمات الإنسانية من أنه لم يتبقّ سوى ستة أسابيع من المساعدات الغذائية لنحو سبعة ملايين يمني يواجهون «ظروفًا تشبه المجاعة»، وأنّ الوضع الإنساني أصبح هشًّا للغاية، وأيّ خلل في الإمدادات الضرورية مثل الغذاء والوقود والأدوية يمكن أن يودي بالناس نحو الموت والمجاعة.

ومنذ بداية حصار يوم الأحد ارتفعت أسعار المواد الغذائية والوقود، وهي مرتفعة بالفعل، ومنعت الرحلات الجوية التي تنقل المساعدات الإنسانية.

وقال محمد أبو بكر (62 عامًا)، يخضع إلى العلاج الكيميائي في المستشفى، إنه لم يتلقّ راتبه منذ أشهر، متسائلًا: «كيف سأدفع فواتيري الطبية؟!»، موضحًا أنّ الأسعار ارتفعت بشكل جنوني منذ بداية الحصار، ومضيفًا أيضًا: «ماذا يفترض أن أفعل!».

وقال محمد إنه اقترض أكثر من ألفي دولار من الأصدقاء والعائلة لدفع ثمن العلاج. ولكن، مع تشديد الحصار، كلّ هذا ذهب سدى، مضيفًا أنّ «السعوديين يحاولون أن يكسرونا بهذا الحصار، ويجبرونا على قبول خططهم لنا. قد لا أعيش لأرى نهاية الحرب؛ لكني أصلي كي تخسر السعودية».

كانت الشوارع في صنعاء خالية من السيارات يوم الخميس الماضي بسبب نقص الوقود، وقال السكان المحليون إنّ أسعار وسائل النقل العام تضاعفت. وقال الزبير عبدالله حسن، طبيب في مركز الكوليرا بحي الجراف في صنعاء، إنّ اليمنيين الأثرياء بدؤوا يشعرون بالأمر، مضيفًا أنّ أسعار كل شيء ارتفعت للغاية؛ مثل غاز الطهي والبنزين، موضحًا أنّه كان يمون سيارته قبل الحصار بستة آلاف ريال والآن أصبحت عشرة، متسائلًا: كيف يمكن للناس مواصلة حياتهم بهذه الطريقة؟

ودخلت السعودية في صراع مع اليمن منذ 2015، بعد أن استولى المتمردون الحوثيون على العاصمة صنعاء وأجبروا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على الفرار، واستطاعت السعودية بالتحالف وبدعم لوجيستي من أميركا بدفع الحوثيين من مدينة عدن الساحلية؛ لكنهم فشلوا في طردهم من صنعاء.

وطبقًا للأمم المتحدة، أدّى النزاع إلى مصرع أكثر من عشرة آلاف شخص، وترك سبعة ملايين آخرين في حاجة ماسة إلى المساعدات غذائية؛ بينما لا تتوفر لدى الملايين الآخرين فرص كافية للحصول على خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي، كما أصيبت البلاد بتفشي الكوليرا، وبلغ عدد الحالات المشتبه فيها قرابة 900 ألف منذ أبريل.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023