تظل روسيا السد المنيع الذي يقف دون معاقبة نظام بشار الأسد عبر المحافل الدولية، لا سيما مجلس الأمن، والذي تمتلك موسكو لديه حق الرفض (الفيتو)، وتستخدمه في حمايته دوليا، بالإضافة إلى الدعم العسكري له داخل الأراضي السورية، والتي بدونها لكانت الثورة السورية رافعة راياتها في جميع أنحاء الجمهورية.
روسيا توقف عمل اللجنة
استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار أميركي من شأنه أن يمدد لفترة سنة مهمة لجنة تحقق في هوية الجهات التي تقف وراء هجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا.
وطالبت روسيا بتأجيل التصويت على أن يكون بعد الاستماع إلى التقرير الذي تقدمه اللجنة في الـ 26 من الشهر الحالي، والذي يناقش المسؤول عن هجوم كيماوي وقع في 4 أبريل الماضي في بلدة خان شيخون، وقتل نتيجته العشرات من الأشخاص.
وجاءت نتيجة التصويت لصالح استمرار اللجنة في عملها بواقع 11 صوت إلا ان استخدام روسيا لحق الفيتو حال دون تمديد فترة عمل اللجنة، في حين امتنعت الصين عن التصويت، بينما انضمت بوليفيا إلى روسيا في التصويت بلا.
وكانت الدول الأعضاء في مجلس الأمن قد شكلت اللجنة بالإجماع عام 2015 وجددت مهامها عام 2016 لسنة أخرى، وستنتهي صلاحية عملها في شهر نوفمبر القادم.
ردود فعل
وعقبت واشنطن على استخدام روسيا لحق الفيتو، بأن الخطوة كانت «مصدر قلق»، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت، في الموجز الصحفي للوزارة، بواشنطن، إن لجنة التحقيق للمنظمة أكدت، في تقريرها، استخدام السلاح الكيميائي، وكان يفترض أن تكون الخطوة القادمة أن تتولى آلية التحقيق المشتركة (البعثة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية) معرفة من هو المسؤول عن هذه الهجمات.
وانتقدت ناورت، ما وصفته بـ«وضع الاعتبارات السياسية على مصلحة الشعب السوري الذي يتم قتله بوحشية».
وقالت سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة نيكي هيلي «إن روسيا أثبتت مرة أخرى أنها ستعمل كل ما بوسعها حتى لا يواجه نظام الأسد البربري تبعات استمراره في استخدام الأسلحة الكيماوية».
ومن جهته، عبر وزير الخارجية البريطاني ألكسندر دي بوريس جونسون، عن خيبة أمله، تعليقا على استخدام روسيا حق النقض على مشروع قرار أمريكي لتمديد ولاية البعثة
وقال جونسون، «لقد شعرنا بخيبة أمل كبيرة بسبب عدم تمديد ولاية البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في سوريا».
ولفت إلى أن استخدام «الفيتو يعني أن هناك أشياء يخفيها النظام السوري، ونحن إن كنا نشعر بخيبة أمل، فإننا سنواصل العمل مع شركائنا الدوليين لتحقيق العدالة للمظلومين، ولعرقلة استخدام الأسلحة الكيميائية في مناطق أخرى»، مضيفا «ولن نسمح للأفعال الروسية أن توقف جهودنا في هذا السياق».
9 مرات الفيتو يحمي الأسد
واعتادت روسيا وحليفتها الصين استخدام حق النقض «الفيتو » في القرارات التي تتعلق بسوريا، منذ بدء الأزمة السورية في 2011، ضامنة بذلك عدم اتخاذ أي إجراءات ضد النظام السوري بقيادة بشار الأسد .
وخلال عمر الازمة السورية استخدمت روسيا حق النقض 9 مرات، كان آخرهم أمس، ضد تمديد عمل لجنة تحدد هوية الجهات التي تقف وراء هجمات بالاسلحة الكيميائية في سوريا، وقبلها استخدمته في المشاريع الآتية:
الفيتو الأول: استخدمته روسيا في أكتوبر 2011، لتعطل مشروع دولي شأن فرض عقوبات على نظام الأسد، إذا ما استمر في استخدام العنف ضد الشعب السوري.
الفيتو الثاني: كان في 4 فبراير 2012، وقت روسيا من خلاله، ضد صدور قرار بمشروع يحمّل النظام السوري مسؤولية إراقة الدماء في البلاد.
الفيتو الثالث: بموجب هذا الفيتو، لم يصدر مجلس الأمن قرار بفرض عقوبات على نظام الأسد، في 19 يوليو 2012.
الفيتو الرابع: اعترضت روسيا على مشروع قرار في 22 مايو 2014، يقضي بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم حرب.
الفيتو الخامس: في 8 أكتوبر 2016، أجهضت روسيا بالفيتو الخامس مشروع القرار الفرنسي الإسباني، والمتعلق بوقف إطلاق النار في حلب، بعد أن صوت لصالحه 11 بلداً
الفيتو السادس: 5 ديسمبر 2016 ، استخدمته روسيا لوقف مشروع طالب بهدنة سبعة أيام في حلب وإنهاء القتال بأنحاء سوريا.
الفيتو السابع: استخدم هذه المرة، ضد قرار مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات جديدة على دمشق بسبب الاتهامات المنسوبة إليها باستخدام أسلحة كيمياوية، في 28 فبراير 2017.
الفيتو الثامن: في 12 أبريل 2017، وقفت روسيا به ضد مشروع قرار أميركي بريطاني فرنسي مشترك بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا